رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد وصوله إلى المرتبة الرابعة عالميًا.. مصير متحف الشمع بحلوان؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قرابة الـ 14 عامًا مرت على صدور قرار وزارة الثقافة في 2009، بغلق متحف الشمع بحلوان، حفاظاً على سلامة الزائرين، بعد تقارير اللجنة التي استملت المبنى من محافظة القاهرة، والتي أكدت أن مواصفات الأمان منعدمة، وفي مقدمتها أن العروق الخشبية المكون منها الأسقف تحتاج لترميم، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل تهوية مناسبة أو تأمين للمنشأة، ولم يتم فتح المتحف حتى الآن، ولم يعرف مصيره بعد.

وعلى الرغم من أن المتحف كان يعد من المتاحف التي تميز الحضارة المصرية، بما يضمه مقتنيات نادرة تروي مراحل تطور التاريخ المصري، بداية من الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث، إلا أنه أصبح في الوقت الحالي مجردن بيت مهجور، يعانى من الإهمال وعدم الصيانة والتجديد.

متحف الشمع، تأسس عام 1934 على يد الفنان المصري جورج عبد الملك- في ميدان التحرير، قبل أن ينقل إلى جاردن سيتي، ومنه إلى عين حلوان عام 1950، وتم إنشاء المتحف كمحاولة لتجسيد الأحداث التاريخية المصرية، وإبراز أهميتها على المستويين العربي والعالمي، وصنف خبراء متحف الشمع باعتباره متحفا تعليميا، فهو يحكي من خلال عشرات التماثيل التي نحتت بدقة شديدة، تاريخ مصر في شكل مجسم، الأمر الذي يجعله قبلة لآلاف الطلاب والسائحين على حد سواء، وكان يعد هو الرابع على مستوى العالم بعد متاحف فرنسا وإنجلترا وأستراليا من حيث ما يضمه من مقتنيات، لكنه يحتل المركز الثاني من حيث الشهرة.

ويضم المتحف 116 تمثالاً و26 منظراً تحكي تاريخ مصر، بدءاً من الأسرة 18 الفرعونية، حتى ثورة 23 يوليو، وتعطي تماثيل هذا المتحف المصنوعة من مادة الشمع انطباعاً للمشاهد بأنه أمام شخصيات من لحم ودم.

أنشئ المتحف على يد الفنان المصري العالمي جورج عبد الملك، وكان من امهر الفنانين المصريين في عصره، بعدما برع في تجسيد العديد من القصص والروايات، التي تسرد تاريخ فجر الحضارة الفرعونية، مروراً بالحضارات اليونانية والقبطية والإسلامية وصولاً إلى عصر الثورة في يوليو 1952 في العديد من التماثيل الشمعية التي تعد من أبرز مقتنيات المتحف. قسم الفنان عبد الملك العصور التاريخية التي مرت على مصر في 26 مشهداً، وضع لها خلفيات موحية ذات دلالة، أضفت على المشاهد تأثيرات الحياة في عصورها الغابرة.

وقال مصدر بوزارة الثقافة، إن المتحف ليس له مخصصات مالية، وهذا يسبب كارثة كبيرة منذ أن أغلق وحتى إهمال المتحف، لافتا إلى أن متحف الشمع من أصعب المتاحف التي يمكن ترميمها نظراً للتكلفة الباهظة التي يحتاجها تطوير تماثيل الشمع، والتي قد تصل مئات الملايين من الجنيهات، إلى جانب عدم وجود الكوادر الفنية المدربة على العمل في الشمع في مصر، نتيجة لإهمال هذه الفئة من الفن على مدار سنوات الماضية.

وأكد أن وزارة الثقافة أو قطاع الفنون التشكيلية التابع له المتحف بشكل مباشرة، لا يسعيان إلى إعادة افتتاح المتحف من جديد.