رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون لـ«الدستور» هدف زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للقاهرة

الرئيس السيسي خلال
الرئيس السيسي خلال اللقاء

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

ولم تكن زيارة سوليفان الأولى من نوعها، إذا أجرى زيارات سابقة للقاهرة، وفي التقرير التالى كشف مجموعة من الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الدستور" هدف الزيارة وأبرز الملفات التي بحثها بين واشنطن والقاهرة خلال الفترة الأخيرة.

 

رغبة البيت الأبيض في تطوير العلاقات مع القاهرة

قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن تلك الزيارة تأتى في إطار التأكيد على استراتيجية وقوة العلاقات بين واشنطن والقاهرة إضافة إلى أن الزيارة تبعث بإشارات حول رغبة البيت الأبيض في تطوير العلاقات مع القاهرة خصوصًا أن مصر تقوم بدور ريادي في منطقة الشرق الأوسط نظرًا للثقل السياسي والتاريخي، في حين أن الجانب المصري استهدف من الرسالة التي بعث بها إلى واشنطن استعداد مصر للعب دور محوري في دعم الاستقرار والحلول والمبادرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وحول الملفات التي تم تناولها في اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري ومستشار الأمن القومي الأمريكي، قالت كامل إنها تشير ضمنيًا إلى أجندة الاهتمامات المشتركة بين البلدين ومن أهمها الملف الفلسطيني الذي تضطلع القاهرة بدور أساسي في التهدئة فيه وهو دور ينبع من رؤية القاهرة بأن التقدم في الملف الفلسطيني يبشر بفتح آفاق جديدة للاستقرار والسلام في المنطقة وهو ما يتشارك فيه مع مصر الجانب الأمريكي.

وتابعت كامل: "كما فرضت الساحة الإقليمية أهميتها على اللقاء باعتبار التوترات في منطقة الشرق الأوسط ذات تأثيرات عالمية حيث أكد الطرفان الدعم المطلق للحلول السياسية والتسويات القائمة على الحفاظ على المؤسسات الوطنية لما في ذلك من انعكاسات على الحد من الاضطرابات التي تنشرها الجماعات الإرهابية حيث أن ملف مكافحة الإرهاب من الملفات التي تعتبر مصر ذات خبرة واسعة فيه ومن هنا أكد الطرفان على توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب".

وأضافت كامل: كما أن الحرص المصري على المقدرات الوطنية فرض قضية سد النهضة على أجندة اللقاء حيث أكدت القاهرة على موقفها  الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

 

زيارة سوليفان مكملة لزيارة سبتمبر الماضي إلى القاهرة

من جانبه، قال محمد منصور الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن زيارة سوليفان، تأتى في سياق تشاور مصري أمريكي مستمر، تصاعدت وتيرته الأشهر الأخيرة، وظهرت ملامحه خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى واشنطن الشهر الماضي، بالتزامن مع حلول الذكرى المئوية للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وقد لقيت زيارة الوزير شكرى ترحيباً ملحوظاً من المسئولين الأمريكيين، تمثل في تقديم وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إليه هدية تذكارية تمثل تأريخاً للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، وهي عبارة عن نسخة لخطابين، أحدهما خطاب الاعتراف باستقلال مصر وسيادتها، أرسله الرئيس الأمريكي الأسبق وارن هاردينج إلى ملك مصر أحمد فؤاد، والآخر خطاب من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق تشارلز هيوز إلى عبد الخالق ثروت باشا لتهنئته بالاستقلال، وقد تم خلال هذه الزيارة بحث الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، والجهود المشتركة المتعلقة بالاستقرار الإقليمي والتعاون الأمني، وتنسيق المواقف حيال الملفات الأقليمية والدولية المختلفة، وقد أصدرت الخارجية الأمريكية حينها بياناً ثمنت فيه الخطوات التي اتخذتها مصر في حماية حقوق الإنسان والحريات العامة.

وأضاف منصور فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة جاك سوليفان الحالية  تأتي مكملة للزيارة التي قام بها في سبتمبر الماضي إلى القاهرة، وتتمحور بشكل كبير حول نفس المحاور التي تم بحثها في الزيارة السابقة، وعلى رأسها الملف الفلسطيني، الذي يشهد في الوقت الحالي توترات كبيرة.

وتابع منصور: "دفعت واشنطن للجوء إلى مصر، التي سبق واشاد مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن بجهودها التي أسفرت عن وقف المواجهة العسكرية بين القوات الإسرائيلية وفصائل المقاومة في غزة في شهر مايو العام الماضي. هذا الملف تم بحثه بشكل مستفيض، وهو ما يمكن اعتباره أعترافاً أضافياً من جانب واشنطن، بدور مصر المحوري في هذا الملف".

وأشار منصور إلى أنه تم بحث الأوضاع الحالية في الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشتركة، خاصة الملف الليبي الذي يشهد بدوره تفاعلات متزايدة تقتضي إيجاد حلول جذرية للانقسامات الحالية على المستوى الحكومي والداخلي.

وتابع منصور: "كان لملف سد النهضة الإثيوبي نصيب من البحث خلال هذه الزيارة، حيث كان التشاور بين الجانبين مستمراً حول هذا الموضوع، في إطار موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة لكافة الدول ذات الصلة بهذا الملف. 

وأضاف منصور أن الملفات الدولية الأوسع نطاقاً كانت على طاولة الحوار، وعلى رأسها الملف الأوكراني وملف الإتفاق النووي الإيراني، حيث تحتفظ مصر بموقف أساسي من كلا الجانبين، تراعي فيهما مصالحها الخاصة، ويحظى هذا الموقف باحترام وتفهم واشنطن.