رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا «الخضراء».. مواطنون ومسئولون توانسة يتحدثون لـ«الدستور »: استلهمنا تجربة المصريين فى القضاء على «الإخوان»

جريدة الدستور

أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، زيارة إلى دولة تونس على مدار يومى الخميس والجمعة الماضيين، ترأس خلالها أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، تخللها توقيع نحو ١١ وثيقة لتعزيز التعاون بين الجانبين فى مجالات الإسكان والزراعة والصناعة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والمناطق الحرة والاستثمار.

وعقد رئيسا وزراء البلدين مؤتمرًا صحفيًا، عبّرا خلاله عن سعادتهما ومباركتهما لما تم التوصل إليه من تبادل للرؤى وتوثيق وتعزيز التعاون بين البلدين فى عدة مجالات، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. 

وخلال فترة انعقاد أعمال اللجنة بدولة تونس، رصدت «الدستور»، التى رافقت الوفد، مظاهر الترحاب والحفاوة الشديدة بالمصريين، بداية من الاستقبال الرسمى فى الصالة الرئاسية بمطار قرطاج الدولى، مرورًا بأجواء الود والتقدير من المواطنين فى الشارع، وصولًا إلى الإعلام التونسى الذى احتفى كثيرًا بوجود المصريين فى بلدهم، ضيوفًا أعزاء وأشقاء.

والتقت «الدستور» مسئولًا تونسيًا رفيع المستوى خلال الزيارة، حيث حكى كيف مر الشعب التونسى بظروف مشابهة لما مر به «الأشقاء المصريون»، إذ ذاقوا المرار من جماعة الإخوان التى حكمت البلاد نحو ١٠ سنوات متواصلة من ٢٠١١ لـ٢٠٢١، دمرت فيها كل شىء.

وقال المسئول إن التوانسة تأخروا كثيرًا فى الإطاحة بجماعة الإخوان، لكنهم بفضل الله استلهموا التجربة المصرية وتخلصوا منها، وتعمل الدولة والأجهزة الأمنية حاليًا على ملاحقتها، وقد كللت تلك الجهود بالنجاح، إذ تتم تصفية التنظيم بشكل دقيق، ويجرى حاليًا التعامل أمنيًا مع أفراد الصف الثانى من الجماعة.

وبيّن أن الشعب التونسى احتفى أشد الاحتفاء بثورة المصريين على الجماعة الإرهابية فى مصر فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، إذ لم يتمكن التنظيم من الاستمرار فى الحكم أكثر من عام، متابعًا: «لديكم الرئيس السيسى، رئيس شجاع وقوى نهض ببلادكم من الضياع إلى الريادة، وهو الدور الذى يأمله كل عربى لمصر الأم».

وأشاد بجهود بناء الدولة المصرية على كل المستويات، مشيرًا إلى أنهم يلمسون جيدًا التطوير الذى يتحقق فى جميع المجالات، خاصة بالقوات المسلحة.

وقال: «لديكم جيش قوى نفاخر به العالم كله، والرئيس السيسى أضاف له الكثير من التطوير خاصة الأجهزة والأسلحة الحديثة»، متابعًا: «لديكم ميسترالات وفرقاطات وطائرات من أحدث الطائرات.. الله يحمى بلادكم الحبيبة، كنتم وستظلون دائمًا أشقاء نحبكم كثيرًا ونفخر بكم».

وأكمل: «السيسى صنع فى مصر نهضة عظيمة، وجميعنا هنا يتابع ما تنفذه الدولة المصرية من مشروعات عملاقة»، متابعًا: «لديكم أطول بناء فى إفريقيا، ولديكم مشروع المليون ونصف المليون فدان للزراعة، وانتهت مشكلات الكهرباء، وبنيتم عاصمة جديدة، وتنفذون مشروع حياة كريمة الذى لا يتخيل عقل بشرى أن يتم بهذه الصورة، فلم نسمع من قبل عن مشروع مثل هذا».

وعلى المستوى الشعبى، عبّر المواطنون فى الشوارع عن فرحتهم بالزيارة، باعتبارها تمثل دعمًا حقيقيًا للدولة التونسية، واستكمالًا للدعم الذى وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى لنظيره الرئيس قيس بن سعيد، خلال زيارته الأخيرة لمصر فى شهر أبريل من العام الماضى، التى وصفها التوانسة بـ«التاريخية»، مؤكدين أنهم لن ينسوا مواقف مصر الداعمة لتطلعاتهم وتوجهاتهم على مر التاريخ.

وخلال جولة فى الشوارع، ومع التعامل المباشر مع التوانسة، رصدنا كيف يتم الاحتفاء بأى مصرى يزور البلاد، فبمجرد أن يعلم المارة أنك من المحروسة، ترتفع الأصوات بالترحاب والحفاوة الشديدة، وتشعر وكأنك بين أهلك وأحبابك، فالجميع هنا يسعى لمساعدتك والاحتفاء بك على جميع المستويات.

ولا نبالغ إن قلنا إن المصرى إذا أراد شيئًا فى تونس، سيجد الجميع إلى جانبه، حتى فى أمور التجارة والبيع والشراء، فالتساهل واليسر هما العنوانان الرئيسيان لأى معاملات مادية مع المصريين هناك.

ويمكن أن نعتبر التفوق والزخم على مستوى رياضة كرة القدم إحدى الأدوات الناعمة التى أسهمت فى ربط المصريين بكثير من الشعوب العربية خاصة التوانسة، ولا يمكن أن ننسى أحد المارة فى شارع فرنسا بمدينة تونس القديمة، وهو ينادى على الوفد المصرى بقوله: «مو صلاح»، محدثًا حالة من الترحاب والحفاوة الشديدة من المارة والمواطنين.

ورصدنا كيف احتفى التوانسة بمسلسل «الاختيار»، الذى يحكى وقائع تاريخية مهمة فى تاريخ مصر ويظهر كيف تخلصت مصر من هذا التنظيم، معتبرين أن العمل أسهم فى بناء الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد الكثير من الأكاذيب والمزاعم، وحكى عدد من المواطنين الذين التقيناهم كيف كانوا ينتظرون حلقات المسلسل بشغف بعدما أحدث حالة إيجابية داخل الشارع التونسى.