رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المستريح» فى حياة «النجيب»: باع التراب للناس على أنه من قبر النبي

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

ألقت الأجهزة الأمنية بأسوان خلال اليومين الماضيين القبض على المتهم مصطفى البنك الشهير بـ"مستريح أسوان" بعد استيلائه على قرابة ملياري جنيه.

مستريح أسوان كان يعمل سائق “توك توك” لكنه تحول مؤخرًا لتجارة المواشي، ووعد مئات المواطنين.

وتعد ظاهرة "المستريح" لها جذورها التاريخية في تاريخنا الاجتماعي، بدءاً من صديق طفولة نجيب محفوظ في ثلاثينيات القرن الماضي الذي باع التراب للناس في صعيد مصر على أنه من قبر النبي، إلى قصة صاحب شركة الاستثمار العقاري الذي نصب عليه في فلوس إحدى الجوائز مما تسبب في حزنه لدرجة انه أصيب بسبب هذه الواقعة بمرض “السكري”.. عن المستريح في حياة نجيب محفوظ إليكم القصة كاملة في السطور التالية:

صديق الطفولة الذي تحول إلى مستريح في صعيد مصر: "باع التراب على أنه من قبر النبى"

تحت عنوان "شخصية غريبة" كشف أديب نوبل نجيب محفوظ أثناء حديثه إلى الكاتب جمال الغيطاني عن قصة صديق الطفولة أثناء تواجده في منطقة الجمالية والذي تحول إلى مستريح في صعيد مصر بعد إن قام ببيع التراب لأهالي صعيد مصر على أنه تراب من قبر الرسول "ص"، وهو ما نشر ضمن صفحات كتاب "نجيب محفوظ يتذكر" لـ"الغيطاني".

عن هذه القصة؛ يقول نجيب محفوظ :" لقد كان شخصاً مغامراً، عمل مع والده فى مجال العطار بالجمالية، وعندما جاءت أزمة الثلاثينيات هجر أباه، اختفى، راح يلتقط رزقه من الصعيد، كان جرئياً جداً، أطلق لحيته، وقال إنه قادم من المدينة المنورة وباع التراب للناس على أنه تراب من قبر النبي، وكان يعالج الناس، وكانت له أحداث عديدة، فى إحدى المرات أحدث نزيفاً لرجل أثناء خلع لضرسه، وهرب من البلدة، كان بائعاً جيداً برغم ذلك، ثم تزوج ، واستقر به الحال، كان بورمجى تمام".

 مرض بالسكر بسبب تعرضه للنصب من "مستريح صاحب شركة عقارات"

واقعة ثانية تكشفها هدى نجيب محفوظ، المعروفة إعلامياً بـ “أم كلثوم”، عن قصة “مستريح” آخر قام بالنصب على نجيب محفوظ مما تسبب في أنه أصيب بمرض "السكري" بسبب هذه الواقعة .

على الرغم من أنه توفى عن عمر الـ “95” عاما، إلا أن صحة النجيب لم تكن على ما يرام، ولأن الأدباء عادة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، إلا أن مرض نجيب محفوظ بالسكر لم يكن نتيجة ضغوط الكتابة وظروفه الحياتية، وعن ذلك تقول ابنته لـ“الدستور”: "في شبابه حصل على إحدى الجوائز من مصر لم أتذكر ما هي، وكانت قيمتها المالية كبيرة في هذا التوقيت، وفكر أبى أن يحصل على قطعة أرض لبنائها على كورنيش المعادى، وبالفعل ذهب إلى أحد شركات الاستثمار في الأراضي ودفع كل فلوس الجائزة مقابل شراء قطعة الأرض على كورنيش المعادى، وبعد أن اشتراها وعند ذهابه بعد ذلك لتسلم قطعة الأرض مر والدي على مقر الشركة لكي يذهب معه أحد مندوبيها لتسلمها إلا أن والدي تفاجأ بغلق الشركة واختفاء أصحابها، وبالتالي ذهبت أموال الجائزة، وهو ما تسبب فى حزن والدي وإصابته بمرض السكري، وهو المرض الذي لازمه حتى وفاته وتمكن منه للدرجة التي كانت تقول عنه أمي “السكر هد أبوكي”.