رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ريمون مقار: «المتحدة» ترحب بالتعاون مع جميع المنتجين لتقديم أعمال تليق بمكانة مصر (حوار)

ريمون مقار
ريمون مقار

نعيش توهجًا دراميًا وتنوعًا فى الأعمال طوال العام بفضل «المتحدة»

توقعت نجاح «ملف سرى» والجمهور اعتبره الحصان الأسود فى رمضان

الشركة تمتلك هيكلًا متكاملًا.. وشعرنا معها براحة شديدة ودعم كبير

محمد محمود عبدالعزيز رفض كتابة «نجم» قبل اسمه فى تتر العمل

أحد أفضل صنّاع الدراما فى مصر والوطن العربى، منذ برز اسمه خلال السنوات الماضية مقترنًا باسم «مجموعة فنون مصر»، التى يملكها بالمشاركة مع صديقه ورفيق مشواره محمد محمود عبدالعزيز، وقدّم من خلالها مجموعة من الأعمال المهمة للغاية، التى حققت نجاحًا كبيرًا بين الجمهور فى الفترة الأخيرة. إنه المنتج ريمون مقار، الذى كانت بدايته القوية من خلال الساحر محمود عبدالعزيز، فى مسلسلات مهمة مثل: «باب الخلق» و«جبل الحلال» وغيرهما. ثم بدأ هو والفنان محمد محمود عبدالعزيز فى صناعة النجوم وإعادة اكتشاف العديد من النجوم الموهوبين، ومنحهم ما يستحقونه من أضواء وبطولة مطلقة، على رأسهم الفنانان ياسر جلال وطارق لطفى.

وخلال رمضان الماضى، قدّم المنتج ريمون مقار عملًا مهمًا للغاية هو مسلسل «ملف سرى» من بطولة الفنان هانى سلامة، واستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا من خلاله، إلى درجة وصفه بـ«الحصان الأسود» فى الموسم الرمضاني المنقضي، حول مسلسل «ملف سرى»، ومشواره في «فنون مصر»، التي قدمت منذ انطلاقتها أعمال كلها ضخمة حقيقية واقعية دون ابتذال، ما يعد دليلا بالغ الأهمية على تأثير القوة الناعمة فى النهوض بالمجتمع وإعادة تشكيل الوعي والارتقاء بالوجدان والذوق العام، إذ أنتجت عدد كبير من الأعمال الفنية التليفزيونية، التي حققت نجاحا كبيرا، وارتبط بها الجمهور.

في السطور التالية يتحدث المنتج الكبير ريمون مقار عن خطة «فنون مصر» خلال الفترة المقبلة، سواء فى الدراما أو السينما، إلى جانب التعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وإلى نص الحوار:

■ بداية.. هل توقعت النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «ملف سرى»؟

- نعم.. بالتأكيد توقعت هذا النجاح والصدى وردود الأفعال الواسعة قبل البدء فى التصوير، وتحديدًا منذ التحضيرات واختيار هذه النوعية من الدراما والخطوط العريضة للمسلسل، خاصة أنها فريدة من نوعها ولم تُقدم من قبل، وتتناول قصصًا مشوقة وأحداثًا مستمدة من المجتمع، فى فترة زمنية مليئة بالأحداث هى عام ٢٠١٣، وسعدت كثيرًا بوعى الجمهور الذى أعطى «ملف سرى» لقب «الحصان الأسود» بعد عرض حلقاته الأولى.

■ لماذا اخترت هذه الفترة تحديدًا؟

- لأنها كانت فترة عصيبة ومهمة جدًا ومليئة بالتجاوزات، التى وصلت إلى اغتيال «الإخوان» المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، عبر استهدافه بسيارة مفخخة، وكنا نحتاج أن نوعّى الشعب بما كان يحدث وقتها، ومقارنة ذلك بما نشهده من استقرار وأمن وأمان حاليًا.

ورصدنا ذلك فى ٣٠ حلقة، لأول مرة فى عالم الدراما، من خلال زاوية مغايرة تمامًا، بالاعتماد على قصة تدور حول حياة القاضى، والصراع الذى كان يواجهه رجال القضاء بشكل عام، مع تسليط الضوء على عالم رجال الأعمال، وتأثير أعمالهم على كل شىء داخل البلاد.

كل هذه الأحداث فى «ملف سرى» دارت فى أجواء واقعية، لكن الشخصيات كلها من وحى خيال المؤلف، وبوجه عام، المسلسل توليفة متكاملة العناصر بين الاجتماعى والسياسى والأكشن والرومانسى.

■ كيف جاءت فكرة العمل؟

- الفكرة كانت موجودة منذ سنوات، فقد استوقفتنى الحالتان الاجتماعية والسياسية لمصر عام ٢٠١٣، خاصة المشهد القضائى الذى لم يتحدث عنه أحد. 

واجتمعت بصحبة شريكى المنتج والفنان محمد محمود عبدالعزيز، وكانت لدينا مجموعة معطيات وقضايا واضحة نريد تقديمها من خلال عمل درامى متكامل الأركان، ثم اجتمعت بالمؤلف محمود حجاج، الذى أثق فيه وأعتبره ابنًا لى ولـ«فنون مصر»، لتقديم قصة مشوقة مليئة بالإثارة والغموض و«حالة التوتر» لجذب المشاهد.

وكان يجب علينا كمنظومة أن نرصد ذلك مع إيجاد المعالجة والحلول الكافية المستوفاة، فى إطار يدور حول التصدى للعديد من المشاكل الخفية التى لم يشاهدها الشعب بعينه عن عالم القضاء، وعلى ضوء الاتفاق فيما بيننا على تقديم فكرة عمل هادف بمنظور درامى جديد.

■ ألم تعتبر أن المشاركة فى السباق الرمضانى بمؤلف ومخرج يقدمان عملهما الأول «مغامرة»؟

- إطلاقًا.. لنا تجارب كثيرة جدًا فى مسألة تقديم المواهب، تتلخص فى أن «فنون مصر.. صانعة النجوم» وهو ده «خطتنا» منذ وجودنا فى السوق، فقد قدمنا نخبة كبيرة من الصنّاع، مثل بيتر ميمى فى أول تجربة درامية جادة له عام ٢٠١٧، عندما أخرج مسلسل «الأب الروحى».

وقدّمنا المخرج أحمد خالد موسى فى أول تجربة إخراجية له «بعد البداية»، وكذلك المخرج محمد سلامة فى «رحيم»، وكذلك المخرج تامر حمزة فى «جبل الحلال»، والمؤلف محمد إسماعيل أمين فى «ظل الرئيس»، والمؤلف هانى سرحان فى «الأب الروحى».

كما قدّمنا الأستاذ على عادل، مدير التصوير، والموسيقار أشرف الزفتاوى فى «قيد عائلى»، والموسيقار «أمين بوحافة» الذى صنع أولى موسيقاه التصويرية فى «باب الخلق»، وروبرت فاروق فى أول تجربة مونتاج له.

وقدّمنا النجم طارق لطفى، ليكشف عن موهبته فى بطولة منفردة من خلال مسلسل «بعد البداية»، وياسر جلال الذى فاجأ الجمهور من جديد فى مسلسل «ظل الرئيس»، قبل أن يقدم «رحيم»، وهو واحد من أنجح الأعمال فى دراما رمضان ٢٠١٨، وقدّمنا شبابًا كثيرين جدًا أصبحوا نجومًا الآن، لذا لم أتخوّف أو أقلق ولو للحظة، لأن هذا خطة الشركة لتقديم وصنع النجوم.

■ كيف وقع الاختيار على النجم هانى سلامة؟

- هانى سلامة نجم كبير ومحترف وخطواته ثابتة، وهو محبوب لدى الجمهور، ووجدته أمامى منذ التحضير للمسلسل، لأنه لم يقترب من هذه المنطقة من قبل، فهو معروف عنه أنه رجل «جان»، ومتمكن فى التنقل بين الأكشن والرومانسى، لكن تجسيده دور رجل قضاء بهذه الصورة لم يحدث من قبل.

و«هانى» يطور دائمًا من نفسه، ويبحث عن التنوع والتجديد، ومنذ أن تحدثنا معًا عن الفكرة رحب جدًا بها، وبعد قراءته أول ١٠ حلقات لمس غزارة الأحداث، وعلق قائلًا: «العشر حلقات دول بمسلسل ٣٠ حلقة».

■ «ملف سرى» حقق نسبة مشاهدة عالية على «WATCH IT».. ما رأيك فى تطور العرض الدرامى على المنصات الإلكترونية؟

- منصات المشاهدة الرقمية أصبحت منافسًا قويًا للفضائيات فى جذب الدراما وصنّاعها، ليس فى الموسم الرمضانى فقط، لكن طوال العام، فبعد أن كانت الأعمال الدرامية تصنع للعرض على الفضائيات، أصبح هناك نوع من الدراما يُصنع خصيصًا للمنصات الإلكترونية، وتنوعت هذه الدراما بين الـ٧ و١٠ حلقات فى البداية، ثم امتدت لتشمل الأعمال المكونة من أكثر من جزء.

وتواكب هذه المنصات التطور التكنولوجى السريع، خاصة أنها تلبى ‏احتياجات الجمهور، لعدم وجود إعلانات أثناء العرض، الأمر الذى جذب شريحة كبيرة من المجتمع.

وهذه المنصات فتحت سوقًا جديدة أتاحت وجود تنوع فى الإنتاج، وطرح أفكار وموضوعات مختلفة، وظهور جيل جديد على الساحة الفنية أخذ فرصًا للظهور لا يمكن أن يأخذها فى الظروف العادية السابقة.

كما أنها فتحت سوقًا للعاملين والفنيين، بعد فترة من الركود للدراما المصرية فى كل أنحاء الوطن العربى، وأتمنى أن تترجم الدراما المصرية المعروضة على المنصات بلغات عديدة حتى تكون المشاهدات عربية وعالمية.

■ كيف وجدت المنافسة فى الموسم الرمضانى هذا العام؟

- سعيد جدًا بالحالة الدرامية هذا العام، وبالموسم الرمضانى الزاخر بالأعمال الدرامية الناجحة القوية، الذى جعل من الصعب اختيار أفضل عمل درامى يتربع على عرش القائمة كما كان يحدث فى السنوات الماضية.

فعندما تسأل عن «أفضل عمل هذا الموسم»، ستجد الكثيرين محتارين، هناك من يقول «الاختيار» و«جزيرة غمام» و«ملف سرى»، والبعض يقول «الكبير أوى» و«فاتن أمل حربى» و«سوتس بالعربى»، ومجموعة ثالثة تقول «راجعين يا هوى» و«العائدون» و«مكتوب عليا».

وعندما تصل إلى هذه المرحلة من الاختلاف والجدل والتنوع الفكرى فى اختيار الأفضل، تأكد أن «المنظومة مُحكمة» وقدمت أعمالًا مختلفة، وأن المنافسة ناجحة بشراسة، وهذا الفضل يعود للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى تمتلك هيكلًا تنظيميًا متكاملًا.

■ ما تقييمك للتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إذن؟

- شعرنا براحة شديدة ومساندة ودعم كبيرين من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة الأستاذ حسن عبدالله، منذ عقد جلسات العمل الأولى لمسلسل «نقل عام»، الذى حقق نجاحًا غير مسبوق فى دراما الـ«أوف سيزون» أو «خارج المواسم المعتادة»، وهو ما تكرر فى «ملف سرى»، الذى وجدنا فيه اهتمامًا بجميع النقاط التى تمت مناقشتها خلال هذه الجلسات.

ودائمًا ما تسعى «المتحدة» لإثراء وإنعاش السوق الدرامية، وتتحرك بإيجابية كبيرة لمناقشة القضايا الجادة وتقديم الأعمال الهادفة، وترحب بالتعاون مع جميع المنتجين وأصحاب الأفكار المستنيرة لتقديم أعمال تليق باسم ومكانة مصر، لذا فإن التعاون بين الشركتين يساعد على تطوير الصناعة الجيدة، ويسهم فى الحفاظ على القوة الناعمة التى تتميز بها مصر عن باقى الدول العربية.

■ ذكرت منذ قليل أعمال الـ«أوف سيزون».. ما رأيك فيها؟

- أنا بطبعى لا أنافس أحدًا.. وليس بجديد علينا كـ«مجموعة فنون مصر» الوجود فى السوق وإنتاج الأعمال الدرامية طوال العام، فمنذ انطلاق الشركة ونحن غير ملتزمين بموسم معين للوجود، وحققنا نجاحات غير مسبوقة بأعمال تعيش فى وجدان الجمهور ويطالب بعرضها من فترة لأخرى، ولم تُعرض فى رمضان، مثل: «قيد عائلى، والأب الروحى، والطوفان، ونقل عام».

وفى ظل وجود «المتحدة للخدمات الإعلامية» والتعاون المثمر مع شركات الإنتاج، نجد حالة توهج درامى وتطورًا ملموسًا طوال العام، إلى جانب تنوع ما بين الأعمال الاجتماعية والرومانسية والتشويقية.

■ وماذا عن الشراكة مع الفنان والمنتج محمد محمود عبدالعزيز؟

- محمد محمود عبدالعزيز أخ وشريك عُمر وصديق، وهو ودود وأصيل ابن أصول، يفصل تمامًا بين وجوده كمنتج وممثل فى العمل، لدرجة أن عندما يأتى أحد إليه من فريق العمل فى موقع التصوير لحل أزمة أو ما شبه ذلك، يرفض التدخل ويقول له نصًا: «كلم منتج العمل»!.

دائمًا ما يقدم تنازلات من أجل إظهار أبطال العمل، لدرجة أنه أحيانًا يطلب «تصغير» مساحة دوره من أجل زيادة مساحة للآخرين، على سبيل المثال، «محدش خد باله» أن تتر «ملف سرى» كل الأبطال سبق اسمهم «النجم» ما عدا هو، فقد رفض أن يسبق اسمه عبارة «النجم»، وقال: «أنا بسعى حاليًا كى أكون نجمًا».

هو رجل صريح لديه رقى، وأحترمه كثيرًا، ولا يعتمد على اسم والده النجم الكبير الأستاذ محمود عبدالعزيز، وأتمنى أن يديم الله بيننا المحبة والصداقة والشراكة والعِشرة الطيبة.

■ هل هناك أجزاء جديدة من مسلسل «الأب الروحى»؟

- عندما بدأنا فى إنتاج مسلسل «الأب الروحى» أعلنا عن أنه سيكون ٥ أجزاء، والحمد لله حقق الجزءان الأول والثانى نجاحًا ساحقًا، ومن المفترض عقد جلسات عمل لوضع خطة لتقديم باقى الأجزاء بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال الفترة القليلة المقبلة.

■ ما الخطة الدرامية للشركة خلال الفترة المقبلة؟

- من المقرر أن نشارك فى رمضان المقبل بعملين دراميين، إلى جانب التحضيرات لباقى أجزاء «الأب الروحى» كما قلت سابقًا، بالإضافة إلى عمل درامى جديد سيُعرض فى الموسم الدرامى الشتوى.

■ أخيرًا.. ألا تفكر «فنون مصر» فى خوض تجربة الإنتاج السينمائى؟

- فى الآونة الأخيرة بدأنا كشركاء التفكير فى ذلك الأمر، لكنه يحتاج إلى دراسة محكمة، وهناك أكثر من مشروع سينمائى، ومن الوارد أن نبدأ فى تنفيذ واحد منها خلال الفترة المقبلة، لكن الموضوع متوقف على دراسة السوق بشكل جيد.

إن شاء الله هناك مشروع سينمائى «ضخم جدًا»، وأتوقع أنه سيحدث «طفرة» فى عالم السينما على المستويات كافة، سواء التقنية أو القصة والشخصيات والإخراج، يحضر له شريكى الفنان محمد محمود عبدالعزيز مع المخرج الكبير عادل أديب، وأتمنى أن يكون باكورة إنتاج الشركة سينمائيًا، والتوفيق من الله فى كل الأمور المستقبلية.

كيف يمكن للمنتج أن يطوّر من نفسه ومشروعاته من وجهة نظرك؟

- أولى الخطوات التى تُنجّح أى مشروع هى الانطلاق فى تحقيق الأفكار والأهداف التى يفكر فيها كل منا، والخروج بالأفكار التى تسمى «خارج الصندوق»، بشكل يساعد فى جنى الأرباح، فالكثير من المنتجين أو الصنّاع يكون لديه الكثير من الأفكار الفعالة الإيجابية، لكن لا يعرف كيفية استغلالها بطريقة صحيحة.

لذا يجب أن يتميز كل منا فى منطقته، ويعمل على دراسة مشروعه، فعند التفكير فى فتح مشروع معين، ينبغى دراسته بالكامل، وإعداد دراسة جدوى ناجحة، تهدف إلى دراسة السوق والمنافسين والتكاليف، وغيرها من الأمور المهمة، ثم تقديم المنتج أو الخدمة بالشكل الذى يخدم الزبائن وجميع فئات المجتمع.

وبتلك المناسبة دعينى أقول لكِ إننى أعتبر نفسى «شيف»، قبل طرح أى منتج ينبغى التعرف على المواصفات التى يرغب فيها العملاء من هذا المنتج، ثم تقديم «توليفة» و«حبكة» تجذب المشاهد وتجتمع عليها الأذواق المختلفة، لأن كل هذه الخطوات تسهم فى نجاح المشروع.