رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أرادت أم كلثوم الزواج من صلاح أبو سيف؟.. صندوق أسرار مخرج الواقعية

أم كلثوم وصلاح أبو
أم كلثوم وصلاح أبو سيف

نشأ صلاح أبو سيف وتربى في الحارة المصرية، التي أشبعت وجدانه وملئت خيالاته، فكانت طفولته كافية أن تعبّر عن مئات القصص والحكايات على شريط السينما. 

في كتاب «مذكرات صلاح أبو سيف»، للكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، تتضح كثير من التفاصيل عن حياة المخرج الكبير، التي كشفتها المذكرات لأول مرة. 

كان والد «أبو سيف»، يعاني جحود الأب رغم ثرائه، لم يعش معه ولم يره، إذ عاش حياته مع أمه في القاهرة، التي رفضت أن تذهب إلى بني سويف لتكون واحدة من زوجات الأب الذي كان يبدّل في زوجاته كما في جلابيبه.

بسبب ثراء والده، كانت جدته لأمه تقول له دائما: «انت يا واد يا صلاح يا بوز الفقر»، كان تقصد بذلك أن الخير قد انقطع عنهم بمجرد ولادته. 

ضحت أمه بشبابها في سبيل تربيته، كانت متعلمة وأصرت على تعليمه، ويحكي محمد صلاح أبو سيف: «أبويا كان يقدس أمه، لأنها علّمته وكانت صاحبة الفضل عليه، أذكر ما حكاه لي، بأن والدته كانت توقظه كل يوم ليذهب إلى المدرسة وكانت يتضايق منها، لأن أولاد خاله في نفس البيت كانوا ينامون ولا يذهبون، لكن عندما كبر، فهم ووعى وتأكد من فضل أمه عليه، لذا كان يقدسها لأنها لم تهمل تربيته ولا تعليمه».

طفولة صلاح أبو سيف.. مخزن الخبرات والذكريات

يروي «أبو سيف» في مذكراته، أن طفولته كانت مخزن الخبرات والذكريات التي استعان بها في أفلامه، وأنه قدم الواقع الذي كان يعيشه في الحارة والحياة على الشاشة، فكان مخرج الواقعية الأول في مصر. 

أما حبه للسينما، قد بدأ ذات يوم وهو يمشي في شوارع القاهرة، بالتحديد في حي عابدين، وقف أمام دار سينما مزدحمة، ليسأل عن سعر التذكرة، كانت قرش صاغ؛ أي مصروف يومين، وضحى وقتها بالمصروف، ودخل السينما ليشاهد فيلمين، هما: «شارلي في البنك»، الآخر كان فيلما لممثل إيطالي قديم من نجوم السينما الصامتة. 

خرج مفلسا ليعود إلى بيته سيرا على الأقدام ولم يشعر بطول المسافة، كان مندهشا لا يكاد يصدق ما رآه، من شدة انفعاله، ذهب لأمه ولم يكذب وأخبرها بما فعله، فتلقى ضربا مبرحا، لكنه تحمل الضرب دون بكاء، على حد تعبيره. 

أم كلثوم أرادت الزواج من صلاح أبو سيف

كان صلاح أبو سيف الذي ولد في 10 مايو عام 1915، قد عاش بشكل فعلي، بدايات نشأة السينما المصرية، وشهد ميلاد استوديو مصر، الذي كان أول محاولة مصرية جادة لتوفير أدوات إنتاج محلية لتساهم في نهضة صناعة السينما. 

شارك كمخرج مساعد للمخرج كمال سليم في فيلم «العزيمة»، وهو من أوائل الأفلام في السينما، وقد أشار «أبو سيف»، لواقعة طريقة حدثت له مع أم كلثوم، التي كانت مطربة شهيرة وقتها وتجري وراءها السينما لتمثّل. 

كان «أبو سيف» مسئولا في استوديو مصر عن مونتاج فيلم تصوره أم كلثوم، وكانت حريصة على متابعة عملية المونتاج بشكل يومي معه، وتحضر الطعام له من بيتها، وتسأل عنه دائما وتعامله بلطف شديد، فتصور أن هذا الاهتمام موجّه له شخصيا، لكنه فوجئ بأنها تعرض عليه الزواج من فتاة قريبة لها. 

وعندما عرفت أم كلثوم أنه مهتم بفتاة أخرى في قسم المونتاج، اختفى الطعام واللطف والسؤال عنه، كما يقول في مذكراته.