رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تزوجا بسبب روايته».. إبراهيم عبد المجيد يروي حكايات «لا أحد ينام في الإسكندرية»

الروائي إبراهيم عبد
الروائي إبراهيم عبد المجيد

"وأنا باكتب رواية لا أحد ينام في الإسكندرية، من خمسة وعشرين سنة كانت لما تحصل غارة في الرواية من الألمان وينزل السكان المخبأ فيهم مسلمين ومسيحيين يبدأ المسلم يرتل من القرآن والمسيحي من الإنجيل، وطبعا شفهي ولأنهم بيتكلموا مع بعض فطبيعي تسمع جملة من دا وجملة من دا ودا فنيا حبيت أنقله".

سرد الروائي إبراهيم عبد المجيد عبر صفحته الخاصة بموقع "تويتر"، أحد المواقف الإنسانية التي حصلت إثر نشر روايته "لا أحد ينام في الإسكندرية"، لافتًا إلى أنه كتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، أبانا الذي في السماء، الحمد لله رب العالمين، لا تدخلنا في تجربة، وبه نستعين، ونجنا من الشرير".

في آخر أحداث الرواية قتل "دميان" وصديقه "مجد الدين" الذي انفجر بكاء عليه فبدأ يقرأ سورة "الرحمن"، فدخل فيها اسم "دميان" فبدأ يقرأ : "الرحمن خلق الإنسان، علمه البيان، دميان دميان، الشمس والقمر بحسبان، دميان دميان، والنجم والقمر يسجدان، والسماء رفعها ووضع الميزان، دميان دميان".

أكد عبد المجيد أن الناشر الراحل مصطفى نبيل، رئيس تحرير روايات الهلال، استسمحه أن يضع أقواسًا على العبارات المسيحية أو المسلمة، فوافق "عبد المجيد" تداركًا لسوء الفهم.

وحكى، أن أحد النقاد كتب عن الرواية أن "عبد المجيد" خلق نصا معبرًا عن التسامح.

ونُشرت رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية" عام 1996، ونالت حفاوة نقدية لافتة، ويروي إبراهيم عبد المجيد أن الرواية حققت رواجا بين القراء وبيع منها آلاف النسخ، ثم صدرت عن خمس دور نشر بجانب عمليات التزوير المتعددة، إضافة إلى أنها تُرجمت للغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

واختيرت الرواية ضمن أفضل مائة رواية في تاريخ البشرية من موقع "ليست ميوز"، يقول عبد المجيد: "طبعا حكايات القراء معاها تعمل كتب، لكن من أجملها ساعتها صحفي شاب قال لي وهو سعيد إنه قرأ لصديقة ليه المقاطع اللي تحت الغارات دي في التليفون، والمشهد الأخير لبكاء مجد الدين علي دميان فقالت له أنت كافر أنت والكاتب".

أرسل الصحفي الشاب الرواية لصديقته لتقرأها وتطورت علاقتهما وتزوجا وكان الصحفي سعيدًا للغاية.

وحكى عبد المجيد لـ "الدستور"، أن الرواية دار حولها العديد من الحكايات الإنسانية، إذ وصلته خطابات عديدة من القراء الأجانب : "في سيدة سويدية التقتني وقالت لي، نحن نصلي لك، وحاليًا في الإسكندرية المرشدة السياحية زهراء عوض تصطحب بعض السياح لعمل جولة سياحية في أماكن الرواية".

الناقد الراحل علي الراعي كتب في "الأهرام" 1997 أن إبراهيم عبد المجيد يحاول أن يعمق في روايته أثر شعار "الدين لله والوطن للجميع، لكن أولاد الحرام يحبون أن يشعلوا الفتنة خصوصا في الأحياء الفقيرة مثل حينا"، فتداخل الدعاء المسيحي إلى الله مع الدعاء الإسلامي أثناء غارة كبيرة على الإسكندرية.

وأشار الراعي إلى أن أعمق تناول للعلاقة بين المسلمين والأقباط اتخذ شكلا أكثر نضجًا وإقناعًا، حين تقع "كاميليا" الشابة الفاتنة ابنة "الخواجة ديمتري" في غرام رشدي الشاب المسلم الرقيق الواسع الثقافة، الشاعري المزاج الذي يدخلها إلى عوالم من الأدب والجمال لم يتأت لها أن تدخلها من قبل.

وأكد الراعي أن رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية" رواية وافرة ما فيها من مادة قصصية يصلح لأن يكون مادة لروايتين آخرين على الأقل.