رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أذكريني معارضة فنية لفيلم شادية

«لا تذكريني».. لماذا شنت لبنى عبد العزيز حملة صحفية ضد شادية؟

لبني عبد العزيز وشادية
لبني عبد العزيز وشادية

عن قصة للكاتب يوسف السباعي، شهدت دور العرض المصرية في العام ١٩٥٩ العرض الأول للفيلم الروائي الطويل “بين الأطلال”، من بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، صلاح ذو الفقار، وسميحة أيوب، ومن إخراج عزالدين ذو الفقار.

تدور أحداث الفيلم حول الفتاة اليتيمة “منى” والتي تعيش في كنف عمها، وتقع في غرام الكاتب الشهير “محمود”، وهي العلاقة التي يرفضها الجميع من حولهما نظرا لفارق السن بينهما، والأهم أن “محمود” متزوج. إلا أن ومع تطور أحداث الفيلم توفيت “أمينة” زوجة محمود، إثر ولادتها، خاصة وأن حالة قلبها لم تكن لتتحمل متاعب الحمل والولادة، تنفصل منى عن زوجها وتتعهد بتربية “منى” ابنة حبيبها محمود، وتترك زوجها وابنها “كمال”، والذي تلتقيه في نهاية أحداث الفيلم عندما يتقدم لخطبة منى ابنة محمود.

ــ شادية تقدم معارضة فنية سينمائية لــ “بين الأطلال”

بعد عرض فيلم بين الأطلال بعامين، تستقبل دور السيما المصرية العرض الأول لفيلم “لا تذكريني”، تحديدا في العام ١٩٦١، عن قصة للفنان محمود إسماعيل، ومن أشهر أدواره دور “سلطان” في فيلم “سمارة. قام ببطولة الفيلم كل من: شادية، عماد حمدي، حسين رياض، يوسف فخر الدين، ولبني عبد العزيز الذي أدت دور ”نوال" ابنة شادية.

تدور أحداث الفيلم حول “ناهد” وقامت بالدور الفنانة شادية، زوجة شابة لطبيب في مقتبل حياته العملية، لكن طموحاتها كبيرة، دائمة الشكوى من إنشغال زوجها بعمله، وحينما يؤكد عليها المرة بعد الأخرى أن عليه أن يجتهد في عمله ليحقق لها أحلامها ورغباتها تخبره عن فلانة وعلانة من صديقاتها وما أشترين من ملابس ومساكن راقية وسيارات غالية.. ألخ.

في ذلك الوقت كانت ناهد على علاقة بـ"وجيه" وقام بالدور الفنان أحمد لوكسر، والذي كان يعدها بالثراء ورغد العيش شريطة أن تترك زوجها وهو ما كان. إلا أن ناهد تكتشف أن وجيه يستخدمها في صفقاتها التجارية، حتى أنه تنازل عنها لـ “الباشا” وقام بالدور حسين رياض مقابل أن يمرر له بعض التوكيلات التجارية، فما كان من ناهد إلا أن دخلت في علاقة مع الباشا نفسه، لتصير سيدة مجتمع فاسدة تؤلف الوزارات وتقيل الوزراء وتعقد الصفقات المشبوهة.  

 ــ عندما هاجمت لبنى عبد العزيز شادية

تتوالي الأحداث حيث تظهر ابنة ناهد “نوال” وقامت بالدور الفنانة لبني عبد العزيز، وقد صارت محررة صحافية، تطارد سيدة الأعمال والمجتمع وصفقاتها المشبوهة ــ والدتها ــ ناهد، وعندما تنجح نوال في تصوير اجتماعات ناهد في قصرها والصفقات التي تعقدها باسم الباشا والفساد الذي تمارسه، تغضب وتذهب إلى الجريدة التي تعمل بها نوال لتفاجئ بأنها ابنتها التي تركتها وهي طفلة صغيرة.

تفيق ناهد من غفلتها لكن بعد فوات الآوان، حيث يطردها الباشا من قصره ويسلبها أموالها التي جمعتها من الصفقات المشبوهة، خاصة بعدما استبدلها بفتاة أخرى أصغر سنا منها، لتنتهي حياة نوال مدمنة للمورفين، ضائعة بلا أهل ولا سقف بيت يحميها.

وعندما تتصل بزوجها الدكتور حمدي وهي في المستشفى بين الحياة والموت، لتطلب منه أن يسامحها ويصفح عنها، وهو ذات اليوم الذي كانت ابنتها نوال تزف فيه إلى عريسها “يوسف” وقام بالدور يوسف فخر الدين، وتطلب منه أن تسمع صوت ابنتها نوال لآخر مرة، وبالفعل عندما يهاتف حمدي ابنته ليعتذر عن تأخره عن حفل الزفاف، نظرا لإنشغاله بحالة مريضة بين الحياة والموت ــ ناهد ــ ويخبرها بأمنيتها الأخيرة بأن تعتذر لها بنفسها عن تأخير والدها عنها في ليلة عرسها، لتدعو لها نوال بالشفاء، لكن ناهد تكون قد لفظت أنفاسها الأخيرة.  

في هذا الفيلم ــ لا تذكريني ــ يعد معارضة فنية لفيلم فاتن حمامة “بين الأطلال”، فبينما تركت منى بطلة بين الأطلال ابنها لتربي ابنة حبيبها محمود، قامت بعمل نبيل، فطفلة محمود كانت بلا أهل ولا رعاية خاصة بعد وفاة والدها ووالدتها وتعرضت لليتم والحرمان من العطف والحنان والرعاية، وهو ما عانت منه منى وهي صغيرة، فكانت الأكثر إحساسا وشعورا بحال هذه الطفلة اليتيمة. أما ابنها فكان في رعاية والده فضمنت أنه سيلقي الحب والعطف بعكس منى ابنة محمود.

أما فيلم “لا تذكريني” فبطلته ناهد تخلت عن طفلتها الوحيدة لا لشيئ سوى أطماعها وطموحاتها الأنانية، تركت ناهد ابنتها نوال بلا عطف الأم وحنانها، لتصبح سيدة مجتمع ذات جاه وثروة وسلطة ونفوذ، فكانت نهايتها تليق باختياراتها الأنانية، بعكس منى بطلة “بين الأطلال” والتي اجتمع شملها بين ابنها وابنتها فعاشت في سلام ومحبة.

ــ ونجلاء فتحي تعارض “شادية” وتقدم فيلم “أذكريني”

الطريف في الأمر أن دور السينما المصرية، تستقبل في العام ١٩٧٨، إنتاج جديد لقصة يوسف السباعي بين الأطلال، تحت عنوان “أذكريني”، وتقوم فيه نجلاء فتحي بدور “منيى” والذي كانت قد قدمته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من قبل. وشاركها البطولة الفنان محمود ياسين، يوسف شعبان، زيزي البدراوي، حياة قنديل، مشيرة إسماعيل، وخالد زكي. كتب السيناريو للنسخة الجديدة من الفيلم يوسف السباعي وأخرجه هنري بركات، ونفس أحداثه هي أحداث فيلم بين الأطلال.