رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها حفل الكباش والاكتشافات الأثرية.. كيف عادت الروح إلى السياحة بالأقصر منذ ٢٠١١؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وضعت القيادة السياسية نصب عينيها أن تعيد إحياء الحياة السياحية بمختلف أنواعها إلى مصر من خلال المشروعات الآثارية والسياحية المختلفة، وخاصة إلى المناطق التي تتسم بطباعها السياحي، وكان من بينها محافظة الأقصر فمن خلال المشاريع التي تتم فيها وعلى رأسها حفل طريق الكباش الذي كان في نوفمبر من العام الماضي عادت الروح من جديد إلى المحافظة.

وهو ما أوضحه محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، في تصريح له، أن مؤشرات حركة السياحة والطلب على الأقصر تشير إلى أن الموسم السياحي الصيفي المقبل هو الأفضل منذ عام 2011، خاصة بعد توالي الاكتشافات الأثرية، وأن الأقصر بدأت بالفعل في حصد نتائج احتفالية طريق المواكب التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

محافظة الأقصر قيمة عالمية استثنائية

وهو ما أكده خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، في تصريح لـ “الدستور”، أن سمعة الأقصر كقيمة عالمية استثنائية مسجلة تراث عالم باليونسكو منذ عام 1979 معروفة لدى كل جنسيات العالم؛ باعتبارها من أهم المدن في مصر القديمة وأكثرهم ثراءً.

وتابع: حيث تضم عدة مواقع أثرية موزعة على الضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل، وحملت الأقصر العديد من الأسماء عبر تاريخها الطويل، فعرفت باسم "دواست" أي الصولجان رمزًا لقوتها وعظمتها ثم أطلق عليها "نوث" أي المدينة ثم "طيبة"، وأطلق عليها الأقصر في زمن المسلمين بعد أن بهرتهم قصورها.

وأشار ريحان إلى أن الأقصر كانت ضمن برنامج السياحة الأول إلى مصر حتى عام 2011 حين تراجعت الحركة السياحية لما مرت به البلاد من أحداث مأساوية أعقبتها نكبة كورونا العالمية، ثم نشطت السياحة نتيجة الاكتشافات المبهرة بالأقصر ومهرجان إحياء طريق الأوبت من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك.

واستكمل: وبدأ تدفق السياح إليها من عدة جنسيات خاصة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لزيارة البر الشر  لمشاهدة موقع الاحتفال الكبير بموكب الأوبت حيث معبد الأقصر ومعبد الكرنك وطريق الكباش ثم يتوجهوا إلى البر الغربي حيث المعابد الجنائزية الشهيرة وأهمها الدير البحري والرمسيوم ومدينة هابو ومعبد القرن وكذلك مقابر وادي الملوك والملكات.

أبرز الاكتشافات الأثرية بمحافظة الأقصر

وعن أهم الاكتشافات الأثرية التي شهدتها محافظة الأقصر خلال السنوات الماضية، أجاب مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن الاكتشافات التي تمت خلال الأعوام الثمانية الماضية بالمحافظة  أعادت إليها الحياة مرة أخرى، ومنها خبيئة العساسيف عام 2019 والتي تعد أعظم الاكتشافات في القرن الحالي فهي الاكتشاف الثالث الأكثر شهرة عالميًا في خلال ثلاثة قرون.

وتابع: الأول اكتشاف خبيئة الدير البحري عام ١٨٨١ التي ضمت 44 تابوتا، ومومياء من عصر الدولة الحديثة (الفترة ما بين القرن السادس عشر قبل الميلاد والقرن الحادي عشر قبل الميلاد، والاكتشاف الثانى الشهير هو لمقبرة توت عنخ آمون عام 1922 والتي لم تقترب منها أيدي اللصوص والثالث هو خبيئة العساسيف والذي نجا أيضًا من لصوص الآثار.

وأوضح خبير الآثار أن الخبيئة في الحضارة المصرية حيث ابتكر قدماء المصريين ما يعرف بالمتاحف المدفونة في ساحات معابدهم وهو ما يطلق عليه (الخبيئة)، والتي تضم عشرات التماثيل الزائدة عن حاجة معابدهم، وتضم جبانة العساسيف مقابر من الأسرات (18 - 25 – 26) والتي تغطى الفترة من 525 إلى 1550 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث، وعثر فى هذه المنطقة على عشرات المقابر التى تخص كبار رجال الدولة خلال عهد الأسرات.

وتابع الدكتور ريحان أن اكتشافات الأقصر شملت أيضًا اكتشاف مقبرة "ثاو آر خت إف"، بالبر الغربى عام 2018 بعد عمل دام لمدة خمسة أشهر لبعثة أثرية مصرية خالصة تابعة للمجلس الأعلى للآثار بداية من شهر مارس حتى شهر أغسطس 2018 بمنطقة العساسيف، وتم اكتشاف مقبرة من عصر الرعامسة بها نقوش ملونة بهما تابوتين بالمومياء، كما كشفت البعثة الفرنسية أيضًا عن مقبرة بها تابوتان بالمومياء.

كما كشفت البعثة المصرية مقبرة فى منطقة "t28"، ومقبرة لـ"ثاو آر خت إف" كاتب فى مقصورة التحنيط فى معبد موت، وزوجته المنشدة، وحوت المقبرة 1000 قطعة تشمل أقنعة وتماثيل أوشابتى ونقوش، كما تم الكشف عن تابوتين من الخشب كاملين يعودا إلى نفس الأسرة 19.

خطة تطوير مدينة إسنا

جاءت خطة الدولة لتطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا بمحافظة الأقصر للأهمية التاريخية والسياحية للمدينة، لتكون من ضمن المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة بالمناطق الأثرية، خاصة أنها تضم معالم من حقب تاريخية مختلفة، ما يؤهلها إلى أن تصبح متحفا مفتوحا للزائرين.

والتي تتميز بمحطات البواخر السياحية النيلية التي تذخر بالآثار المتنوعة والعامة، تعد إضافة جديدة للسياحة في مصر ودافع رئيسي لمزيد من الاستثمارات وتنشيط لكل مقومات السياحة بها.