رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمل مساعد مخرج لكمال سليم في فيلم العزيمة

«القصة» دماء الجسد في الفيلم.. ما قاله المخرج صلاح أبو سيف عن السينما

صلاح أبو سيف
صلاح أبو سيف

عرف بأنه نصير الفلاحين الفقراء والمهمشين، وهو رائد الواقعية في السينما المصرية، حيث شكلت أفلامه: القاهرة 30 ــ بداية ونهاية ــ الزوجة الثانية ــ الفتوة ــ المواطن مصري ــ الأسطي حسن ــ الوحش ــ وغيرها ملامح موجة الواقعية في السينما المصرية، وإن كانت قد بدأت في الظهور علي يد المخرجين، كامل التلمساني وكمال سليم، والأخير كان قد عمل معه مساعد مخرج في فيلم الأشهر “العزيمة”. إنه المخرج الكبير صلاح أبو سيف والذي تحل اليوم الذكري السابعة بعد المائة لميلاده، حيث ولد في مثل هدا اليوم من العام 1915.

علاقة صلاح أبو سيف بالسينما بدأت منذ وقت مبكر، إنه يعتبر من ردود الفعل المباشرة لجيل الرواد الذي علي يديه دخلت السينما إلي مصر مع البدايات الأولي لظهورها في العالم.

يقول الروائي خيري شلبي عن صلاح أبو سيف: "شأن الكثيرين من أبناء مصر المتطلعين في ذلك الزمان انبهر صلاح أبو سيف ابن حي بولاق أبو العلا بهذا الفن الحديث الوثيق الصلة بالخيال حتي لكأنه محض خيال صرف فإن تسلط  قراطيس من الضوء علي شاشة فضية لتتحول في الحال إلي صورة متحركة متكلمة لناس من لحم ودم يسعدون ويتألمون ويتصارعون لهو الخيال بعينه إلا أن هذا الخيال قد بات حقيقة واقعة تكتسب كل يوم مزيدا من التطور التقني والفني وتدخل في حياة الناس لتناقش أوجاعهم ومشاكلهم وتحكي القصص والمواقف والأحداث التي يري فيها الناس انعكاسا لأوضاعهم ويتحول ممثلو الأفلام إلي نجوم يعشقهم الجمهور ويهتم بأخبارهم الفنية والشخصية علي السواء لدرجة أن مجلات صحفية تنشأ لهذا الغرض. هذه المجلات كانت المدخل الأول لــ صلاح أبو سيف  إلي عالم السينما حيث أدمن الاطلاع عليها بشغف كبير، يقرأ تحليلات النقاد العالمين للأفلام العالمية الجديدة ويقف خلال ذلك علي أسرار هذا الفن ومفاتيح أبوابه الكثيرة والطرق الموصلة إلي النجاح فيه.

التميز سمة بارزة في أفلام صلاح أبو سيف

ويتابع خيري شلبي عن صلاح أبو سيف: “التميز كان سمة بارزة في أفلام صلاح أبو سيف، من أول فيلم قدمه ومؤرخو السينما يؤرخون للواقعية بفيلم ”العزيمة” للمخرج النابه كمال سليم، وهذا صحيح، وميزة هذا الفيلم ليست في واقعيته فحسب وليست في قيمته الفنية فقط، وإنما هو من الأهمية بمكان لأنه خلق تيارا واضحا من السينما الواقعية قاده صلاح أبو سيف بكفاءة عظيمة نادرة.

وأفلام صلاح أبو سيف واقعية تعبيرية انتقادية، إنه يقدم رؤية فنية للواقع تتضمن رأيا نقديا يستشعره المتلقي مبثوثا في الصورة الفنية، وفي الحوار بعبارات خاطفة كومضات إشارية غير خطابية وغير مقحمة علي السياق وحتي إذا لم يلحظ المتلقي هذه الإشارات فإن الشحنة العاطفية المنحازة للموضوع تضع المتلقي تلقائيا وبصورة حاسمة في الموقف الإيجابي الذي يستهدفه العمل.

ويلفت “شلبي” إلى أن أفلام صلاح أبو سيف يمكن إدراجها ضمن ما يمكن تسميته بأدب السينما، ليس بمعني تعمد أنها تعتمد في معظمها علي أعمال أدبية معروفة، وإنما باعتبارها أدب في ذاتها، فإذا كان الأدب هي الارتفاع  بمستوي التعبير فإن سينما صلاح أبو سيف تعتبر أدبا من هذه الزاوية.

هكذا كان رأي صلاح أبو سيف في أهمية القصة للعمل السينمائي

من السمات المميزة لــ صلاح أبو سيف أنه يهتم اهتماما كبيرا جدا بالقصة. ورأيه أن القصة بالنسبة للسينما بمثابة الدم بالنسبة للجسد. وقد حاول المخرجون ذوو الشخصيات المتضخمة في السينما العالمية نفي القصة والاستعاضة عنها بالحالة، أو الموقف، كأن يختار المخرج موقفا بعينه ويحفر فيه حتي يصل إلي أعمق أعماقه دون تفريعات أو خطوط درامية تربط المشاهدين بالمصائر المنتظرة للشخصيات، أو يختار المخرج عالما من عوالم الحياة المتعددة في مكان ما في زمن ما، ويقوم برصد تفاصيله المثيرة ليعيش المشاهدين في حالة شعورية معينة. وقد نجح البعض في تقديم أفلام جديدة خاصة في السينما الإيطالية والسينما الفرنسية، وسايرهم في ذلك كثير من مخرجي العالم، ولكنهم لبثوا حتي أفلسوا وعادت القصة من جديد تتربع علي عرش السينما وإن بقيت محرومة مع ذلك من جوائز المهرجانات العالمية التي تعطي الجوائز لكل مفردات العمل السينمائي حتي السيناريو والحوار ــ إلا القصة وكأنها دخيلة علي فن السينما.