رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى رحيل بسكال بيلون

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم بذكري رحيل بسكال بيلون شفيع المؤتمرات والأخويات القربانية اذ روي الاب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد القديس بسكال في سنة 1540 م في قرية من مملكة ارغون من أبوين فقيرين يشتغلان بفلاحة الأرض. ولما نشأ لاحت عليه سمة التقوى.
وتابع: ولأن أبويه لم يكن يمكنهما حالهما أن يضعاه في المدرسة جعلاه راعي غنم فكان الصبي التقي يحمل كتابه وينطلق إلى الحقول ويرعى الغنم. وكان يطلب ممن كان يصادفه في الطريق أن يعلمه أوائل القراءة.
مضيفا: وبعد زمان قليل كملت رغبته إذ تعلم جيداً القراءة والكتابة. ولم يكن ينعكف إلا على قراءة الكتب التي كانت تذكره أعمال سيده ومعلمه يسوع المسيح. وأعمال الذين تمثلوا به ولما شب وكمل عقله صار يقرأ في كتاب الطبيعة الكبير الذي هو خلائق الله متأملاً في أعمال الله العظيمة وقلبه مرفوع إليه تعالي وكان الله يباركه في جميع أعماله.
ولما رأي مولاه وكان تقياً فضائل أجيره بسكال عزم أن يتخذه ابناً ووريثاً له. 

وواصل: وكان يُشاهد غالباً راكعاً على ركبتيه تحت شجرة مصلياً بالانفراد بينما كانت غنمه ترتع في الجبال وبهذه المخاطبات السرية مع الله بالتواضع كان يتقدم شيئاً فشيئاً في سبل الكمال. وربما كان يغيب عن عقله في وقت صلاته، وكان بسكال يُسر بالفقر ويود الفقراء وكان يقسم عليهم كل ما كان يُقدم له من الهدايا من الحقول.
وأوضح: وفي ذلك الزمان عزم بسكال أن يهجر قطيع غنمه ليرعي قطيعاً آخر أشرف. فاستأذن سيده في ذلك وقبل كل شيء شرع يكثر من الصوم والصلاة طالباً في قلبه من الله أن يظهر له إرادته. وبعد زمان يسير شعر في قلبه بأنه مدعو إلي الرهبنة. فاستشار بعضاً من ذوي التقوى والفضيلة في دعوته هذه فدلوه على بعض الأديرة.
 وتابع: وإذ بلغ من العمر عشرين سنة ترك وطنه وانطلق إلى اقليم والنسا حيث كان دير للفرنسيسكان الحافين ودخل فيه فقلدوه في الأول رعاية الغنم. وجعلته هذه سيرته القدسية المنفردة أن يشتهر في كل تلك البلد حتى أنهم كانوا يسمونه الراعي القديس.
 وأشار: ثم عزم أن يقطع كل ما كان يصله بالدنيا فطلب من الرهبان الفرنسيسكان أن يقبلوه كأخ تائب. فمنح له ذلك في سنة 1564م. وكان ينمو يوماً فيوماً في الأعمال الرهبانية وجعله ادمانه على التقشف أن يصبح مدققاً في حفظ القانون.
وتابع: وكان بشوش الوجه حليم الطبع، وإذ كان ذات يوم منطلقاً إلى باريس لقضاء حاجة صادفه بعض الهراطقة فاخذوا حجارة ورموه بها وضربوه بالعصي وجرحوا كتفه. فاحتمل كل ذلك بصبر وسكوت من أجل المسيح، وكان له عبادة سامية للقربان المقدس ولآلام المخلص ولسيدتنا مريم العذراء.
وهكذا قضي حياته في هذه السيرة العطرة لله فرقد في الرب بعطر القداسة في مدينة ولارآله بقرب والنسا في يوم 17 مايو 1593م وعمره اثنتان وخمسون سنة.