رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جدري القرود.. لما حيَّر العلماء؟ وهل سيخلف كورونا في إرباك البشر؟

جدري القرود
جدري القرود

يقول العلماء الذين راقبوا العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في إفريقيا، إنهم تحيروا من انتشار المرض، مؤخرًا في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وكان قد تم سابقًا تسجيل حالات المرض المرتبط بالجدري فقط بين الأشخاص الذين لهم صلات بوسط وغرب إفريقيا، لكن في الأسبوع الماضي أبلغت بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والولايات المتحدة والسويد وكندا، عن إصابات معظمها في الشباب الذين لم يسافروا من قبل إلى إفريقيا.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك نحو 80 حالة مؤكدة في أنحاء العالم، و50 حالة أخرى مشتبه بها، أبلغت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وأستراليا عن أولى حالاتها يوم.

قال أويويل توموري، عالم الفيروسات الذي كان يرأس سابقًا الأكاديمية النيجيرية للعلوم، وعضو في العديد من المجالس الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية: "أستيقظ كل يوم وهناك المزيد من البلدان المصابة".

وأضاف: "هذا ليس نوع الانتشار الذي شهدناه في غرب إفريقيا، لذلك قد يكون هناك شيء جديد يحدث في الغرب".

وحتى الآن لم يمت أحد أثناء تفشي المرض، يسبب جدري القرود عادة الحمى والقشعريرة والطفح الجلدي والآفات، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن المرض قاتل لما يصل إلى واحد من كل 10 أشخاص، لكن لقاحات الجدري توفر الحماية ويتم تطوير بعض الأدوية المضادة للفيروسات.

ويستكشف مسؤولو الصحة البريطانيون ما إذا كان المرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، هذا وأوصى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بعزل جميع الحالات المشتبه فيها وتقديم لقاح الجدري للمخالطين ذوي الخطورة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن نيجيريا تسجل نحو 3000 حالة إصابة بجدري القرود سنويًا، وقال "توموري" إن العدوى عادة ما تكون في المناطق الريفية عندما يكون الناس على اتصال وثيق بالفئران والسناجب المصابة.

وقال الدكتور إيفيدايو أديتيفا، رئيس مركز السيطرة على الأمراض في البلاد، إن أيًا من المخالطين النيجيريين للمرضى البريطانيين لم تظهر عليهم أعراض وأن التحقيقات جارية، بينما وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي مرض جدري القرود بأنه "غير نمطي"، لكن اثنين من العلماء يقولان إنه ليس الوباء التالي.

وقال البروفيسور ديفيد هيمان، خبير في وبائيات الأمراض المعدية في مدرسة لندن للصحة، وطب المناطق الحارة والزميل في مركز أبحاث تشاتام هاوس للشؤون الدولية، إنه لن ينتشر بنفس طريقة انتشار فيروس كورونا، ولن يكون هذا وباءً كما نعرف الأوبئة، لكن من الممكن بالتأكيد أن يكون هذا المرض قد انتشر في أجزاء مختلفة من العالم بالفعل وقد بدأنا للتو في التعرف عليه، كما أنه لا ينتقل عن طريق الهواء، لذلك فهو ليس عدوى تنفسية مثل فيروس سارس كورونا، لذلك لن ينتشر بنفس الطريقة".