رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤتمر العلوم البرتغالى

مؤتمر أو ملتقى العلوم، هو منتدى سنوى تعقده البرتغال، منذ سنة ٢٠١٣، ينظمه صندوق العلوم والتكنولوجيا البرتغالى، الذى يحتفل هذا العام بمرور ٢٥ سنة على تأسيسه. وتقديرًا لجهودها فى التعليم العالى والبحث العلمى ودورها المحورى على الصعيدين الإقليمى والدولى، ونظرًا لتنامى العلاقات بين البلدين، خلال السنوات الست الماضية، اختيرت مصر ضيف شرف نسخة هذا العام من المؤتمر، التى بدأت فعالياتها، أمس الأول الإثنين: اليوم الوطنى للعلماء فى البرتغال، وتستمر حتى نهاية اليوم.

العلاقات مع البرتغال بوابة رئيسية للتعاون مع الدول الأعضاء فى منظمة الدول الناطقة بالبرتغالية، التى تضم البرازيل، أنجولا، موزمبيق، غينيا بيساو، غينيا الاستوائية، الرأس الأخضر، تيمور الشرقية وغيرها، ودولًا أخرى بصفة مراقب. وكانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة البرتغالية لشبونة، فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٦، هى الزيارة الأولى لرئيس مصرى، بعد ٢٠ سنة تقريبًا، ونقطة تحوّل فى مسار العلاقات بين البلدين، عززتها زيارة الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا للقاهرة، فى ١٣ أبريل ٢٠١٨، التى شهد خلالها مع الرئيس السيسى توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الاستثمار، وبروتوكول تعاون فى الثقافة والتعليم. 

بين هاتين الزيارتين، شهدت العلاقات المصرية البرتغالية طفرة نوعية فى مختلف المجالات، كان من بين ثمارها قيام وزارتى التعليم العالى فى البلدين بتوقيع مذكرة تفاهم، أتاحت لمؤسسات التعليم العالى البرتغالية أن تُدير، بالتعاون مع الجامعات المصرية، برامجها الدراسية ومنح درجاتها العلمية فى مصر، وأفسحت المجال لافتتاح أول فرع لجامعة «نوفا لشبونة»، خارج الحدود البرتغالية، فى العاصمة الإدارية الجديدة. 

قوة العلاقات العلمية والتعليمية بين البلدين، أكدتها إلفيرا فورتوناتو، وزيرة العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالى البرتغالية، خلال افتتاحها الجلسة الأولى لمؤتمر أو «ملتقى العلوم ٢٠٢٢»، معربة عن أملها فى استمرار تعزيز هذا التعاون والجهود المشتركة بين المؤسسات البرتغالية والمصرية. وكان لافتًا حصول الدكتورة سلوى برانكو، المصرية البرتغالية، على وسام الاستحقاق العلمى، مع عدد من الشخصيات البارزة فى مجتمع العلوم البرتغالى، تم تكريمها تقديرًا لإنجازاتها ومساهماتها على المستويين المحلى والدولى. 

الوفد المصرى المشارك فى المؤتمر، يرأسه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الذى استعرض خلال كلمته الافتتاحية للجلسة الأولى، جهود الدولة المصرية فى الارتقاء بمنظومة التعليم العالى والبحث العلمى، وكيف أدت تلك الجهود إلى زيادة الثقة الدولية فى المؤسسات التعليمية المصرية. وعقب الجلسة، عقد عبدالغفار جلسة مباحثات ثنائية مع نظيرته البرتغالية، تناولا خلالها سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمى، وناقشا فرص تحقيق شراكات بين مصر وبرامج تمويل البحث العلمى التى تقدمها البرتغال والاتحاد الأوروبى، وأوجه التعاون العلمى فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين وآخر الابتكارات المتعلقة بالذكاء الصناعى والواقع المعزز، و... و... وكيفية ربط المعرفة العلمية والتكنولوجية بمتطلبات الصناعة وسوق العمل.

على هامش مشاركته فى المؤتمر، قام وزير التعليم العالى والبحث العلمى بزيارة عدد من المراكز البحثية والعلمية للتعرف على القدرات البرتغالية، وبحث أوجه التعاون المحتملة بينها وبين نظيرتها المصرية. كما اجتمع مع مارتا تيميدو، وزيرة الصحة البرتغالية، واستعرض معها جهود الدولة المصرية لمواجهة الآثار السلبية لوباء كورونا المستجد، ومبادرات تحسين الوضع الصحى فى البلاد، وتطوير البنية العلمية فى المجال الطبى وصناعة الدواء واللقاحات، وجهود إدخال التكنولوجيا فى نظام الرعاية الصحية، والمبادرات المصرية لمساعدة الدول الإفريقية على تحسين الخدمة الصحية المقدمة لمواطنيها. كما زار عبدالغفار اتحاد شركات الدواء والمعدات الطبية البرتغالى، وبحث مع مسئوليه إمكانية فتح قنوات اتصال بينه وبين الشركات المصرية العاملة فى هذا المجال، بهدف نقل الخبرات وفتح أسواق جديدة للدواء المصرى.

.. أخيرًا، واستكمالًا لبرامج التعاون العلمية والتعليمية بين البلدين، حثّ وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدولة الصديقة على المشاركة بفاعلية فى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، COP ٢٧، الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل. كما وجه الدعوة للبرتغال لتكون ضيف شرف «معرض القاهرة الدولى الثامن للابتكار»، الذى يقام فى ديسمبر ٢٠٢٢، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.