رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قعدة رصيف».. مبادرة شبابية لمساعدة سكان الشوارع ومحاربة التسول

مبادرة قعدة رصيف
مبادرة قعدة رصيف

يبحثون في الطرقات عن المحتاجين، يفتشون عنهم بين الأرصفة والشوارع، يتسارعون لإنقاذهم من البرد القارس والحر الشديد، لتوفير سكن ملائم لهم يحميهم من أحوال الطقس المتغيرة في الجو والذئاب البشرية في الأرض. 

“قعدة رصيف”، فكرة طرقت أذهان  ثلاث شباب (عمر يوسف، هاجر نور الدين، منه الله إبراهيم) منذ ثلاثة أشهر، حين وجدوا تزايد أعداد الأفراد بلا مأوى، الذين يشقون طريقهم لتوفير قوت يومهم بعيدًا عن التسول، جالسين على الأرصفة في وضع مأساوي حاد، يجعل كل من مر عليهم مستاءًا من وضعهم الصعب، ولكن كلما نظرت إلى ملامحهم التي طغى عليها قسوة الشارع، تجد على وجوهم علامات الرضا.

وضعهم المأسوي كان الوسيلة التي دفعت الشباب إلى التواصل معهم، ومعرفة قصصهم، ونشرها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحصول على موافقتهم؛ لنشر قصصهم على نطاق واسع، آملين في وجود متبرعين يوفرون متطلباتهم.

يقول عمر يوسف، صاحب فكرة المبادرة: “الفكرة الرئيسية للمبادرة تقوم على الوصل بين الشخص المحتاج وفاعلي الخير، أو الراغبين في المساعدة ولا يعرفون المستحقين الفعليين، لتجنب المتسولين في الشوارع ووسائل النقل العام، لأن معظمهم يمتلك القدرة على العمل، ولكنه يفضل الحصول على المال دون بذل أي مجهود”. 

ينزل فريق المبادرة إلي المناطق الشعبية، وسؤال القاطنين بها عن الأشخاص الذين يسكنون الرصيف ويحتاجون المساعدة، فسرعان ما يتوجهون اليهم، ويحصلون على كافة المعلومات عنهم، ثم يقصدونهم في اليوم التالي لتصوير قصصهم، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 جميع الحالات المحتاجة التي وجدوها بالشوارع رحبت جدًا بالتصوير، ولم يكن لديهم أي مانع، مما سهل مهمة أصحاب المبادرة وعدم استغراقهم وقت لإقناعهم بضرورة التصوير وتوصيل استغاثتهم ، هكذا يؤكد “عمر”.

ويستكمل: “كنا نعتقد الموضوع سوف يكون صعب خاصة أننا في البداية، ولا يوجد متابعين للصفحات التي قمنا بإنشائها، لكن كانت المفاجئة مع تنزيل فيديو الحالة الأولى على صفحة الفيسبوك وتطبيق يوتيوب ، قد وجدنا أشخاص عديدة  تتواصل معانا، ويرغبون في معرفة عنوان الحالة لمساعدتها”. 

ويصف كواليس توصيل المتبرع بالحالة: "دورنا حلقة الوصل بين الحالة والمتبرع، لا نستلم التبرعات المادية في أيدينا، ومن يريد التبرع، ينبغي أن يمنح المال بيديه للحالة، حتى أن بعض المتبرعين لا يعرفون عنوان الحالة جيدًا، لكونها في الأماكن الشعبية، لذا يذهب معهم أحد أفراد المبادرة ولا يترك المتبرع حتى يطمئن على وصوله للحالة، ثم نختفي من الصورة تمامًا للبحث عن مشكلة الحالة التالية.

ويؤكد، صاحب فكرة المبادرة، أنه رغم إطلاق المبادرة منذ فترة قصيرة، لكنها نجحت في توفير سكن آمن لبعض سكان الشوارع،  وأيضًا توفير دخل شهري ثابت للبعض، فضلًا عن توفير عمل ثابت للبعض الآخر.

ويختتم حديثه لـ "الدستور": "نحن لا نحصل  على أي منفعة مادية من هذه المبادرة، ولا ننتمي إلى أي جمعية أو مؤسسة خاصة أو حكومية، بل المبادرة تطوعي شخصي، وهدفنا  الوصول لمليون محتاج في مختلف محافظات الجمهورية".