رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنانى يتفقد موقع أبومينا الأثرى بعد الانتهاء من خفض منسوب المياه الجوفية

جانب من الجولة
جانب من الجولة

توجه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، اليوم السبت، إلى موقع أبومينا الأثري بمنطقة برج العرب بمدينة الإسكندرية، لتفقد مشروع خفض منسوب المياه الجوفية وأعمال الترميم والتطوير التي تتم بالموقع.

رافقه خلال الجولة أحمد عبيد، مساعد الوزير لشئون قطاع مكتب الوزير، والعميد مهندس هشام سمير، مساعد الوزير لمشروعات الآثار والمتاحف، والدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والوزير المفوض داليا عبدالفتاح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، وإيمان زيدان، المشرف العام على إدارة تطوير المواقع الأثرية والمتاحف، ومحمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية، والراهب القمص تداوس أفامينا، مسئول الآثار بالدير وعدد من قيادات من الوزارة، والرهبان بالدير.

_ACT8605

شملت الجولة تفقد المنطقة الأثرية وعناصر مشروع خفض منسوب المياه الجوفية والممثلة في طلمبات سحب المياه وغرف التفتيش وخطوط الطرد ومصارف تجميع المياه.

وخلال الجولة أشاد العناني بما تم تنفيذه من أعمال بمشروع خفض منسوب المياه الجوفية بالموقع، والذي يعد أحد أهم المشروعات التي قامت بها الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع ترميم وتطوير الموقع العام ككل.

وأشار إلى اهتمام الوزارة بالمشروع، حيث حرصت على تضافر جهود الجهات المعنية بالدولة لتنفيذ جميع الأعمال بالتعاون مع وزارتي الموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظة الإسكندرية، بما يساهم في إنجاز المشروع بالشكل الأمثل، وبما يتماشى مع أهمية الموقع كأحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بهذا المشروع وغيره من المشروعات التي تتم بمواقع التراث العالمي، حيث تم تشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمي عام ٢٠١٨م  برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الوطنية والاستراتيجية، بقرار من رئيس الجمهورية.

وخلال الجولة وجه وزير السياحة والآثار بضرورة الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة ككل وإعادة تجميع الأعمدة والأجزاء واللقى الأثرية الخاصة بالبازيليكا الموجودة بالموقع لترميمها وإعادة تركيبها في موقعها الأصلي.

فيما أعرب الراهب القمص تداوس أفامينا، مسئول الآثار بدير أبو مينا عن كامل تقديره للتعاون القائم بين الوزارة والدير، مثمنًا دور الوزارة  في الحفاظ على المواقع الأثرية المصرية بمختلف عصورها، وموجهًا الشكر لوزير السياحة والآثار على الجهد المبذول من قبل الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في هذا المشروع الهام.

ومن جانبه أوضح العميد مهندس هشام سمير، أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بموقع أبومينا الأثري بدأ منذ عام ٢٠١٩، بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار بتكلفة بلغت نحو ٥٠ مليون جنيه مصري، وأنه تم الانتهاء من جميع عناصر المشروع وبدء التشغيل التجريبي له في منتصف شهر نوفمبر ٢٠٢١، حيث تم التأكد، خلال تلك فترة، من نجاح منظومة العمل، حيث إن منسوب المياه بمنطقة قبر أبومينا تم خفضه بشكل ملحوظ.

وأشار إلى أن المشروع تضمن تنفيذ 12 بئرًا حول منطقة القبر بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 مترًا، وتنفيذ 57 بئرًا حول الموقع الأثري ككل، ومد خطوط طرد المياه للمنطقة بطول حوالي ٦١٥٠مترًا طوليًا، وربط شبكة الآبار المستحدثة وجميع الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياه الجوفية بالآبار.

وأضاف أن جميع الدراسات الاستشارية لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية، ومتابعة تنفيذ الأعمال الحقلية بالمشروع، تمت بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري ممثلة في معهد بحوث المياه الجوفية ومعهد بحوث مياه الصرف، حيث ساهمت في أعمال تطهير المصارف المتواجدة داخل المنطقة الأثرية والمصارف العمومية حول المنطقة، أما وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فقد ساهمت في أعمال تحويل نظام الري للأراضي الزراعية حول المنطقة الأثرية ليصبح بنظام الري بالتنقيط بدلًا من نظام الري بالغمر، الأمر الذي سيكون له دور فعال في تقليل حجم مياه الصرف الزراعي وتقليل مشاكل المياه الجوفية بالمنطقة.

فيما أشار الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار إلى أنه تم الانتهاء من تثبيت العناصر المعمارية لكل من البازيليكا، وكنيسة القبر، والقبر، بإعادة الأحجار المفككة والمتناثرة بالموقع للحفاظ عليها، كما تم الانتهاء من ترميم السور الغربى للبازيليكا، وجارٍ أعمال الترميم الدقيق بحوائط الكنيسة البازيليكا الكبرى، وكذلك العراميس بالحوائط، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال ترميم المدخل الرئيسي وتنظيف الدير من الحشائش.

وأفادت الوزير مفوض داليا عبدالفتاح أن الوزارة قامت في فبراير ٢٠٢٢  بموافاة منظمة اليونسكو بتقرير حالة الحفاظ لموقع أبومينا متضمنًا الجهود التي قامت بها الوزارة من إجراءات تصحيحية بالموقع، تمهيدًا للتقدم بطلب رسمي لرفعه من قائمة التراث المهدد بالخطر.

_ACT8691

وأضافت أن تقرير الحفاظ شمل شرحًا لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية، وخطة إدارة متكاملة للموقع لأول مرة منذ إدراجه على قائمة التراث العالمي في عام ١٩٧٩م، تضمنت مقترحًا لدرء الخطورة وتعديل الحدود الخاصة بالموقع الأثري وخطة الحفاظ والترميم، فضلًا عن طلب الوزارة بإيفاد بعثة رصد من مركز التراث العالمي للوقوف على ما تم في مجال درء الخطورة التي تهدد الموقع في أقرب وقت ممكن تمهيدًا لرفعه من على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وفي سياق متصل قالت إيمان زيدان المشرف العام على إدارة تطوير المواقع الأثرية والمتاحف إنه جارٍ الآن تأهيل موقع أبومينا للزيارة، حيث تم وضع عدد من اللافتات الإرشادية  بالطرق الخارجية المؤدية للموقع والتى تم تنفيذها بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية. كما أنه جارٍ تمهيد مسار الزيارة ومسارات الإتاحة وتزويد الموقع بعدد من الخرائط واللوحات الإرشادية والمعلوماتية يتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة اليونسكو لتفسير الموقع الأثري للزائرين، مزودة بالرمز الكودى QR code لمطالعة المزيد من المعلومات والمواد الفيلمية حول الموقع، بالإضافة إلى عمل دورات مياه وتزويد الموقع بسلات القمامة صديقة للبيئة بنظام فصل المخلفات ومظلات ومقاعد لاستراحة الزائرين ووحدة إسعافات أولية.

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة أبومينا الأثرية تتمتع بمكانة تاريخية وأثرية كبيرة، حيث يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، واكتسبت شهرتها من وجود قبر القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر.

وتتكون المنطقة الأثرية من بقايا الأسوار الخارجية التي كانت تحيط بالموقع كله، والبوابتين الشمالية والغربية وبعض الشوارع المحاطة بصفوف من الأعمدة، بالإضافة إلى منازل وحمامات واستراحات خاصة بالحجاج القادمين إلى المنطقة، وفناء محاط بصفوف من الأعمدة الرخامية تقع خلفها محلات عديدة لبيع الهدايا التذكارية للحجاج، كما تقع جنوب هذا الفناء مجموعة من الكنائس ومكان للاستشفاء وأيضًا خزانات للمياه ووحدات سكنية.

وقد كانت منطقة أبومينا في الماضي قرية صغيرة، وقد أظهرت الحفائر حتى الآن ١٠ مبانٍ يتكون منها المجمع المعماري الضخم لأبي مينا وهي: البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، الحمام الشمالي، البازيليكا الشمالية، الكنيسة الشرقية، الكنيسة الغربية.