رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقف بعد «كفاح طيبة».. أسباب عدول نجيب محفوظ عن الكتابة التاريخية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

كتب أديب نوبل نجيب محفوظ، مبكرًا الرواية التاريخية، ولكنه عدل عن الاستمرار في ذلك، إلا أنه قوبل بنقد قاسٍ، ناتج عن افتراض الناقد لويس عوض، حول ثلاثيته الروائية بأنها رواية عن ثورة 19.

وحول أسباب عدول "محفوظ" عن كتابة الرواية التاريخية، قال أديب نوبل - بحسب ما جاء في  كتاب رجاء النقاش "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" -:"في فترة من الفترات خطرت لي فكرة أن أكتب رواية عن 1919 تكون الثورة هي البطل فيها بل خطر لي أن أكتب تاريخ مصر كله من خلال سلسلة أعمال روائية تاريخية أشبه بما فعله جورجي زيدان".

وأضاف:"وبدأت هذه السلسة برواية "كفاح طيبة “ لكنني توقفت بعدها، لأنني وجدت أنها ستعطلني عن عملي الأصلي، وهو الرواية الفنية ذلك أن الرواية التاريخية تحتاج إلى جهد كبير من البحث والدراسة وتجميع المعلومات”.

 وواصل نجيب محفوظ:"ربما عاودني الحنين إلى التاريخية بعد الأعمال الفرعونية الثلاثة الأولى لمرة واحدة في رواية "العائش في الحقيقة “ التي تناولت فيها شخصية أخناتون”، متابعًا:"يبدو أن الدكتور لويس عوض افترض في الثلاثية أنها رواية عن ثورة 1919 افتراض لا اسامحه عليه، لأنه ناقد كبير، والمفترض أن يفهم مغزي الرواية ودوافعها ولا يهاجمها على اساس افتراض من عنده ليس له أساس من الصحة، ومحاسبتي تاريخيا عندما يتناول حدثا تاريخيا فيه جور وظلم ، لأنه هنا لم يفرق بي المؤرخ والفنان. فالمؤرخ عندما يتناول حدثا تاريخيا مثل ثورة 1919، فإنه مطالب بأن يهتم بكل أحداثها ويظهر تفاصيلها وجوانبها، وذلك من خلال الوثائق والكتب والدوريات والأحاديث والشهادات وبعد جمع المعلومات يبدأ في تحليلها وتفسيرها بشكل موضوعي ، هذا هو عمل المؤرخ أما الفنان الروائي فمهمته تختلف عندما يتناول حدثا تاريخيا، أما الفنان الروائي فمهمته تختلف  عندما يتناول حدثا تاريخيا .

وذكر أن “الراوية الوحيدة التي التزمت فيها بالأحداث التاريخية التزاما أمينا هي (كفاح طيبة)، ونوع ثالث من الرواية التاريخية لا يأخذ من التاريخ سوى اسم ، وتأخذ هذه الرواية قالب القصة أو المسرحية الفلسفية، وأقرب مثل إليها مسرحية (كاليجولا) لألبير كامي”.