رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيرين أبو عاقلة: رحل صوت فلسطين ولم تتضح الصورة (!)

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

“نبض الأوطان وصوت المستضعفين في كل زمان ومكان”، إنها الصحافة الحرة التي يسعى أصحابها إلى أحياء كلمة الحق، مهما كلفهم ذلك من ثمن، خاصة أولئك الذين يحملون أرواحهم فوق أيديهم في كل يوم وليلة، أثناء تغطية الأحداث الملتهبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى سجل التاريخ اليوم وفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاقتحامات جيش الاحتلال في جنين في الضفة الغربية بطلقة نافذة في الرأس.

قبل لحظات من إطلاق رصاص الاحتلال صوب رأسها جلست خلف جدار ومن فوقها أصوات الرصاص في مكان مكان، ورائحة الدم تكاد تراها من شدة وضوحها، وكأنها تعرف أنه لم يبق لها سوى لحظات بسيطة في هذه الحياة، قضتها كلها في خوف ورعب وقلق.

«كنا نحمل الكاميرات وننتقل عبر الحواجز العسكرية والطرق الوعرة كنا نبيت في المستشفيات أو عند أناس لا نعرفهم كان الموت على مسافة قريبة منا ورغم ذلك نواصل العمل»، هذه الكلمات كانت آخر ما قالته أبو عاقلة قبيل رحيلها بدقائق معدودة، وكأنها تسطر الحياة التي عاشتها طوال عمرها في جملة قصيرة، قالتها ورحلت.

◘ مَن هى عن شيرين أبو عاقلة؟

ولدت شيرين في 3 يناير 1971 بالقدس تخرجت في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس ويعود أصلها لمدينة بيت لحم، لكنها اتجهت إلى دراسة الهندسة والعمارة أولا في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن.

لكن ولعها بالصحافة جعلها تتجه سريعًا إلى دراستها فور الانتهاء من دراسة الهندسة، وحصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة من جامعة اليرموك في الأردن، وفور استلامها هذه الشهادة انتقلت على الفور إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع منها وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونت كارلو.

وطوال سنوات عمرها عملت "أبو عاقلة" في تغطية أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كافة حتى وفاتها برصاص جيش الاحتلال اليوم 11 مايو 2022.

شيرين أبو عاقلة كانت أول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في 2005، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.

انتهت حياة شيرين وما زال حلمها قائم بتغير الواقع، حتى لو لم يتاح لها ولمثلها من الصحفيين الذين يقومون بتغطية الأحداث في الأراضي المحتلة سوى انتقال صورة واضحة عن كل ما يحدث هناك، لتبقى كلماتها على شاشات التلفاز يأتي صوتها قويًا متحديًا آلة الحرب الإسرائيلية: " ليس سهلاً ربّما أن أغيّر الواقع، لكنني على الأقل، كنتُ قادرةً على إيصال ذلك الصوت إلى العالم. أنا شيرين أبو عاقلة".