رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي الهلباوي: «أنا ضد موسمة الدين.. والإعلام سبب شهرة غير الصالحين مثل حمو بيكا» (حوار)

المنشد علي الهلباوي
المنشد علي الهلباوي

اشتهر المنشد علي الهلباوي بصوته القوي لتطوير الإنشاد الديني وتصديره للغرب وتدريب مواهب جديدة تستطيع النهوض به.

وكان لـ«الدستور» هذا الحوار مع المنشد علي الهلباوي.

كيف بدأت مشوارك في عالم الإنشاد الديني؟

نشأت في منزل والدي الشيخ محمد الهلباوي وكان ذلك بمثابة نافذة على عالم الإنشاد الديني، وكان والدي يقيم حفلات في منزلنا تبدأ بقراءة القرآن الكريم وبعدها الإنشاد والابتهالات، ووالدي كان على الطريقة «الحامدية الشاذلية» وأنا من بعده وهي الطريقة الصوفية والصوفيين معنين بالإنشاد الديني أكثر من غيرهم، ونشأت وأنا محاط بروحانيات غير عادية بالإضافة لصوتي الذي وهبني به الله عز وجل منذ الصغر، حيث كنت أنشد في الحفلات المدرسية والإذاعة المدرسية ولكن في سن من 15 إلى 17 سنة يجب التوقف على الغناء حتى يستقر الصوت ولا يتلف بكثرة الاستخدام خاصاً في هذه المرحلة الفاصلة وحالفني الحظ وقتها وانتقلنا للعيش من القاهرة للجيزة وساعدني ذلك أنه لم يكن أحد يعلم أنني أغني لذلك امتنعت عن الغناء في هذه الفترة ولم أشترك في أي نشاط غنائي.

متى بدأت الغناء بعد تلك المرحلة؟

 عندما ذهبت لمركز شباب الجزيرة لكي أمارس لعبه الكاراتيه وجدت فرقة تعزف موسيقى انضممت لهم واستمعوا لصوتي وكنت أرتدي بدلة الكاراتيه، بعد ذلك انضممت لفريق كورال مركز شباب الجزيرة مع الكابتن سعيد مختار وبدأت تعلم الجانبين الجانب الغنائي والجانب الإنشادي وعلم النغم من الموسيقيين وكنت أراجع تلك المعلومات مع والدي عند عودتي للبيت، ولم أدرس في معهد الموسيقى والآن أنا (مُحكم وأُدرس علم النغم وأعزف على العود والناي والأورج، كما أقوم بتأليف الألحان ولا أحتاج إلى قراءة النوتة.

من هم المشايخ الذين أثروا في تكوينك الفني؟

تأثرت بوالدي فكان لدينا ختمة قرآن في البيت كل شهر وكذلك الإنشاد الديني وكان يحضر الشيخ (محمد عمران والشيخ محمود عبد الجليل) وكان والدي يمتاز بثقافته الموسيقية فكان يستمع لمختلف الألوان من الموسيقي (تركي، جيبسي، فلامنكو، جاز، راي، روك» حتى يستطيع أن يكون ملم بعلم النغم والمقامات الموسيقية ليسخرهم للإنشاد الديني، وكذلك تأثري بالشيخ (محمد عمران) وكان تعليمهم من خلال مدرسة الشيخ (محمود محمد رمضان) فهو أستاذ كبير لوالدي وللشيخ عمران ولي طبعاً.

ما هي ذكريات الإنشاد الديني في طفولتك؟ 

من المواقف التي لا تنسي مع والدتي أنني كنت متوجة إلى الإدارة التعليمية بالزيتون مدرسة النقراشي في سن الثامنة للغناء وتم تجهيز (جلباب وطاقية ومبخرة) للغناء أمام أحد المسؤولين وتزامن في ذلك اليوم سقوط أمطار فرفضت والدتي أن أذهب للمدرسة لإقامة الحفلة خوفاً عليّ، وفي تمام التاسعة صباحا حضر مدرس الألعاب للمنزل لكي يصطحبني للحفلة وطمئن والدتي وغنيت وحصلت على كأس للمدرسة وكانت سعادة والدتي بالغة.

أما عن ذكرياتي مع والدي فكان تشجيعية دائم لي ووالدي كان شغوف بالتسجيلات عن طريق «البيك أب» وقام بتسجيل حوار أقامه معي جدي رحمه الله وغنيت له ما غنيته في الحفلة المدرسية وأعطاني (ريال فضه) كنوع من المكافئة التشجيعية وفعل والدي نفس الشيء وكان ذلك بمثابة ثروة في ذلك الوقت ولازلت أحتفظ بهذا التسجيل إلى الآن.

كيف ترى الاحتفالات الدينية في مصر؟

الاحتفالات بالمناسبات الدينية مصدر سعادة ولا تُخل بالدين في شيء، السلفيين يعتبرون أن تلك المظاهر بدعة فمثلاً (العروسة الحلاوة يروها صنم وكذلك الحصان الحلاوة الذي يمتطيه خليفة الطريقة الحامدية أو الشاذلية «شيخ الطريقة» وغيرها من مظاهر الاحتفالات.

هل الإنشاد الديني يرتبط بموسم معين؟

أنا ضد موسمة الدين خاصة في الإعلام والصحافة والتلفزيون يلتفتون للمنشدين في المناسبات الدينية فقط، ونحن متواجدون طوال العام لماذا تقتصر الأحاديث الصحفية والتلفزيونية على هذه المناسبات، الإنشاد الديني نوع من أنواع التضرع والخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالي نحن في معية الإنشاد طوال الوقت.

هل لدينا أصوات جديدة تجيد الإنشاد الديني؟

 لدينا أصوات جميلة جدا وجديدة اختارت التوجه إلى الإنشاد الديني رغم وجود ظاهرت المهرجانات لكنهم فضلوا الإنشاد الديني سواء ترانيم قبطية أو إسلامية وأشيد بالمنشد محمود التهامي ومدرسة الإنشاد الديني وأشيد بالدفعات التي تخرجت وأشيد أيضاً بوزارة الشباب والرياضة لما تقدمه من مساعدات.

كيف تستقبل شهر رمضان الكريم وماذا تقدم فيه؟

حياتنا عبارة عن شهر رمضان بشكل دائم لكن يمكن إضافة تتر عمل درامي كما تزيد الحفلات الخاصة وفي بعض الأحيان يتزامن وجود رمضان مع تلحيني لأنشودة جديدة وهو أمر مستمر طوال العام. 

كيف ترى الإقبال على حفلاتك؟

عندما أنشئت فرقه للإنشاد الديني للموسيقي فقط كان عدد الجمهور قليل ولكن بعد أن قمت بغناء «مرسال لحبيبتي» وجدت أن المسرح مكتمل العدد، وعندما أخبرت والدي بذلك سألته هل أغنى؟ فأخبرني أنني يجب أن أمسك العصا من المنتصف وأتجاهل الكلمات الركيكة التي تفتقر إلى العفة والذوق، وأغني أغاني عاطفية في حفلاتي لكن أول نصف ساعة تكون خالصة للإنشاد الديني، ثم قمت باستخراج أغاني من التراث لم يغنيها أحد منها سحب رمشة «للمطرب محمد قنديل أو منولوج لشكوكو» خاصاً إذا كان بين الجمهور أطفال، كما قمت بتلحين مونولوج «دوم» وأغنية «علي أي وضع» ولدي أغاني عاطفيه كثير تتميز بالعفة والذوق والرقي.

ما هي الصعوبات التي تواجهها وكيف تتغلب عليها؟

الإعلام يسلط الضوء على من هم غير صالحين للاستهلاك الأدمي ويلقي عليهم الضوء بلا داعي ويتسبب في شهرتهم، شهرة حمو بيكا جاءت من الإعلام، أرى أن الإعلام يجري وراء السراب ويتجاهل الفن الحقيقي ويظهر من لا داعي له.

لو كنت صاحب قرار سأحتوي من لديهم موهبة بالفعل مثل «عمر كمال وحسن شاكوش» وألحقهم بمدرسة النقابة لكي يتعلمون علم النغم والمقامات وأقوم بعمل عمليه تقنين ولا يسمح بنشر أو إذاعة أغنية إلا بعد أن يتوفر بها كل الشروط ويكون لدينا لجنة خاصة بهم لكن نقابة الموسيقيين لا تستطيع التصدي للأصوات السيئة بشكل حازم ولا تستطيع أن تحتويهم أو تعلمهم.

كيف يكون تطوير الإنشاد الديني في مصر؟

تطوير الإنشاد الديني يحتاج للبحث عن الجديد، وكذلك تطوير الآلات الموسيقية التي تكون مع المنشدين مثلما فعل (ماهر زين ومصطفى عاطف وسامي يوسف) عندما أقام حفلة جميلة وكنت الآلات من الدفوف والبذق والعيدان واستخدم لغة موسيقية مختلفة وأنشد إنشاد جميل تطوير الآلات أهم شيء والدافع الرئيسي للشباب للاستماع للإنشاد الديني والصلاة على النبي.

هل الغرب يستمتعون للإنشاد الديني؟

بالتأكيد، أتذكر موقف مع ملياردير إيطالي وهو صاحب المستشفى الإيطالي في مصر أثناء غنائي في الأكاديمية الإيطالية بحضور الوزيرة إيناس عبد الدايم أخبرني الرجل بعد الحفلة، وقال لي: «لقد لمست قلبي» وبكيت تأثراً بكلامه، وحدث نفس الأمر في أوبرا فرانكفورت وكنت أغني على موسيقى الجاز وبكيت من حرارة التصفيق، كان والدي يتحدث مع مذيعة في إذاعة «Monte Carlo» عام 1988، وسألته كيف تتنقل بين المقامات الموسيقية دون آلة مصاحبة، وأجابها وكيف تقبلتم هذا اللون من الإنشاد رغم أنكم لا تعلمون العربية؟ وأجابته: «لقد أخذتنا لعالم ندرك معناه ولا ندرك مداه وعندما أنهيت عملك تركتنا على الأرض بدون هوية».