رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى رحيل القديس سمعان العمودى

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، بذكرى رحيل القديس سمعان العمودي، إذ روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد القديس سمعان هذا في مدينة أنطاكية، في أواسط القرن السادس، من أبوين كانا قد جاء إليها من مدينة الرها. 

مضيفا: وكانت مرتا أمّه من أكمل النساء المسيحيّات المتزوّجات والكنيسة تقيم تذكارها وتكرّم فضائلها وقداستها في اليوم الخامس من شهر يوليو.

وتابع: أمّا سمعان فإنّه منذ نعومة أظفاره مال إلى التقوى ومحبّة الله، مُعرّضاً عن الدنيا ومسرّاتها الزائلة وغرورها، ومتطلّعاً إلى ما هو أكمل وأسمى فيها.

وواصل: ولم يبلغ سمعان أشدّه حتى هجر العالم وما فيه، وذهب إلى دير قريب من أنطاكية في جوار جبلٍ يدعى "الجبل العجيب" ونسك هناك. وتتلمذ للقديس يوحنّا العمودي وأخذ عنه طرق الكمال. وكان يوحنّا يعيش ضمن أسوار الدير، في منسك قائم على عمود. فبلغ سمعان بإرشاد يوحنّا إلى درجةٍ سامية من القداسة الرهبانيّة. 

وتابع: وقبله يوحنّا ليعيش معه على عموده، فعاشا سنين طويلة، يتباريان ويتساندان في ممارسة أسمى الفضائل المسيحيّة. فكان الصمت والتواضع والصيام وتلاوة المزامير ومناجاة الخالق أساس حياتهما ونور قداستهما.

وأوضح: ثم أتّخذ سمعان له عموداً عالياً منفرداً خارج الدير وعاش فيه فكان ملاكاً أرضيّاً لا بشراً وكان يقتات من حشائش الجبل، ولا يشرب الماء إلاّ قليلاً جداً وكان دائم الإتّحاد بالله، دائم الصلاة. فتتلمذ له كثيرون من رهبان الدير. فكانوا يأتونه في ساعات معيّنة كل يوم ويسمعون إرشاده، وهو يفيض عليهم من كنوز قلبه ما كان الروح يعلّمه إيّاه في تأمّلاته المتواصلة.
 

وأشار: وطار صيت قداسته في الآفاق. فأخذ الناس يفدون إليه من كل البلاد، حاملين إليه أمراض النفوس والأجساد. فكان يرشدهم ويعزّيهم ويشجّعهم ويقوّيهم. ومنحه الله صنع العجائب، فكان يشفي مرضاهم ويطرد الشيطان من أجسامهم بكلمةٍ من فمه أو بإشارة الصليب يرسمها عليهم بيديه.
 

وأضاف: ولقد ترك سمعان كتابات كثيرة خصوصاً في الشئون الروحيّة وإرشاد النفوس. فكثيراً ما كان يجود بنصائحه الأبويّة كتابةً، ويلقيها لزائريه من فوق عموده. وكتب مرّةً رسالةً إلى الملك يستنيانس، يتألّم فيها ممّا أتاه السامريون من الفظائع ضد المسيحيين، وكيف دخلوا الكنيسة عنوة، وانتهكوا حرمة بيت الله، وهجموا على الأسقف ترلنكيوس وأوسعوه ضرباً، وقطعوا إحدى الأصابع يده، فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة يوم عيد العنصرة. وقد استشهد بهذه الرسالة آباء المجمع النيقاوي الثاني، المنعقد سنة 878م.

واختتم: وبقي القديس سمعان ملازماً حياته الملائكيّة على العمود مدّة خمسة وأربعين سنة، تكمّل فيها بالقداسة، وصنع العجائب إلى أن رحل سنة 596.