رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المركزى» يرصد تحركات أسعار البترول والأسهم العالمية

البترول
البترول

أظهرت النشرة الدورية الصادرة عن البنك المركزي، تراجع أسعار الأسهم الأمريكية، خلال الأسبوع المنقضي، حيث شهدت الأسواق تقلبات واضحة، لتنهى تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف، على خلفية زيادة التوقعات بحدوث دورة حادة من تشديد السياسة النقدية، وفي ظل وجود مخاوف من الركود الاقتصادي.

بدأت الأسهم الأمريكية تعاملات الأسبوع الجاري على ارتفاع بفضل ظهور المستثمرين الذين اتجهوا لشراء الأسهم بالأسعار المنخفضة التي شهدتها الأسواق بعدما سجلت الأسهم الأمريكية أسوأ أداء شهري لها خلال شهر أبريل منذ بداية وباء كورونا، إلا أن الأسهم الأمريكية خسرت مكاسبها السابقة يوم الأربعاء عقب قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. 

وعلى الرغم من ذلك، تمكنت الأسهم من تعويض كل خسائرها مرة أخرى خلال انعقاد المؤتمر الصحفي للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، إذ أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P تداولات هذا اليوم على ارتفاع بنسبة 3% "أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ مايو 2020" بعدما بدد باول التكهنات برفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس في الاجتماعات المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، لم تدم مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز الناجمة عن تصريحات باول كثيرًا، إذ انخفض المؤشر بنسبة 3.6% يوم الخميس بعدما بدأ المتداولون في إعادة تقييم نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وجاء التراجع مصحوبًا بانتشار حالة من الخوف في الأسواق بشأن سيناريو حدوث ركود اقتصادي، علاوة على ذلك، عزز تقرير الوظائف الأخير الصادر يوم الجمعة توقعات الأسواق باستمرار الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية لمكافحة ارتفاع التضخم، وهو الأمر الذي أدى إلى تزايد الضغط على أداء الأسهم.

 وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P تداولات هذا الأسبوع على انخفاض بنسبة 0.21%، منخفضا للأسبوع الخامس على التوالي، ليسجل بذلك أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ 2011، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.24% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أوائل مارس. وفي هذه الأثناء، هبط مؤشر ناسداك المركب لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى بنسبة 1.54% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020 مع تراجع أداء أسهم قطاع التكنولوجيا والقطاعات المرتبطة بالنمو. 

تجدر الإشارة إلى أن مؤشري داو جونز وناسداك قد سجلا في يوم الخميس أكبر انخفاض يومي لهما منذ عام 2020. وفي الوقت نفسه، تراجع معدل تذبذب وتقلبات الأسواق نسبيًا حيث انخفض مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 3.21 نقطة ليصل إلى 30.19 نقطة، لكنه تمكن من البقاء فوق متوسطه منذ بداية العام وحتى تاريخه والبالغ 26.27 نقطة. 

يذكر أن مؤشر VIX ظل غالبية الوقت فوق مستوى الـ30 نقطة خلال الأسبوعين الماضيين؛ وهو مستوى ارتبط منذ فترة طويلة بارتفاع درجة عدم اليقين والقلق الشديد بين المتداولين.

في أوروبا، تراجع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 4.55%، مسجلاً أكبر انخفاض أسبوعي في تسعة أسابيع وسط تخوفات الأسواق من أن البنوك المركزية قد تحتاج إلى تكثيف جهودها لمواجهة التضخم المتزايد، مما قد يؤدي إلى المخاطرة بالنمو الاقتصادي. مشيرة إلى أن الإغلاق في الصين والصراع في أوكرانيا زادا من حالة عدم اليقين.

وسارت المؤشرات الأوروبية على نفس المسار حيث انخفض مؤشر داكس الألماني DAX (-3.00%)، ومؤشر FTSE MIB الإيطالي (-3.20%)، وCAC 40 الفرنسي (-4.22%)، ومؤشر FTSE 250 البريطاني (-4.29%)، لتغلق جميعها على انخفاض.

بالانتقال إلى الأسواق الناشئة تراجع مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 4.15% بعد انخفاضه في كل جلسة خلال الأسبوع ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، وفي بداية الأسبوع، انخفض المؤشر حيث لم تظهر بكين أي مؤشرات تدل على بدء تخفيف الإجراءات الاحترازية الخاصة بانتشار وباء كورونا، و بسبب تحول تركيز المستثمرين نحو اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث توقع غالبية المشاركين في السوق تشديدًا قويًا للسياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي على الرغم من أن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة كان ينظر إليه على أنه أقل حدة عكس المتوقع من قبل العديد من المشاركين في السوق، استمر المؤشر في تكبد خسائر فادحة حيث يتوقع المستثمرون أن يواصل صانعو السياسة رفع أسعار الفائدة من أجل احتواء التضخم.

على صعيد أسعار البترول، أكد المركزي على ارتفاع أسعار النفط بنسبة 2.79% لتستقر عند 112.39 دولارًا للبرميل بعد أن أظهر الاتحاد الأوروبي نيته في التخلص التدريجي من واردات النفط الروسي، واقترح رئيس الاتحاد الأوروبي فون دير لاين خطة يوم الأربعاء لحظر واردات النفط الروسي، ما يمنح الدول الأعضاء ما يصل إلى ستة أشهر للتخلص التدريجي من مشتريات الخام الروسي حتى نهاية العام لوقف شراء جميع أنواع المنتجات النفطية المكررة. 

تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط قفزت يوم الأربعاء بنسبة 5% تقريبًا بعد انخفاضها في بداية الأسبوع بسبب المخاوف بشأن توقعات الطلب نتيجة طول فترة الإغلاق في الصين.