رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد حسن الزيات.. صاحب «الرسالة» (بروفايل)

أحمد حسن الزيات
أحمد حسن الزيات

54 عاما مرت على وفاة الأديب أحمد حسن الزيات، إذ رحل عن عالمنا في 12 مايو لعام 1968، عن عمر ناهز الـ83 عاما، فكان أحد الأعلام الذين أنجبهم الريف المصري، فهو ابن قرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، لأسرة متوسطة الحال تعمل بالزراعة.

بدايته كانت كأي طفل ريفي تلقى تعليمه في كتاب القرية فحفظ القرآن الكريم وتعلم الكتابة، إلى أن أرسل إلى  أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة، ثم التحق بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وظل فيه عشر سنوات، وتلقى أثنائها علوم الدين واللغة العربية، إلا أنه كان يفضل الأدب فتعلق بدروس الشيخ سيد علي المرصفي الذي كان يدرس الأدب في الأزهر، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي، أحد أعلام اللغة العربية البارزين آنذاك.

لم يكمل "الزيات" دراسته بالأزهر، لالتحاقه بالجامعة الأهلية فكان يدرس بها مساء ويعمل صباحا بالتدريس في المدارس الأهلية، والتقى في عمله بالعديد من رجال الفكر والأدب في عصر النهضة، مثل: العقاد، المازني، أحمد زكي، ومحمد فريد أبوحديد، كما اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليعمل رئيسا للقسم العربي فيها عام 1922، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلا، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة 1925، ثم اختير أستاذا في دار المعلمين في بغداد عام 1929، فترك العمل في الجامعة الأمريكية وانتقل إلى هناك.

لم يدم "الزيات" طويلا في التدريس، فبعد عودته من بغداد عام 1933، اتجه للصحافة والتأليف، وأصدر مجلة "الرسالة" التي لعبت دورا كبيرا في الحركة الثقافية الأدبية بمصر، واستمر صدورها قرابة العشرين عاما، إذ كانت مدرسة أدبية ومجالا لظهور كتاب وشعراء من الجيل الجديد بنوا شهرتهم على صفحاتها.

لم تكن "الرسالة" المجلة الوحيدة التي أصدرها الزيات، لكنه أصدر بعد ذلك مجلة "الرواية" التي استمر صدورها عامين، وكانت تختص بالقصة القصيرة أو الرواية المطولة تنشرها مسلسلة، وكتب فيها كبار القصصيين، وكانت تشجع الشباب وبينهم الأديب نجيب محفوظ، وكانت أول قصة نشرها بعنوان "ثمن الزوجة"، ثم أُدمجت "الرواية" بالرسالة، وأخيرا اضطر "الزيات" إلى التوقف عن إصدار "الرسالة الرواية" بسبب الظروف الاقتصادية، وتولى رئاسة مجلة الأزهر.

بعد تأميم الصحافة في مصر، حاولت وزارة الإرشاد القومي إحياء "الرسالة" وعينت "الزيات" رئيسا لتحريرها مرة أخرى، لكن المحاولة لم تنجح لأسباب متعلقة بالصحافة حينها، إذ اتجهت وجهات جديدة.