رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال الغيطانى.. يوميات «مقاتل بالقلم» على خط النار

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

«الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى قضى النصف الأول من حياته الصحفية محررًا عسكريًا على خط النار، على جبهة القتال مع العدو الصهيوني، يسجل بالكلمة، عايش الغيطاني الجنود والقادة في الدشم، وفي الخنادق، أكل من أكلهم، وتعرض للخطر مثله مثل أي جندي من الجنود المقاتلين، رصد بقلمه ولغته الأدبية الراقية هموم وأحلام العسكري المصري الأصيل، ورسم بكلماته روح الصمود والتحدي التي زرعت فيهم، وكيف تحولنا من النكسة إلى التهيئة للمواجهة من جديد ثم النصر، رصد معاناة وصمود أهلنا في مدن ومحافظات القناة ، وكيف كان دورهم لا يقل أهمية وعظمة عن دور المقاتلين، كشف وعايش الدور العظيم الذي قامت به كل الأسلحة في حرب الاستنزاف حتى لا يهنأ العدو بما صنع».

بهذه الكلمات قدم الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي، رئيس تحرير كتاب اليوم، في مقدمة كتاب «على خط النار يوميات حرب أكتوبر»،  بقلم الكاتب والأديب الراحل جمال الغيطاني، والذي يحتوي على ثلاثة فصول: «رسائل فترة حرب الاستنزاف، المصرى على خط النار، والفصل الأخير الذي احتوى على بعض رسائل الأعمال العسكرية على الجبهة مع العدو الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر».

 جمال الغيطاني الذي قرر أن ينتقل من العمل في تصميم السجاد إلى العمل على خط النار؛ قضى نصف عمره تقريبًا مراسلًا عسكريًا لجريدة الأخبار على الجبهة  خلال حرب الاستنزاف، ثم حرب ونصر أكتوبر العظيم، خلال الفترة ما بين عامي 1969 ـ 1974، والتي رصد فيها الأحداث والتطورات العسكرية على الجبهة.

على خط النار .. كتاب يرصد يوميات حرب أكتوبر لـ  جمال الغيطانى

«الجندى المصرى على خط النار».. تحقيقات «الغيطانى» التى استرعت انتباه الزعيم 

استرعت تحقيقاته في جريدة الأخبار عن «الجندي المصري على خط النار» انتباه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أشاد بها، مما اعتد به كشهادة تثبيت في موقعه الجديد للمراسل العسكري الشاب آنذاك.

«الغيطانى» من تصميم السجاد إلى خط النار 

يقول محمد ابن الأديب الكبير في مقدمة الكتاب تحت عنوان «المقاتل بالقلم»: «أن المتتبع لخطى الغيطاني، يدرك كيف لعب القدر دورًا في توجيه موهبة الصحفي الشاب آنذاك، الذي شعر بشكل عارم بالرغبة في تحمل مسئوليته لدفع العدوان عن مصر، فبعد التحاقه بمؤسسة أخبار اليوم بعد سنوات من العمل في تصميم السجاد، يلح الغيطاني في العمل على خط النار، ليقيم على الجبهة في الخنادق بين الرجال، وليصبح الاستثناء أن يعود لتسليم كتاباته كي تجد طريقها للمطبعة، وهو ما تطور لاحقًا بعد أن خصص موسى صبرى سيارة مجهزة بهاتف، الأمر الذي كان يعد خياليًا في تلك الأيام، لجمال الغيطاني ورفيق دربه المصور الفدائي مكرم جاد الكريم، لاختصار الوقت اللازم للوصول للقارئ».

مراسل حربي بدرجة رسام.. الغيطاني في حديث شعبان يوسف (حوار) | مصراوى

قصة التحاق «الغيطاني» بتدريب المجموعة 39 

أصر جمال الغيطاني على الالتحاق بتدريبات المجموعة 39 قتال بقيادة إبراهيم الرفاعي، كما اجتاز التدريبات التي تؤهله لعبور للقناة في حرب الاستنزاف، وظل على تواصل مع أبطال هذه المجموعة بعد الحرب وحتى رحيله، وعندما سئل عن المشهد الأخير الذي سيظل ماثلًا أمام عينيه فأجاب: «إنه مشهد العلم المصري مرفوعًا على الضفة الشرقية للقناة على حطام خط بارليف، فهو علم رفع في القتال وليس في احتفال».

2011 .

رواية الرفاعي ل جمال الغيطاني - مكتبة نور

«الغيطاني» لم يكتف بصياغة تدريبات «الرفاعي» صحفيًا ليحيي بكلماته شخصية أمير شهداء أكتوبر العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي في روايته الموسومة «الرفاعي» التي كتبها في 1976، وخرجت لتكون في متناول يد القراء في 1978، وصدرت في طبعة ثانية عام 2011 عن دار الشروق للنشر.

«الغيطاني» وسر اختفاء الغواصة الإسرائيلية «داكار»

كما أزاح «الغيطاني» الستار في الفصل الأول من الكتاب عن أحد الأسرار الحربية المتعلقة بأجرأ العمليات العسكرية التي تمت بعد حرب يونيو 1967، إلا هو اختفاء الغواصة الإسرائيلية داكار؛ قائلًا: «داكار أغرقتها البحرية المصرية فى مياهنا الإقليمية»؛ كاشفًا التفاصيل الكاملة للعملية التاريخية التي لا تقل أهمية عن تدمير المدمرة «إيلات» درة البحرية الإسرائيلية.

الوطن» تعيد نشر حوار زوجة الروائي جمال الغيطاني بعد وفاتها - أخبار مصر -  الوطن