رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خفة غزالة وقلب أسد.. منال رستم بعد وصولها لقمة «إيفرست»: سأتسلق أعلى 7 جبال فى العالم لرفع راية مصر

منال رستم
منال رستم

 

«احلم، بادر، ثم انطلق»، قاعدة جسدتها المصرية منال رستم التى نجحت فى تحقيق إنجاز جديد بتسلقها قمة جبل إيفرست، الجبل الأعلى فى العالم، ورفع علم مصر فوق قمته، لتصبح أول مصرية تفعل ذلك.

تعشق منال «روح المغامرة»، ومنحت بإنجازها الأخير درسًا فى قوة الإرادة ورفض اليأس، حيث حققت حلمًا راودها قبل ١٥ عامًا، وقطعت رحلة تسلق شاقة وخطيرة استغرقت ٤٥ يومًا، لكن الإنجاز المستحيل سبقته تدريبات ومحاولات عديدة قبل أن يصبح واقعًا ومثارًا للفخر.

كتبت فى منشورات عبر صفحتها الشخصية على موقع "إنستجرام" إنها تعتز بالإنجاز التاريخى الذى حققته، كونها أول امرأة مصرية تتسلق قمة إيفرست، مشيرة إلى أن دافعها الأول كان إرسال رسالة إلى العالم تؤكد من خلالها صلابة وعزيمة المرأة المصرية وقدرتها على تحقيق أحلامها.

وشددت على أنها ستواصل استكمال تسلق أعلى سبع قمم جبلية فى العالم؛ لرفع راية مصر فوقها، وتسجيل إنجاز تاريخى جديد.

بدأت رحلة منال فى ٥ أبريل الماضى، وقالت قبل ساعات من المغامرة: "شرف كبير وفخر أن أحاول أكثر هذا الموسم، لقد استغرق الأمر منى ٥ سنوات لإقناع والدى بالبدء فى تسلق الجبال عام ٢٠١٢، واستغرق ١٥ عامًا لاتخاذ خطوة جريئة، بأن أشترك فى تسلق إيفرست ٢٠٢٢".

وحددت الغزالة المصرية أهدافًا لمساعدة المجتمع وتشجيع النساء، خاصةً المحجبات، على المغامرة والثقة فى قدرتهن على فعل أى شىء، موضحةً أن: "الرحلة تستغرق من ٦ إلى ٨ أسابيع، أريد فقط أن أرى ماذا سيحدث إذا لم أستسلم، وماذا يحدث على الجانب الآخر من الخوف والشك بالنفس".

وأضافت أنها ستسعى لاستغلال الاهتمام الإعلامى والجماهيرى بها لتسليط الضوء على مستشفى مرضى السرطان الذى يجرى بناؤه حاليًا فى مسقط رأسها بالإسكندرية، من أجل حشد الدعم لاستكمال أعمال الإنشاء والتشغيل.

وصفت منال قرار تسلقها قمة إيفرست قائلة: "ربما هو شكل من أشكال التأمل، وربما هو مخطط للهروب، أو شغف خالص، ربما لأننا نريد فقط أن نرى ما سيحدث إذا لم نستسلم".

كانت رسالة منال دائمًا، خلال رحلتها: "أنا هنا، أحاول كسر التحيز من قمة العالم".

وفى ١١ أبريل، أتمت صعود ٤٨٨٠ مترًا، حرصت خلالها على التنزه واتخاذ قسط من الراحة، و"تدريبات التأقلم" على الحياة الجديدة التى تعيشها، سواء نفسيًا أو جسديًا.

انقطعت الغزالة عن العالم لأيام عديدة، حيث تفشل شبكات الاتصالات فى تغطية الارتفاع الشاهق لقمة جبل إيفرست، الأمر الذى مثل فرصة لتشعر بقوتها الحقيقية واختبار معدنها بعيدًا عن العالم الافتراضى، بل إعادة اكتشاف مشاعرها من جديد.

وقالت عن هذه الفترة: "كنت أقوى امرأة أعرفها انقطعت عن العالم لأيام بسبب عدم وجود الإنترنت، الأمر جعلنى أكثر عاطفية، كنت أبكى لليلتين متتاليتين مثل الأطفال".

بقدر الأمل الذى يدفع منال لتحقيق المغامرة، إلا أنها كانت خائفة أيضًا، وبعد أن استعادت الاتصال بالإنترنت، كتبت: "الأمر كله يعود إلى الله والجبل فى هذه المرحلة، أنا متعبة وخائفة وقلقة وأفتقد أسرتى، لكن لنفعل هذه المغامرة".

وتابعت، فى منشور آخر بتاريخ ٢٣ أبريل الماضى: "خائفة؟ أجل، مرعوبة؟ أجل، أشعر بالوحدة والوحشة؟ أجل، خائفة من فشلى؟ أجل، خائفة ألا يتحمل جسدى؟ أجل.. ماذا أفعل؟ لا شىء، سأدعو الله، أشعر بالتوتر، لكن على أن أفعل ما يجب على القيام به فى بعض الأحيان".

قضت منال شهر رمضان فى رحلة تسلقها لقمة "إيفرست"، وكذلك عيد الفطر، ولم تمنعها مشقة المغامرة أو مخاوفها من الاحتفال به، وأصبحت أول امرأة ترتدى عباءة على ارتفاع وصل لأكثر من ٥٠٠٠ متر فوق سطح البحر.

وكتبت فى ٢ مايو الحالى: "ارتداء العبايات فى معسكر جبل إيفرست فى أول أيام العيد، ما رأيكم؟ أستطيع القول إنها قد تكون أول عباءة تصل إلى ارتفاع ٥٣٦٣ مترًا فوق مستوى سطح البحر".

بكت منال فى خيمتها كثيرًا، وزاد شعورها بالعاطفة فى تلك التجربة، وفى ١٩ مايو الجارى، ربما يمكن القول إن الفتاة المصرية كانت هى الأكثر سعادة فى العالم بتحقيق حلمها بالوقوف على قمة إيفرست ورفع علم مصر.

وكتبت: "لقد فعلناها وصعدنا لأعلى العالم.. لا أصدق أننى الآن أول امرأة مصرية تقف على قمة العالم، أخيرًا لقد تحقق حلم عمره ١٥ عامًا".

استمرت مغامرة منال لمدة ٤٥ يومًا، لم تتنقل خلالها بين ثنايا الجبل الأعلى فى العالم فقط، بل بين مشاعر كثيرة، ومغامرات يومية أكثر.

نجحت منال من قبل فى تسلق جبل "كليمنجارو" فى تنزانيا وهو أعلى قمة جبل فى إفريقيا، وأيضًا تسلقت جبل كينيا الذى يعتبر ثانى أعلى قمة جبلية فى إفريقيا، وقمة "إلبروس" الموجودة فى روسيا، وقمة جبل أكونكاجوا فى الأرجنتين ثانى أعلى قمة جبلية فى العالم، وشاركت فى سباقات أعلى سور الصين العظيم، وحصلت على العديد من الجوائز.

فى السياق ذاته، أشاد مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية المصرية برئاسة المهندس هشام حطب، بما حققته منال من إنجاز عالمى. 

واحتفت سفارتنا لدى نيبال ببطلتنا، إذ أقامت السفيرة نهى الجبالى، سفيرة مصر هناك، حفل عشاء على شرفها كأول امرأة مصرية تتسلق قمة جبل إيفرست.

حضر الحفل عدد من السفراء وممثلى المنظمات الدولية المعتمدين فى نيبال، بالإضافة إلى أعضاء السفارة ورموز المجتمع النيبالى، وبصفة خاصة المعنيين برياضة تسلق الجبال. وجرى تكريم منال، خلال الحفل، بمنحها عددًا من الأوشحة والميداليات، تقديرًا لشجاعتها ومثابرتها لتسلق أعلى قمة جبلية فى العالم، ورفع علم مصر فوقها، بعد مسيرة طويلة وشاقة من الإعداد البدنى والذهنى. وأعربت «الجبالى» عن سعادتها بالإنجاز المتحقق، والنموذج الرائد الذى تجسده منال كمصدر إلهام لجميع المصريين وكرمز لإصرار وقوة المرأة المصرية.