رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ جامعي يتهم أمل دنقل بالسرقة.. وشعراء يردون

أمل دنقل
أمل دنقل

أثار الشاعر الكبير فتحى عبد السميع قضية خطيرة، عندما أشار إلى ما كتبه أستاذ جامعى يدرس الأدب العربى، اتهم فيها الشاعر أمل دنقل بسرقة القصيدة الشهيرة "لا تصالح" موضحا في ادعائه أن القصيدة تعود إلى قصيدة نفثها كليب أثناء مقتله على يد جساس بن مرة حيث كتب على الصخور عشرة ابيات بإصبعه المغموسة في دمائه، لم يقف الامر عند هذا الحد بل أخذ  يهاجم جميع المبدعين الرموز المجددين فى العصر الحديث بدء من  بيرم التونسى إلى شعراء قصيدة النثر  في التقرير التالي نرصد ردود فعل المثقفين والنقاد والشعراء المصريين تجاه ما حدث.

فتحي عبد السميع 

وكتب الشاعر فتحي عبد السميع  عبرصفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك  مؤكدا أنه "لا يدافع عن أمل دنقل وعبد الصبور والسياب والماغوط وغيرهم من رموز الإبداع، لقد تركوا بصمات قوية ورحلوا، وسوف نجد من يحتفي بهم  ويمنحهم حقهم دائما 

وتابع "أدافع عن المجتمع، عن حاجتنا نحن إلى رموزنا، نموت جميعا كأفراد، ويبقى المجتمع حيَّا في جهودهم الثقافية، رموزنا أرواحنا، ومن الجرم صمتنا على طمسها أو تشويهها بدون سند علمي.

ولفت عبد السميع إلى أنه “يدافع عن أولادنا وهم يدفعون ثمنا باهظا بسبب سوء استخدام سلطة الأستاذ الجاهل أو معدوم الضمير، لا يجب أن تتحول مؤسساتنا لخدمة أهواء الأساتذة دون حسيب أو رقيب”. 

جامعاتنا هي الرغيف الذي يمنحه الفقراء للعلم وفتْح الآفاق، لا لتحويل الأساتذة إلى أصنام والطلاب إلى عبيد، يجب أن نصاب بالجنون ونحن نجد رغيفنا يذهب لدعم الجمود والتخلف والانتقام المرضي من الرموز.

الشاعر أسامة البنا 

 الحديث عن أمل دنقل لن يتوقف

يقول الشاعر أسامة البنا "تابعتُ ما أثاره صديقنا الشاعر فتحي عبدالسميع، وما أثاره له جانبان. الأول يخص الشاعر أمل دنقل الشاعر الذي لا يحتاج منا أن ندافع عنه وأن نكذّب  سرقته. أمل خرج بين أجيال واعية وناضجة وقارئة بوعي، ومنهم من كان نتاجا لثورة 19 التنويرية بحق. 

وتابع البنا “أمل كان حوله لويس عوض ويحيى حقى وعبد القادر القط ويوسف إدريس وغيرهم كثيرون جداً”.

وتابع البنا “من يستطيع أن يسرق نصاً فى هذا المناخ.. كلنا يدرك أن مشروع أمل دنقل الشعري أساسه الموروث العربي، الذى استطاع أن يطوعه ويستدرجه لروحه وقصيدته الرافضة”.

ولفت البنا إلى أن “أمل دنقل استوعب جدا التاريخين العربي والإسلامي وهناك فاصل كبير بينهما وبنى عليهما رؤيته للحظات التاريخية /السياسية التى عاصرها ، من نكسة وانكسارات ما بعد النكسة ، للإنتصار المنقوص الذى رآه، لاتفاقية السلام وغيرها.. أعتقد أن أمل دنقل لا حتاج من يثور له ليدافع عنه بقدر احتاج الأجيال لقراءة أو إعادة قراءة أمل لتدرك عظمة ما فعله على المستويين الفني الشعري فى زمنه والمواقف الشامخة التى نستدعيها جميعا ما بين حين وآخر”.

وختم البنا "أما الجانب الآخر الذى يخص أستاذ النحو الجامعي الذى يعتبر أن الشعر أنهى مهمته برحيل جيل أحمد شوقي، فلا يجب أن تنوقف عنده كثيراً حتى لا نصنع له تواجدا لا يستحقه. لكن على الدولة ووزارة التعليم العالي أن تعيد النظر فى فوضى الدرجات العلمية التى سارت سلعة لمن يدفع وتحولت لقص ولصق بلا حراك علمي حقيقي، فى المقابل تخريج أجيال من الجامعات بلا منتج ذهني لإنه خرج على يد أستاذ جاهل كل ما يهمه كلمة (دكتور).

الكاتب الصحفي والشاعر يحيي عبد العظيم 

ومن جانبه قال الشاعر والأكاديمي دكتور يحيي عبد العظيم "مازال تاريخنا العربي قديمه وحديثه مؤلما موجعا؛ ومازال الألم يضربنا في مقتل عندما نتكلم عن قصيدة أمل دنقل "لا تصالح"؛ وهل هي خالصة له، أو أنه سرقها من شعر مزعوم لكليب، فإن الأمر الآكد أنه ليس هناك شعر يمكن أن يعتدَّ به لكليب؛ غير أن مؤرخي الأدب والعاملين في حقل الدراسات الأدبية؛ لم تَفُتْهُمْ قصيدة جليلة بنت مرة زوجة كليب، وأخت جساس قاتله. تلك القصيدة التي رسخت في الوجدان الجمعي العربي صراعها النفسي بين أخيها القاتل وزوجها القتيل".

وأشار عبد العظيم إلى أن "وبين مصطلحي "التضمين" قديما، والـ "التناص" حديثا، فإن أمل دنقل ككلنا من الشعراء؛ استفدنا، ونستفيد من الموروث الثقافي والإنساني كله، فكانت قصيدة "لا تصالح" علامة فارقة في شغاف قلوبنا خاصة أنها تزامنت مع "كامب ديفيد"، فكان لها أثرها الطاغي والمؤثر.

ولفت إلى ان "أما كونه سارقا لها، فما قرأته؛ ما هو إلا كلام يحتاج إلى إنعام النظر والإمعان فيه؛ لنصل إلى تلك الحقيقة ـ إن كانت حقيقة ـ لأن الشعر المنشور ـ شاهدا على سرقة أمل منه ـ ركيك متهافت؛ وكثير من كلماته تؤكد أنه منحول، وكتب بلغة غير لغة الجاهلية، وفيه توحيد للألوهية، وهو ما ينفي أنه شعر لكليب الذي كان يصارع الموت.

وختم عبد العظيم "ورغم ذلك، فإنني أرجو نشر قصيدته التي كتبها بدمه في لحظات موته الأخيرة على تلك الصخرة؛ لنقف عليها، فننتصف لكليب الصريع، أو نعيد الحق لـ "أمل دنقل" في أن قصيدته خالصة له، ولنا كعرب.

الشاعر كمال  عبد الرحيم 

من جانبه يقول الشاعر كمال عبد الرحيم  "تابعت مقالة الشاعر فتحي عبد السميع الذي يرد فيها على ما ادعاه أحد النقاد الأكاديميين حينما اتهم شعراء التفعيلة وقصيدة النثر باللصوصية بل جاوز هذا حينما اتهم بعضهم بالعمالة.

لم يسلم أحد من شعراء التفعيلة من الاتهام بالسرقات الأدبية، فلقد اتهم ذلك الأكاديمي الشعراء أمل دنقل وصلاح عبد الصبور وحجازي كذلك اتهم الجواهري والسياب ،كذلك اتهم رواد قصيدة النثر مثل محمد الماغوط  بالعمالة.

اتهم الأكاديمي الشاعر أمل دنقل بسرقة القصيدة الشهيرة "لا تصالح" موضحا في ادعائه أن القصيدة تعود إلى قصيدة نفثها كليب أثناء مقتله على يد جساس بن مرة حيث كتب على الصخور  عشرة ابيات بإصبعه المغموسة في دمائه.

وكما ذكر الشاعر فتحي عبد السميع :ليس هناك مصدر في كتب التراث يدل على صدق ذلك الإدعاء الذي ورد على لسان أحد الأكاديميين، وربما اتكأ ذلك الأكاديمي على التراث الشعبي الذي يتناول قصة الزير سالم وهو الشاعر مهلهل بن أبي ربيعة. لا تصالحْ.

الشاعر والناقد محمد على عزب 

ويشير الكاتب والناقد محمد علي عزب إلى ان الاستاذ الاكاديمي الذي ادعى بان أمل دنقل سارق " تحدث بأسلوب فظ لا يتناسب مع استاذ جامعي، لا يمتلك اي قدر من الموضوعية، تطاول وعنهجية وسب وقذف واتهام بالعمالة والسرقة، وتأتي منشوراته عبارة وصلات من السب والتطاول والعنهجية، ولأنه استاذ جامعي وله تلاميذ فلابد أن يتقدم الأدباء بمذكرة للجامعة التي يدرس فيها هذا الأكاديمي للتحقيق معه وإيقافه عند حده، المسألة تخطت حرية الرأي والرفض. 

ويؤكد العزب على أن "نحن لا ندافع عن دنقل أو الماغوط أو البياتي أو صلاح عبد الصبور، ولا نرفعهم فوق النقد، ولكن نود أن نضع الأمور في نصابها، وأن يلتزم كل صاحب قول بالموضوعية في طرحه وأن نفرق بين النقد وبين السب، والتطاول والعنهجية، اتهامات بالسرقة والعمالة والجهل لجميع رواد شعر التفعيلة وقصيدة النثر دون استثناء

وختم العزب “لا بد أن يتخذ الأدباء موقفا من هذا الأكاديمي بتقديم مذكرة موقعة من أكبر قدر من أدباء مصر إلي كلية الآداب جامعة المنوفية وتحويل هذا الأكاديمي للتحقيق”.