رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحريض على الإرهاب

وسائل التحريض على الإرهاب كثيرة، خصوصا مع تطور وسائل الإعلام، ولعل أخطر ما ظهر وكان بداية حقيقية لظهور موجات الإرهاب في مصر والدول العربية «الكاسيت»، فقد شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات انتشارا هائلا لأشرطة الكاسيت، والتي كانت تنقل أخبار العاملين في الخارج لذويهم في مصر، لطمأنتهم بالصوت، وبالتالي أصبح لتلك الأجهزة سوق رائجة ومحلات تباع فيها.

بحيث لا تخلو منطقة من محال بيع الأشرطة، بواجهات أنيقة وصور تعلن عن أحدث الكاسيتات بطريقة مغرية لجذب الزبائن، ومن تلك المحلات انتقلت تلك الأشرطة إلى وسائل المواصلات مثل الميكروباص، وبعض شركات نقل الركاب البعيدة عن رقابة الدولة، ونظرا لطول المسافة التي يقضيها الركاب في وسائل المواصلات، كان الركاب يستمعون إلى بعض الدعاة بأصواتهم المميزة وقدراتهم على التأثير عن طريق الإلقاء.

وظهر في تلك الفترة «شرائط كاسيت» محمد حسين يعقوب بأسلوبه الخاص الذي استطاع من خلاله التسرّب لمسامع وعقول الكثير من مستمعيه آنذاك، وحققت شرائط يعقوب في هذه الفترة نسب توزيع عالية في الوسط السلفي، اقتربت من المطربين الشباب في فترة التسعينيات، وكان أبرزهم في هذه الفترة هاني شاكر ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق ومصطفى قمر، وغيرهم من نجوم شرائط الكاسيت.

ولم يقتصر الأمر على تلك الشرائط ولكن امتد الأمر ليشمل الكتب أيضا، تلك الكتب التي استقت جماعات العنف أفكارها منها، وكان هذا المنبع كتبا أسست وكرست للاغتيالات والتفجير والتكفير والقتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح بزعم الجهاد وإقامة الدولة الإسلامية، وبدأت جميعها منذ نشأة جماعة الإخوان في بدايات القرن العشرين.. ويحصر الباحث المصري الدكتور كمال حبيب هذه الكتب في 10 فقط، ويرى أن ما تضمنته من أفكار كان مؤسسا للعنف، بل ودعت له صراحة تحت مسميات الحاكمية والدفاع عن أراضي المسلمين وتطبيق الشريعة الإسلامية. 

ويقول الباحث المصري: «إن هذه الكتب العشرة هي: المصطلحات الأربعة لأبي الأعلى المودودي، ومعالم في الطريق لسيد قطب، ورسالة الإيمان لصالح سرية، والفريضة الغائبة لمحمد عبدالسلام فرج، ورفع الالتباس عما جعله الله إماما للناس لجهيمان العتيبي، والدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان لعبدالله عزام، والجامع في طلب العلم الشريف لسيد إمام، وفقه الدماء لأبي عبدالله المهاجر، وإدارة التوحش لأبي بكر ناجي، والدار والديار لحلمي هاشم».

ولم يقتصر الأمر على أجهزة الكاسيت والكتب، ولكن كانت هناك رسائل دكتوراه تحرض على الإرهاب وقتل المثقفين في مصر والدول العربية.

من تلك الرسائل رسالة بعنوان "الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها"، وهي رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية أصول الدين، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لنيل درجة الدكتوراه.. ونال بها المؤلف درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، إثر مناقشة علمية تمت في عام 2000، والمؤلف يرصد في الرسالة ما يسميه الانحراف العقدي للمبدعين العرب المعاصرين، وحصلت على الغطاء الأكاديمي عبر جامعة الإمام، وعلى الغطاء الشرعي والنقدي والأدبي عبر لجنة المناقشة التي تكونت من نخبة من الشخصيات الجليلة، كفر بها أكثر من 200 مبدع عربي يتناول الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها في دراسة نقدية شرعية.. وفي هذه الدراسة أهدر المؤلف دماء نخبة واسعة من المثقفين العرب، وسفّه قادة التنوير العرب الأوائل من أمثال طه حسين وغيره.

ومن توصيات تلك الرسالة التي هي أشبه بتوصيات محاكم التفتيش: إعادة النظر في موقف المتخصصين الشرعيين غير المبالين بالانحرافات في الأدب، تركيز الاهتمام بالأدب الإسلامي، ودراسة الانحرافات العلمانية والحداثية وكشفها، وتشديد الرقابة على وسائل النشر والإعلام والمجامع الثقافية والأندية الأدبية، والحصول على فتاوى من علماء الإسلام البارزين عن حكم الإسلام في الانحرافات الاعتقادية المعاصرة.  

من الأسماء التي قام مقدم الرسالة بتكفيرها: محمد أركون، محمد بنيس، جابر عصفور، حسن حنفي، أمل دنقل، أدونيس، محمود درويش، محمد علي شمس الدين، إبراهيم نصرالله، عبده وازن، شوقي بزيع، أحمد دحبور، سميح القاسم، محمد دكروب، محمد جمال باروت، غادة السمان، نوال السعداوي، هدى الصدة، حنان الشيخ، الفيكتوري، البياتي، نزار قباني، سعدي يوسف، عقل العويطي، عبدالرحمن منيف، طه حسين، حسين مروة، كاتب ياسين، الطيب تيزيني، قاسم أمين، رياض نجيب الريس، عادل ظاهر، أنسي الحاج، يوسف الخال، توفيق صايغ، نازك الملائكة، هشام شرابي، معين بسيسو، توفيق زياد، عبدالعزيز المقالح، نصر أبوزيد، فاضل العزاوي، هاشم صالح، هشام شرابي، محمود المسعودي، نبيل فارس، جبران، أمين الريحاني، غسان كنفاني، عبدالوهاب المؤدب، عبدالله البردوني، أسيمة درويش، مظفر النواب، اميل حبيبي، رشيد بوجدرة، محمد بنيس، عزيز العظمة، أحمد دحبور، علاء حامد، شوقي عبدالحكيم، حسين أحمد أمين، سعيد عقل، رياض نجيب الريس، رفاعة الطهطاوي، سعيد عشماوي، علي عبدالرازق، خير الدين التونسي، حسين أحمد أمين، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، لويس عوض، إدوار الخراط، جمال الغيطاني، أحمد بهاء الدين، الطاهر وطار، الطاهر بن جلون، الطيب صالح، عبدالكبير الخطيبي، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، سعيد السريحي، عبدالله الغذامي، سعد الدوسري، محمد العلي، غالب هلسا، لطيفة الزيات، محمود العالم، عبدالعظيم أنيس، رجاء النقاش، حسين مروة، مهدي عامل، عبدالمنعم تليمة، محمد دكروب، حنا مينه، عبدالرحمن الخميسي، عبدالرحمن الشرقاوي، أحمد سليمان الأحمد، غالي شكري، ، فيصل دراج، غالب هلسا، منيف الرزاز.