رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيرة الإلهام.. مصر القديمة فى «أفلام هوليوود»

جريدة الدستور

رغم عظمة الحضارة المصرية وأهميتها وتأثيرها العلمى والفنى وأساطيرها الملهمة ودورها الفريد فى تاريخ العالم، لا تزال السينما الأمريكية قاصرة فى تناول تلك الحضارة، التى لم تكن موضوعًا رئيسيًا للأحداث، إلا فى عدد قليل جدًا من الأعمال فى هوليوود. وحسب موقع «Grunge» الأمريكى، يبدو أن هناك نقصًا كبيرًا فى الأفلام الجيدة التى تدور أحداثها فى مصر القديمة، رغم عدد قليل جدًا من الأعمال المهمة التى تناولت تلك الحضارة، دار معظمها حول قصة الخروج التوراتية الشهيرة، وبعض الشخصيات التاريخية الأخرى مثل الملكة كليوباترا، وهو ما رصده فى تقرير شامل تناول أهم هذه الأعمال.

 

«أمير مصر» سرد الرؤية التوراتية لقصة النبى موسى

أشاد الموقع الأمريكى بفيلم «أمير مصر» أو «Prince of Egypt»، موضحًا أنه لا يوجد نقص فى الأفلام الأمريكية عن النبى موسى، خاصة أن شهرة رسول الوصايا العشر تستدعى أن يتم طرحها فى سرد مقنع، سواء كانت مبنية على حقيقة أو خيال أو قليل من كليهما، لذا فإن هذا الفيلم يضع كل تلك العوامل معًا بشكل جيد.

وصدر فيلم «أمير مصر» فى عام ١٩٨٨، وهو أول فيلم رسوم متحركة تم تنفيذه بواسطة شركة «دريم ووركس»، ولا يوجد شىء آخر يشبهه تمامًا فى نجاحه، لذا تفخر به الشركة دائمًا، خاصة أنه تم تحريك كل شىء فى الفيلم يدويًا، كما أن تصاميم الشخصيات والمشاهد متفوقة بشكل واضح على أفلام الرسوم المتحركة الأخرى، سواء فى وقت صدوره أو حتى يومنا هذا. 

ووصف الناقد الأمريكى روجر إيبرت فيلم «أمير مصر» بأنه واحد من أفضل أفلام الرسوم المتحركة التى تم إنتاجها على الإطلاق، قائلًا: «نشعر بلمسة الفنانين فى الرؤية والآثار المصرية، وآفاق الصحراء المنعزلة، وإثارة سباق العربات الحربية الفرعونية، وروح الشخصيات».

«كليوباترا» استفاد من جاذبية الملكة المصرية لصناعة «عمل استثنائى»

تعد ملحمة «كليوباترا»، التى تم إنتاجها فى عام ١٩٦٣ من بطولة إليزابيث تايلور، فيلمًا جيدًا رغم طوله الذى يصل إلى ٣ ساعات، وبالنسبة لجميع الأفلام الموجودة حول مصر فى السينما الأمريكية فإن هناك قائمة كبيرة من النقاد والتقارير تعتبر أن هذا الفيلم هو محور كل ما تم إنتاجه بعد ذلك عن مصر القديمة. ويرى الموقع الأمريكى أن ما يمتلكه فيلم «كليوباترا» ولا تمتلكه الأفلام الأخرى هو الشخصية الجذابة للملكة كليوباترا، التى كانت امرأة قوية كقائدة، لدرجة أنها أثرت فى السياسة الرومانية، وهذا ليس بالأمر الهين. وقالت مجلة «هوليوود ريبورتر» عن ذلك الفيلم إن القوة والعاطفة هما الصفتان التوأم والمتشابكتان لـ«كليوباترا»، ولذلك كان الفيلم عنها استثنائيًا.

«يوسف: ملك الأحلام» استكمل قصص الأنبياء التوراتيين 

بعد نجاح فيلم «أمير مصر»، قررت شركة «دريم ووركس» استكمال سلسلة الأفلام عن الأنبياء فى مصر، فأنتجت فيلم «يوسف: ملك الأحلام» فى عام ٢٠٠٠، والذى أدى فيه صوت النبى يوسف هو النجم الأمريكى بن أفليك.

وكان الفيلم من نوع الرسوم المتحركة الدرامية الموسيقية، واقتُبس من قصة النبى يوسف بسفر التكوين فى التوراة، وكونه ضحية لغيرة إخوته العشرة، مع تناول قصة بيعه فى أسواق العبيد، بالإضافة إلى امتلاكه موهبة رؤية المستقبل فى الأحلام، وهى ما منحته الفرصة للقاء الملك وإنقاذ أرض مصر من المجاعة. وسلطت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الضوء على جودة فيلم «يوسف: ملك الأحلام»، والرسوم المتحركة المتدفقة به، والصور المدهشة التى تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، فضلًا عن جودة محتواها الرشيق والصادق، مشيرة إلى أنه يفعل بالضبط ما فعله فيلم «أمير مصر» فى عدم محاولته أن يكون مملًا، ويصلح أن يشاهده الأطفال والكبار.

«أجورا» صوّر مأساة هيباتيا تحت الاحتلال الرومانى

وضع التقرير الأمريكى فيلم «أجورا»، من إنتاج عام ٢٠٠٩، ضمن قائمته لأفضل الأفلام عن مصر القديمة، وكان من إخراج المخرج التشيلى الإسبانى أليخاندرو آمينابار، الذى شارك فى كتابته، إضافة إلى ميتيو جيل، ومن بطولة راشيل وايز وماكس مينجيلا، وتم عرضه خارج المسابقة الرسمية لدورة ٢٠٠٩ لمهرجان «كان» السينمائى.

ويصف الفيلم مصر تحت الاحتلال الرومانى، ويعد فيلمًا دقيقًا إلى حد كبير رغم وجود أخطاء بسيطة، لاعتماده على أساس سليم تاريخيًا.

ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» فيلم «أجورا» بأنه يجذب الجمهور الحديث رغم أنه يتحدث عن مصر القديمة فى جزء من تاريخها، ويتناول الرسالة المسيحية على أرضها، وقصة الفيلسوفة «هيباتيا»، وحب أحد العبيد لها، مما يؤدى إلى تكوين خيط من الرومانسية، وسطه تبرز المعركة بين المسيحيين والوثنيين فى شوارع الإسكندرية.

«آلهة مصر» اهتم بالحركة والمؤثرات دون دقة

قال الموقع الأمريكى إن فيلم «Gods of Egypt»، من إنتاج ٢٠١٦، رغم أنه ليس فيلمًا جيدًا، بسبب التذمر العام حول صناعته ورسالته، وتقريبًا كل شىء يتعلق به، فإن هذا لا يجعل الفيلم غير قابل للمشاهدة، بل يعد فى الواقع فيلمًا ترفيهيًا، ويرجع الفضل فى ذلك جزئيًا إلى عيوبه وأحداثه غير الواقعية.

ورغم كل الانتقادات التى طالته، فإن صحيفة «الجارديان» البريطانية لا تزال مصممة على وصفه بـ«المتعة الهائلة»، خاصة أنه سلط الضوء على ما يجعل «آلهة مصر» فريدة من نوعها، وهناك إشادات نقدية بأجزاء مختلفة متعلقة بتسلسل الحركة فى الفيلم، والخلفية الدرامية، والمؤثرات البصرية.