حكايات فتيات تنازلن عن الشبكة.. ماذا حدث لهن؟

حين جمعت قصة حب بين إنجي وزوجها الحالي لم يكن شيء سيمنعهم من ذلك، حتى سوء الأحوال المادية له، والذي لم تأبه له الفتاة بالرغم من إصرار أهلها على رفضه إلا أنها واجهت إصرارهم بتمسك أكبر.

تقول: «كان يعمل عامل في مصنع باليومية وتمسكت به إلى أن أصبح مدير شيفت وله راتب، بالرغم من أنه قليل إلا إنني تمسكت به، وحين أتى إلى والدي رفضه بشده بسبب ظروفه، إلا إني تمسكت به لدرجة تنازلي عن الشبكة وقت الاتفاق على الزواج».

تضيف: «انتقدني الجميع فلا توجد فتاة تتزوج بلا شبكة ومهر وغيره من لوازم الزواج، إلا أن حبي له كان أكبر من التفكير في تلك الأمور المادية، لذلك واجهت كل رفضهم ذلك بتمسك أكثر منيّ له لأنه أحبني بصدق».

التنازل عن الشبكة

التنازل عن الشبكة، كان أمرًا مثيرًا للجدل خلال الفترة الأخيرة، إذ فجر تلك القضية الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق، الذي دعا إلى إلغاء الشبكة بعد الارتفاع المتتالي في أسعار الذهب.

وقال عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»: «بعد الارتفاع المتتالي لأسعار الذهب ليت الناس يرخصونه بالاكتفاء بدبلة كشبكة ومهر عند الزواج».

الإفتاء ترد 

وكان للإفتاء تعليقًا على ذلك الأمر إذ قالت: «إن الشبكة من المهر، والمخطوبة المعدول عن خطبتها ليست زوجة حتى تستحق شيئًا من المهر، وبناء على ذلك فإن الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون للخاطب إذا عدل الخاطبان أو أحدهما عن عقد الزواج، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة".

وأوضح مفتي الجمهورية، أن الهدايا تأخذ حكم الهبة في فقه المذهب الحنفي وهو الجاري العمل عليه بالمحاكم (وهو أحد الأقوال الفقهية المعتبرة وقد اختاره ولي الأمر رفعًا للخلاف)، والهبة شرعًا يجوز استردادها إذا كانت قائمة بذاتها ووصفها، ويجوز حينئذٍ للخاطب أن يطالب باسترداد الشَّبكَة والهدايا، وعلى المخطوبة الاستجابة لطلبه، أما إذا كانت الشَّبكَة أو الهدايا مستهلكة؛ كنحو أكل أو شرب أو لبس فلا تسترد بذاتها أو قيمتها؛ لأن الاستهلاك مانع من موانع الرجوع في الهبة شرعًا.

إنجي: «الشبكة هدية يحددها الزوج»

ذلك المنهج الذي اتبعته إنجي، إذ ترى أن الشبكة هي مجرد هدية من الرجل إلى المرأة ولا يجوز أن تطلبها هي منه أو تحدد لها سعر وقيمة: «هو الذي يحدد قيمة الهدية بما يتناسب مع ظروفه المادية».

خاضت إنجي معركة مع أهلها انتهت برضوخهم لرغبتها في الزواج بدون شبكة والاكتفاء فقط بالدبلة: «لم تنته قصتي بطلاقي أو ما شابه على العكس قدر لي زوجي ذلك الموقف وكل فترة كان يعوضني بهدية ذهب حتى اكتملت شبكتي بعد الزواج».

222 ألف عقد طلاق خلال العام 2020

بحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فهناك ارتفاعًا مستمرا في عدد حالات الطلاق السنوية في مصر خلال الفترة من 2008 وحتى آخر تقرير صادر عن معدلات الطلاق في 2020.

إذ أن إجمالي حالات الطلاق خلال العام 2020 وفق الجهاز المركزي بلغت 222 ألفًا و36 حالة طلاق متنوعة ما بين طلاق، وطلاق نهائي وخلع، بينما في العام 2019 كانت حوالي 225.9 ألف حالة، وفي 2018 بلغت حالات الطلاق 211.6 ألف حالة، وخلال 2017 بلغت 198.3 ألف حالة، وفي 2016 وصلت إلى 192.1 ألف حالة.

رباب: «لم أندم على التنازل عن الشبكة»

رباب.م، عشرينية، وإحدى الفتيات اللاتي تنازلن عن الشبكة وقت الزواج، وذلك قبل الارتفاع الشديد في أسعار الذهب خلال الوقت الحالي، لكونها من أسرة بسيطة وأرادت التيسير على الشخص الذي ترغب في الزواج منه.

تقول: «اكتفينا بدبلة فقط وكنت موافقة بشدة من اليوم الأول، وكذلك أهلي دعموني في ذلك الأمر لكوننا أسرة من الطبقة المتوسطة، وكذلك قام أبي بتسهيلات متعددة لزوجي الحالي في أمور الزواج كلها»

شقيقة رباب الكبرى تزوجت بشبكة تخطت الـ20 ألف جنيهًا، ورغم ذلك لم تنظر لها رباب واكتفت بدبلة فقط على قناعة تامة منها: «لم أندم على القرار بعد مرور عام على زواجنا بسبب حسن معاملة زوجي».

يذكر أن الذهب سجل اليوم عيار 21 نحو 1150 جنيها، أما عيار 18 سجل 985 جنيها، وعيار 24 سجل 1315 جنيها، وبلغت قيمة الجنيه الذهب 9200 جنيهًا.