رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ ظهور كورونا في العالم.. ماذا حدث في كوريا الشمالية؟

كوريا الشمالية
كوريا الشمالية

تعد كوريا الشمالية دولة فقيرة ذات نظام رعاية صحية ضعيف وخاضعة لعقوبات، ما يجعلها ضعيفة في حالة تفشي المرض. حيث تعتبر دولة معزولة دبلوماسيًا واقتصاديًا، تقع على حدود الصين، حيث نقطة انطلاق الوباء. 

ويرصد “الدستور” في التقرير التالي أبرز الأحداث في كوريا الشمالية منذ بداية انتشار فيروس كورونا في البلاد. 

حالات غير مؤكدة 

لم تُسجل حالات مؤكدة من كوفيد-19 في كوريا الشمالية، على الرغم من أن بعض المحللين الأجانب يعتقدون أن الفيروس انتشر في البلاد بحلول مارس 2020.

كما اتخذت حكومة كوريا الشمالية تدابير مكثفة، منها الحجر الصحي وقيود السفر، والتي وصفها موقع نورث 38 التحليلي الأمريكي بأنها ناجحة في احتواء الفيروس. في يوليو 2020، أبلغت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية (كيه سي إن أيه) عن حالة مشتبه بها من كوفيد-19 في كايسونغ، بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية. حسب وكالة الأنباء المركزية الكورية، أبدى الاختبار نتيجة «غير مؤكدة».

أمريكا تعلن تسهيل المساعدات

في عام 2020،  قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” من التأثير المحتمل لتفشي فيروس كورونا في كوريا الشمالية، وإنها مستعدة لتسهيل جهود منظمات المساعدات الأمريكية والدولية لاحتواء انتشار الفيروس هناك.

وقالت مورجان أورتاجوس، المتحدثة باسم الوزارة، بعدما دعا الصليب الأحمر إلى إعفاء عاجل لبيونجيانج من العقوبات للمساعدة في منع انتشار الفيروس: “نحن نؤيد ونشجع بقوة عمل المنظمات الإغاثية والصحية الأمريكية والدولية لمكافحة واحتواء انتشار فيروس كورونا في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.

وأضافت: “الولايات المتحدة مستعدة لتسريع الموافقة على المساعدات من تلك المنظمات”.

قتل وحرق جثث بسبب كورونا 

في عام 2020، أثارت حادثة التي وقعت عند الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين هي أول عملية قتل تنفذها القوات الكورية الشمالية بحق مواطن من الشطر الجنوبي منذ عقد من الزمن، كإجراء احترازي من فيروس كورونا. 

وأقرت رسالة التي بعث بها الزعيم الشمالي لنظيره الجنوبي بإطلاق 10 رصاصات على الرجل الكوري الجنوبي، الذي رجحت سول أنه ربما كان ينوي الانشقاق والعبور نحو كوريا الشمالية.

وجاء فيها أنه دخل المياه الكورية الشمالية بشكل غير نظامي، ورفض التعريف عن نفسه بشكل مناسب، قبل أن يحاول الهرب، مشيرة إلى أن أفراد حرس الحدود أطلقوا النار عليه تماشيا مع الأوامر المطبقة في هذا الصدد.

وقدم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون اعتذارا نادرا لكوريا الجنوبية بعد قتل جنوده أحد مواطنيها قبل أيام و"حرق جثته" في البحر، في حادثة أغضبت الجارة الجنوبية.

وفي رسالة بعث بها باسم الحزب الحاكم في بيونغ سانغ إلى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، وتم الكشف عن فحواها ، أعرب كيم عن أسفه لمقتل الرجل، وهو مسؤول في قطاع المصائد البحرية بكوريا الجنوبية، واصفا ما جرى بغير اللائق وبالأمر غير المتوقع حدوثه، وفق ما أوردته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

ووفقا للوكالة، فإن الزعيم الشمالي قال إنه يشعر بالأسف على تسبب الحادث في إثارة خيبة أمل الرئيس مون جيه-إن، ومن وصفهم بالأشقاء الجنوبيين.

وفي الرسالة التي تلا نصها مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي، اعتذر كيم عما وصفها بخيبة الأمل التي تسببت فيها الحادثة لرئيس كوريا الجنوبية وشعبها بدلا من مساعدتهم على مواجهة فيروس كورونا الخبيث.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فمن النادر جدا أن تقدم كوريا الشمالية -بل كيم شخصيا- اعتذارا.

منظمة الصحة العالمية 

في شهر أغسطس عام 2021، كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أنه "لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا في كوريا الشمالية لغاية الآن".

وأظهر التقرير أن كوريا الشمالية أجرت الاختبارات التشخيصية لفيروس كورونا على 639 ساكنا في الفترة من 30 يوليو إلى 5 أغسطس، لكن كانت نتائج اختبارات جميعهم سلبية، ما يرفع العدد التراكمي للخاضعين لاختبارات كورونا إلى 35947، دون الإبلاغ عن أي مصاب حتى الآن.

في سياق متصل، كان من المفترض أن تتلقى كوريا الشمالية 1992000 جرعة من لقاحات ضد فيروس كورونا عبر نظام شراء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المشترك الدولي "كوفاكس"، في حين أن إمدادات اللقاحات لم تبدأ بعد.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن الدولي منحت مؤخرا منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إعفاء مشروع الدعم الصحي لكوريا الشمالية من العقوبات لمدة سنة إضافية.

اتخاذ إجراءات وقائية 

في نوفمبر 2021، دعت السلطات الكورية الشمالية إلى اتخاذ إجراءات وقائية شاملة ضد فيروس كورونا «كوفيد -19»، استعدادا لفصل الشتاء، وفقا للصحيفة الرسمية في كوريا الشمالية «رودونغ شينمون».

وأضافت الصحيفة، التابعة لحزب العمال الحاكم، أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل حتى من خلال تساقط الثلوج، كما وصفت خطوات السيطرة على الفيروس والوقاية منه خلال الشتاء بأنها مشروع «سياسي مهم» لتحديد ما إذا كان سيتم إحراز تقدم في العام الأول من الخطة الاقتصادية الخمسية لكوريا الشمالية.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قد كشف النقاب عن خطة تطوير جديدة تركز على الاعتماد على الذات وسط ضوابط حدودية صارمة ضد الفيروس والعقوبات العالمية على اقتصادها.

الإطاحة بمسؤولين كبار

في 30 يونيو العام الماضي، أقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عدداً من كبار المسؤولين بعد حادث "خطير" يتعلق بكورونا، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، الأربعاء، ما يؤشر إلى حدوث خرق في دفاعات البلد المنعزل ضد الوباء.

وأغلقت بيونغ يانغ حدودها في يناير العام الماضي، في محاولة لحماية نفسها من الفيروس الذي ظهر أول مرة في الصين المجاورة.

ولم تؤكد علناً تسجيل أي إصابات بالفيروس، لا عبر وسائل الإعلام، ولا في إحصاءات الفحوص التي قدمتها لمنظمة الصحة العالمية.