رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عالم المعرفة» تنشر سيرة إدوارد سعيد في «أماكن الفكر»

غلاف كتاب أماكن الفكر
غلاف كتاب أماكن الفكر للمؤلف تمثي برنن

 صدر عن سلسلة عالم المعرفة التى يصدرها المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، بدولة الكويت، العدد الجديد رقم 492، وعنوانه «ادوارد سعيد.. أماكن الفكر»، من تأليف تمثي برنن، وترجمة دكتور محمد عصفور.

الكتاب يقع في 525 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوى على اثنتي عشر فصلًا، بالإضافة لملحق الصور، الهوامش، مفاتيح؛ للمصادر المعرفية والفكرية، بجانب ببليوغرافيا.

ويتعرض الكتاب لأهم الشخصيات الفلسطينية، العربية، والعالمية، التي تناولت السيرة الذاتية، والفكرية، والمعرفية بل والشخصية للمفكر ادوارد سعيد الذي تحدث عن «ماهية الاستشراق» في كتابة «الأيقونة».

وقًال لـ«أماكن الفكر» إن كانت شخصية إدوارد سعيد محبوبة، ولكن اختلف الناس بشأنها، فهو الذي كان رائدًا لدراسات ما بعد الاستعمار، وناقدا أدبيًا، واسع الثقافة، ولا تزال لكتبه، ولا سيما كتاب «الاستشراق»، أثرًا بليغًا في الطلبة، والمفكرين، فى هذه الأيام، ويتتبع «أماكن الفكر» المسار الفكري الذي اتخذه سعيد، مُستنتجًا أنه كان من المُحطمين اللامعين؛ للأصنام التقليدية، وصاحب استراتيجية مخادعة.

وتناول كتابه «الاستشراق» والذي صدر منذ ما يزيد عن أربعة عقود، علاقة الشرق بالغرب، في مسارات عدة، مثل رؤى ما بعد الاستعمار، ولا عجب في هذا فقد كان مؤلفه رائدًا لتلك الدراسات، وكذلك ناقدًا أدبيًا مرموقًا، يدرس الفكر، والآداب، وعلوم سياسة، واجتماع الأدب، وذلك كونه ناقدًا وأديبًا واسع الثقافة، بالإضافة لكونه شخصية محبوبة من كافة الذين كانوا من جيله، ومن قبلهم، وبعدهم، وكل من هو مهتمًا بعلاقة الشرق بالغرب، والعكس فيما يخص آليات النهل المعرفي من أسس النظريات السياسية، مرورًا بتطبيقاتها المخادعة والملتوية بل واللا بريئة، فيما يخص تناول خطاب الاستشراق وعلاقة الشرقي والشرقيين بالآخر الغربي ثقافيًا، ومعرفيًا، ونظريًا، وعلميًا، وحتى على النقيض فيما يخص محاولة المفكر والناقد والبروفيسور الراحل في العام 2003.

«أماكن الفكر» يتتبع كذلك المسار الذي اتخذه إدوارد سعيد، فيستنتج أنه كان صاحب إستراتيجية مخادعة ومفكرًا عربيًا، من قبل وبعد «أمريكى نيويوركي/عربي»، وكان دائم التردد على بيروت، وغالبية الأقطار العربية، متنقلًا بفكره، ونظرياته، وخروجه، عن الأعراف التقليدية، في دحض وتشريح رؤى السياسة، وعلم الاجتماع النظري، والتطبيقى، في صداماته ما بين الشرق الفنان والغرب الرأسمالي.

يحظى «أماكن الفكر» بكثير من المداخلات والإشادات، لمعاصري، وزملاء إدوارد سعيد، حتى المعارضين له، الذي تماهوا، واتفقوا، غالبيتهم على اختلافه المنهجى، وكذاك المعيشي، والبيئي، بما مثله من خصوصية الثقافة، فهو عربي متسق مع رؤى العالم بالإضافة لتراث وطنه، وتنشئة هذا الوطن، والأرض الفلسطينية العربية، فترات البدء والنشأة وصراعاته مع الكثير من هجمات العصف والكره والاحتلال وهدم، بل زلزلة الهوية حتى ما قبل فترات الاحتلال من جانب إسرائيل.

عقب كلمة المترجم والتمهيد، جاء عنوان الفصل الأول «الشرنقة» وهو معنى ورمز ودلالة حيرة، حيث تشير لرحلة وعقلية إدوارد ثم فصل «عدم الإستقرار»  ثم مرحلة التلمذة الذي تنقل بها “سعيد” في مدارس الصفوة، توجهه للعمل السري حتى ما قبل إتفاقية “ أوسلو".

 في الفصل الخامس.. وفي " عقل الأغيار" تتناول رؤيته لماهيتى النجاح والفشل في المفاوضات التى تناولت أو حملت أو حلمت بثمة صلح وتصالح تحول لصراع دائم بين القيادتين ومن قبل وبعد الشعبين الفلسطينى والإسرائيلي . 

وقتها لم يكن “سعيد” قد انضم لأي منظمة سيا سية لكنه أستثنى " رابطة خريجى الجامعات الأمريكية التى تأسست في شيكاغو أكتوبر 1967 لمحاربة التمييز العنصري المعادي للعرب..

الكتاب شارك فيه بشهادات تنظيرية وعملية وكذلك حياتية وفكرية تناولت حياة المفكر الراحل أستاذ الآداب المقارنة بجامعة كولومبيا، إضافة  لشهادات دكتور رشيد الخالدي في الداخل، حتى المقتطع منها على الغلاف الأخير للكتاب، كذلك وكما هو مطروح في الكتاب الذي يمثل فرادة في التناول والعمق وتعدد الرموز حتى في بلاغة المجاز والتأوييل في كيبفية الخطاب السياسي والمعرفي عنده وإستعراض مسيرته واستفادته من التلمذه على يد بعض من رجال الدولة اللبنانيين.

الأهم في المؤلف الذي يمثل إضافة عظيمة للمكتبة العربية إستفاده مؤلفه" تمثي " من غالبية شهادات مجايلي إدوارد سعيد وكذلك أفراد عائلته وأصدقائه ، تلاميذه وخصومه على حد سواء مما أضاف للكتاب شمولية وبلاغة فارقة في التناول ليرسم المؤلف الامريكى" تمثي برنن" والمحاضر بجامعة  منيسوتا، ركام ومرجعية تشبه سجلات مكاتب تحقيق فدرالية تزدان بمقولات وكتابات ومسودات منشورة وغير منشورة في حياة “ ادورد" الذي رحل بعدما وسع برسمه كثير من ظلام المجال الفكري ونظريات المعارف بالخروج في الصدام والتعاطي ومخاطبة الآخر الكتاب به بعض مسودات لروايات لم تنشر له مع كثير من رسائله ليقدم صورة ذات مغزى ودلالات حميمية وفريدة لا سابق لها لواحد من أعظم العقول في القرن العشرين.