رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة اغتيال ضابط بالحرس الثورى فى شوارع طهران.. هل فعلها الموساد؟

خدياري
خدياري

للمفارقة أن من يخطط لعمليات الاغتيال هو من تم اغتياله، ومن كان متهماً بتنفيذ جميع محاولات العمليات لقتل وخطف إسرائيليين، هو من قتل برصاص في شوارع طهران، في عملية كما يبدو منسوبة لـ"الموساد الإسرائيلي.

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني يدعى حسن صياد خدائي (خدياري) باللهجة الفارسية، تعرّض لعملية اغتيال وسط العاصمة الإيرانية طهران الأحد الماضي، وأضافت أن الحديث يدور عن ضابط كبير في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني يحمل رتبة عقيد، وأشارت إلى أنه اغتيل بخمس طلقات نارية، وأن قوات الأمن تطارد منفّذي عملية الاغتيال في شوارع العاصمة.

اغتيل "خدياري" بإطلاق نار من شخصين على دراجة نارية أثناء عودته إلى منزله في شارع "مجاهدي الإسلام" في طهران. فيما كان على مقربة من منزله لدى تعرُّضه للاغتيال، وزوجته كانت أول مَن عثر على جثته.

أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً أكد فيه اغتيال "خدياري"، وقال إن هذه العملية الإرهابية نفّذها "أعداء الثورة وأتباع الاستكبار العالمي"، وأشار إلى أن الحرس الثوري بدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض على منفّذي العملية، فيما تستخدم طهران عبارة "أتباع الاستكبار العالمي" للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل.

إيران تهدد وإسرائيل تتأهب 

توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الإثنين، بـ"الثأر" لاغتيال  “خيداري” مؤكداً أن "الثأر لدم خدياري آتٍ لا محالة"، مؤكداً ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة من قبل المسؤولين الأمنيين.

فيما حمل أمين مجلس الأمن القومي نائب وزير الداخلية الإيراني، مجيد مير محمدي،  الاثنين، إسرائيل مسؤولية مقتل العقيد في الحرس الثوري، محذرا من أن “الانتقام الشديد”. ولم يصدر عن إسرائيل تعقيب رسمي على العملية.

فيما أعلنت الاستخبارات الإيرانية القبض على خلية تجسس إسرائيلية" موضحة أن "هناك علاقة بين اغتيال العقيد صياد خدياري والكشف عن جواسيس مرتبطين بإسرائيل" بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

 وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، أن "الحكومة قررت رفع حالة التأهب في ممثلياتها حول العالم بعد مقتل ضابط إيراني في طهران.

أفادت القناة الإسرائيلية "13" أنه يوجد في إسرائيل استعدادات لرد ايراني محتمل، أيضا من جانب الممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية واليهودية في الخارج، وأيضا من جانب إمكانية رد إيراني محتمل في شمالي البلاد.

مهام "خدياري"

مراجعة المهام التي كان يقوم بها "خدياري" وطريقة تنفيذ العملية، تمكنَا من فهم الجهات التي لها مصلحة من التخلص منه، وإلى أي درجة يعتبر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "متورطاً" في التنفيذ.

قائمة مهام “خدياري” تجعله هدفاً حيوياُ لجهاز الاستخبارات الإسارئيلي، ووفقا للتقارير الأولية، فإن الضابط سبق له أن شارك في عمليات عسكرية نُفِّذت في الأراضي السورية، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه كان مقرباً من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي اغتيل في يناير 2020 بغارة أمريكية قرب مطار بغداد، كما أشارت إلى أنه تورط في عمليات استهداف إسرائيليين في الخارج.

"خدياري" كان مرتبطاً بـ"وحدة 840" السرية، وهي تابعة للحرس الثوري، ومهمتها القيام بسلسلة عمليات قتل في أوروبا، بينها استهداف دبلوماسي إسرائيلي في اسطنبول، وجنرال أمريكي في ألمانيا، إضافة إلى صحفي فرنسي.

وأشارت القناة الإسرائيلية (12) إلى أن الضابط الإيراني "خطط لهجمات واختطاف إسرائيليين في الخارج"، وأوضحت أن “خدياري” هو المخطط والمسؤول عن محاولات خطف وإغواء إسرائيليين كشفها جهاز الأمن العام (الشاباك)، وكذلك محاولات اغتيال إسرائيليين في قبرص وتركيا وكولومبيا كشفها الموساد.

ومن جهتها قالت القناة الإسرائيلية (13) إن “خدياري” هو من أرسل “منصور رسولي” لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إسطنبول"، وكشفت عن أن "رسولي، وهو تاجر مخدرات إيراني، اعتقل واستجوب من قبل الموساد في منزله بإيران، واعترف في استجوابه بأنه يتحرك نيابة عن القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري، بهدف اغتيال عدد من العناصر الغربية في أوروبا"، وفي النهاية تقرر إطلاق سراحه وعدم اختطافه. حيث كان من بين أهدافه أيضا قائد كبير للقوات الأمريكية في ألمانيا، ودبلوماسي إسرائيلي يعمل في قنصلية في تركيا، وصحفي فرنسي".

وفي السياق ذكرت القناة الإسرائيلية (13) أن الضابط "كان مسؤولا عن نقل تكنولوجيا صاروخية متطورة ودقيقة إلى حزب الله في لبنان، فضلاً عن المسيّرات".

المهام السابق ذكرها تجعل اسمه ضمن قوائم وحدة "كيدون" وهي وحدة الاغتيالات في الموساد، استناداً لنمط عمل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي سابقاً وطريقة اختياره للشخصيات المستهدفة.

كما أن طريقة الاغتيال (إطلاق نار من دراجة نارية) هي نمط معروف للموساد منذ سنوات، وبهذه الطريقة تمت تصفية سلسلة من علماء النووي في العقد الماضي، كان آخرها اغتيال عبدالله أحمد عبدالله (أبو محمد المصري)، رقم 2 في القاعدة الذي كان مسؤولاً عن عمليات التنظيم في 1998 في كينيا وفي تنزانيا، والذي قُتل في أغسطس 2020.