رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: صحيح البخارى الأصح بعد القرآن فى نقله واهتمام المسلمين به

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، صحيح الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري المتوفى سنة 256هـ، أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى في نقله، وفي اهتمام المسلمين به، لا سيما أنه ينقل إلينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرق فيها غاية توثيق المصدر وغاية النقد العلمي، ولقد سماه الإمام البخاري (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) غير أنه اشتهر بين الناس (بصحيح البخاري).

وتابع «جمعة» عبر صفحته الرسمية، قائلًا: «سمع ذلك الكتاب من البخاري خلق كثير في كل مدينة وقرية كان ينزل بها البخاري، وقد روى الفربري أنه سمعه منه 90 ألف نفس، ورواه لمن بعده رواة كثيرون منهم حماد بن شاكر المتوفى سنة 290هـ، وإبراهيم بن معقل النسفي المتوفى سنة 240 هـ، ومنهم محمد بن يوسف بن مطر الفربري المتوفى سنة 320 هـ».

وأوضح: «ورواية الفربري هذه هي التي وصلت إلينا، فقد سمعها منه عدة منهم أبومحمد الحموي المتوفى 381 هـ، وأبوالهيثم محمد الكشميهني المتوفى سنة 389، ورواه عن الحموي الداودي المتوفى سنة 467، وعنه أبوالوقت المتوفى سنة 553، وعنه الإمام النووي المتوفى سنة 676 هـ».

وأضاف: «واهتم أولئك الرواة بصحيح البخاري أشد الاهتمام، فكانوا يقرأونه كلمة كلمة، حتى رأينا اثنين من كبار علماء العربية والحديث يجلسان مع جماعة من الفضلاء لتحرير كل الروايات على مستوى الحركة في صحيح البخاري، وهما جمال الدين محمد بن مالك صاحب الألفية المشهورة في النحو المتوفى سنة 672، وشرف الدين علي بن محمد اليونيني (نسبة إلى يونين إحدى قرى بعلبك) المتوفى سنة 701، وتمت هذه الجلسات في دمشق، وبلغ عددها 71 جلسة، وذلك من سنة 667 هـ، فخرجت هذه النسخة في غاية التحقيق والتدقيق، وأصبحت من أوثق النسخ المعتمدة لصحيح البخاري، بل لو أطلقنا القول بأنها أوثقها وأعظم أصل يوثق به لما كان بعيدًا، وقد جعلها الإمام القسطلاني المتوفى سنة 923 هـ عمدته في شرح صحيح البخاري، فحقق المتن حرفًا حرفًا على تلك النسخة».

 

وأوضح: «هذا الفريق العلمي الذي يتعاون لإخراج العمل منهج افتقدناه، وهذا التدقيق الذي يصل بنا إلى معرفة الأسس والأصول والمنطلقات منهج افتقدناه، وهذا السعي الدءوب عبر العصور والتواصل العلمي الدائم والبناء على ما انتهى إليه السابق منهج افتقدناه، والغريب أنه ذات المنهج الذي وصل به الآخرون في علوم الطبيعة إلى ما وصلوا إليه، وانتقلت هذه النسخة الفريدة في خزائن كتب السلاطين والخلفاء حتى استقرت لدى السلطان عبدالحميد الخليفة العثماني، فأرسل بها إلى شيخ الأزهر ليقوم بطباعة البخاري، ويقص الشيخ حسونة النواوي القصة في مقدمته لما سمي بعد ذلك بالمطبعة السلطانية للبخاري نسبة إلى السلطان عبدالحميد خان الثاني التي تمت طباعتها سنة 1311 هـ: 1313 هـ في تسعة أجزاء تجلد عادة في 3 مجلدات كل مجلد يحتوي على ثلاثة أجزاء».