رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء لـ«الدستور» جدري القرود: «مختلف عن كورونا.. الوضع آمن.. ولكن احذروا»

جدري القرود
جدري القرود

حالة من الترقب تسود العالم أجمع خلال الفترة الحالية، فى ظل تزايد حالات الإصابة بـ«جدرى القرود»، وتباين الآراء حول خطورته وإمكانية تحوله إلى جائحة جديدة، فى وقت لم نتخلص فيه بعد من وباء «كورونا المستجد».

ورغم عدم تسجيل مصر أى حالة إصابة أو اشتباه بـ«جدرى القرود» حتى الآن، وفق ما أعلنته وزارة الصحة والسكان، لكن الحذر يظل مطلوبًا، خاصة مع تسجيل حالات يوميًا فى مختلف دول العالم، وتسجيل أول حالة فى عالمنا العربى بالإمارات.

فى السطور التالية، تسأل «الدستور» عددًا من أطباء المناعة والأمراض المعدية والوبائية: ما الذى يجب على المواطن فعله فى الوقت الحالى لتجنب المرض، سواء المسافر أو المقيم؟ 

أشرف عقبة: الابتعاد عن الحيوانات.. وأخذ اللقاح

أوضح الدكتور أشرف عُقبة، الرئيس الأسبق لأقسام الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، أن طريقة انتقال «جدرى القرود» تختلف تمامًا عن فيروس «كورونا المستجد»، فبينما الأخير ينتقل عن طريق الرذاذ والتنفس، ينتقل الأول عبر التلامس بشكل مباشر، ويزيد انتشاره بين المثليين جنسيًا.

وواصل: «الحيوانات مثل القوارض على رأسها الفئران تنقل هذا المرض بسهولة، خاصة بين المسافرين من وإلى البلاد التى يتوطن فيها الفيروس، حيث الاختلاط والتعرض للمصابين». وشدد على ضرورة التغذية الصحية وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين والنوم الكافى، والابتعاد عن الضغوط النفسية، وغسل اليدين بشكل مستمر، وأخذ لقاح «الجدرى العادى».

إسلام عنان: عزل أى مُشتبه به.. وتقوية المناعة

نبه الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، على أن الفيروس المسبب لـ«جدرى القرود» يختلف عن كل من «الجدرى الطبيعى» و«الجدرى المائى». وقال «عنان» إن إيقاف التطعيم الخاص بـ«الجدرى»، بعد اختفاء المرض منذ عشرات السنوات، كان سببًا رئيسيًا فى انتشار الأمراض الشبيهة له على رأسها «جدرى القرود». وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت اللقاح المستخدم ضد المرض القديم «Jynneos» لـ«جدرى القرود»، واتضح أن نسبة فاعليته تصل إلى ٨٥٪. ونصح المواطنين بتجنب التعامل المباشر مع الحيوانات، وعزل أى شخص تظهر عليه أعراض لها علاقة بالمرض، والعمل على تقوية الجهاز المناعى. 

سامح أحمد: «حجر» أى وافد مصاب بطفح جلدى

قال الدكتور سامح أحمد، استشارى الأمراض الصدرية، إن وزارة الصحة لم تُخطر الأطباء بعد بكيفية التعامل مع المصابين بمرض جدرى القرود، بسبب عدم ظهور أى حالات فى البلاد حتى الآن، لكن أبلغتهم بعزل أى حالة مصابة فورًا حال التأكد من ذلك بالتشخيص وإجراء التحاليل اللازمة.

وأوضح «أحمد» أن إجراءات التشخيص تتضمن تحليل صورة دم، وبعد ذلك يجرى عزل المريض لمدة تتراوح بين ٤ و٦ أسابيع، مع حقنه بالعقاقير المضادة للفيروسات أو لقاح الجدرى الطبيعى.

وعن الإجراءات التى يجرى اتخاذها فى المطارات والموانئ، قال: «يجرى فحص المسافرين القادمين من الخارج، لعزل أى شخص تظهر عليه علامات الطفح الجلدى»، موضحًا أن أعراض المرض تتضمن ظهور الطفح الجلدى فى غضون فترة تتراوح بين يوم و٣ أيام عقب الإصابة بالحمى، وتظل ظاهرة على الجلد لمدة تصل إلى ٢١ يومًا.

نهلة عبدالوهاب: ينتقل بالتلامس.. والمثليون أكثر المعرضين للإصابة

أشارت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشارى التغذية والمناعة بمستشفى جامعة القاهرة، إلى أن جدرى القرود هو إحدى سلالات الجدرى، التى تضم الجدرى المائى الذى يصاب به الأطفال، لافتة إلى أن الأعراض متشابهة وتتضمن ارتفاع درجة حرارة جسد المصاب وتضخم الغدد الليمفاوية وظهور طفح جلدى «حبيبات بداخلها سائل»، وهذا السائل يحمل الفيروس وينقل العدوى.

وأوضحت «نهلة» أن العدوى تنتقل بملامسة المصاب، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا، كما تنتقل نتيجة تناول لحوم حيوان مصاب بالمرض، مشيرة إلى أن أكثر المعرضين للإصابة هم المثليون والمتحولون جنسيًا.

فايد عطية: عدم ارتداء ملابس الغير أو استخدام أدواتهم الشخصية

شدد الدكتور فايد عطية، أستاذ الفيروسات والمناعة، على أن الإصابة بمرض جدرى القرود تحدث نتيجة ملامسة المصاب أو استخدام أدواته الشخصية التى قد تحمل إفرازات جسده.

وأضاف «عطية»: «جدرى القرود ليس مرضًا جديدًا، وتسجل حالات كل عام فى دول غرب إفريقيا، وقد انتقل من الحيوان إلى الإنسان».

وتابع أستاذ الفيروسات والمناعة: «الوقاية خير من العلاج، وعلى الجميع الحرص على عدم استخدام الأدوات الخاصة بالآخرين أو الملابس، لكى نضمن عدم انتشار جدرى القرود».