رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يد الإنقاذ.. الناجون من الإدمان بفضل «حياة كريمة»: ساعدتنا على التعافى

أنت أقوى من المخدرات
أنت أقوى من المخدرات

حققت مبادرة «وعى من أجل حياة كريمة» التى أطلقتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، نجاحًا كبيرًا، وجرى إطلاقها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، لزيادة الوعى فى الريف المصرى بقضايا كثيرة، منها ضرورة مواجهة التدخين وإدمان المخدرات.

ورفعت المبادرة شعار «أنت أقوى من المخدرات»، وتستهدف إنقاذ الشباب من الإدمان حفاظًا على مستقبلهم، لأن الإدمان يتسبب فى حدوث جرائم كثيرة، كالتحرش والاغتصاب والسرقة والقتل والنصب.

وجرى التركيز فى البداية على قرى المرحلة الأولى لـ«حياة كريمة»، بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، لأنها القرى الأكثر احتياجًا.

«الدستور» التقت مجموعة من المتعافين من الإدمان، بمساعدة المبادرة الرئاسية، وجميعهم أشادوا بجهود المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدين أنها أنقذتهم من مصير مظلم وضمنت لهم مستقبلًا مشرقًا.

عايدة:قهر والدى لى جعلنى أتعاطى الهيروين.. والفرق الميدانية أنقذتنى

عايدة فريد محمود، فتاة فى سن الثلاثين، من محافظة البحيرة، كانت تعيش حياة سعيدة فى منزل أسرتها قبل أن يصاب جدها بجلطة فى المخ، وتضطر الأم للانتقال إلى بيته لرعايته، وحينها قرر الأب الزواج من فتاة صغيرة واصطحبها للبيت وحاول طرد ابنته، لكنها رفضت، فبدأ فى تعذيبها لإجبارها على الرحيل، وفى نفس الوقت علمت الأم بزواج الأب فقررت الطلاق والزواج من شخص جديد.

تقول «عايدة» إنها لم تستطع تحمل الإهانة والتعذيب فى بيت أبيها، وحينما استعانت بأمها رفضت أن تساعدها أو تستضيفها، فخرجت إلى الشارع محبطة بعدما حصلت على الفيزا الخاصة بوالدها، وقررت حينها تعاطى المخدرات كى تخفف عنها شعور اليأس.

وأضافت: «أدمنت الهيروين، وفى البداية كان معى المال الكافى لخوض تلك التجربة، لكننى اكتشفت بمرور الوقت أننى سأحتاج إلى أموال أكثر»، مشيرة إلى أنها التقت مدمنين ارتكبوا جرائم كثيرة من أجل توفير المال للحصول على جرعة، جرائم مثل السرقة والنصب والقتل.

وتابعت: «كنت أبكى بشدة كلما أستعيد وعيى.. كنت يائسة ولا أستطيع الرجوع من الطريق الذى بدأته، وكان الحل دائمًا هو الحصول على جرعة إضافية». ولفتت إلى أنها ذات يوم كانت تجلس فى الشارع، فصادفت فرق البحث الميدانى التابعة للمبادرة الرئاسية، وعلمت أنهم يساعدون المدمنين على التعافى، فذهبت إلى المتخصصين وسردت قصتها وطلبت المساعدة، لأنها كانت لا تريد أن تموت كغيرها بسبب المخدرات.

وأوضحت أن الفرق الميدانية التابعة لـ«حياة كريمة» وعدتها بالمساعدة فى أقرب وقت، فتركت عنوانها ورحلت، ونفذ فريق ميدانى زيارة لها بعد فترة وجيزة، وجرى اصطحابها لمصحة نفسية لعلاج الإدمان، وطلب منها المتخصصون الالتزام بتعليمات الأطباء حتى تتعافى تمامًا، وحينها سيجرى توفير فرصة عمل لها. وقالت: «أنا سعيدة بحياتى الجديدة، ما زلت داخل المصحة، لكننى سأتعافى يومًا ما وسأعود قوية.. أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى منحنا هذه الفرصة، وأشكر كل القائمين على المبادرة الرئاسية».

عبدالغنى:دخلت فى أزمة نفسية بعد فقدان عملى وأدمنت هروبًا من الواقع

كاظم عبدالغنى، ٣٠ عامًا، يعيش حياة صعبة منذ سنوات بعد فقدان وظيفته إثر إصابته بكسر فى القدم، حيث لم يتمكن من الحصول على إجازة لفترة طويلة.

يقول «عبدالغنى» إنه دخل فى حالة اكتئاب شديدة، ومر بأزمة نفسية قوية أدمن بسببها الحشيش وعقار الأستروكس هروبًا من الواقع، مضيفًا: «خسرت كل ممتلكاتى لشراء المخدرات، وعشت رهينًا لها سنوات طويلة».

وأشار إلى أنه أثناء إدمانه المخدرات توفيت والدته، وتصرف بشكل غريب فى عزائها، وشعر بنظرات الناس تلاحقه، وتحمله مسئولية وفاتها. 

وذكر أنه كان يتمنى عيش حياة هادئة والإقلاع عن تعاطى المخدرات نهائيًا، لكنه كان يشعر بالخوف من إلقاء القبض عليه، حتى «قابلت عددًا من المتطوعين والقائمين على الفرق الميدانية التابعة للمبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، وأخبرونى بأن علاجى من المخدرات سيتم بسرية، وهو ما حدث بالفعل».

وتابع: «حاليًا أحصل على العلاج داخل أحد مستشفيات علاج الإدمان وأتوجه بالشكر والتقدير لكل من أسهم فى إنقاذى، خاصة القائمين على المبادرة الرئاسية الذين يبذلون جهودًا كبيرة للارتقاء بالمستوى المعيشى للأسر المستحقة فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا».

سلمى:المبادرة قدمت لى الرعاية الصحية والنفسية

حكت «سلمى. ع»، ٢٢ عامًا، طالبة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، تجربتها مع الإدمان، قائلة إن أسرتها ثرية ووالدها يتمتع بمركز اجتماعى مرموق، وبعد دخولها الجامعة، تعرفت على مجموعة من أصدقاء السوء، الذين أدخلوها إلى طريق المخدرات.

وذكرت أن حياتها بعد التعاطى أصبحت مشوشة للغاية، وحاولت مرارًا الابتعاد عن المخدرات، لكنها كانت قد أدمنتها ولم تستطع العودة لحياتها الطبيعية.

وقالت إنه بعدما يأست أسرتها من تعافيها، قرر والدها طردها من المنزل والتبرؤ منها، وصار يقول للناس إنها هربت من المنزل، وفى بعض الأحيان كان يخبرهم أنها توفيت، وحين ذهبت إليه ذات مرة لتستنجد به بعدما اشتدت عليها وطأة المخدرات، تنصل منها وأخبرها بأنه نسى أنها ابنته.

وأكملت أنها ذهبت لأصدقاء السوء بالجامعة، وأقامت معهم فى شقة استأجروها، وهناك نسيت نفسها وأصبحت شخصًا سيئًا ولم تعد ترغب فى العيش، وكانت تدعو الله أن يمد لها يد العون، لتنقذها من الكابوس الذى تعيشه.

وروت أنها ذات مرة كانت تتجول فى الشارع ووجدت إحدى صديقاتها، ترتدى قميص المبادرة الرئاسية، وتلصصت عليها وهى تجمع شكاوى المواطنين، وفى اليوم التالى، وجدتها تطرق على المنازل فى نفس الشارع، وبدافع الفضول قررت أن تذهب إليها، مضيفة أنها لأول وهلة لم تعرفها، لأن مظهرها تغير، وأصبح شكلها يفوق عمرها بـ٢٠ عامًا.

وواصلت أنها حكت لصديقتها عن رحلتها المريرة مع المخدرات، فطلبت الأخيرة رقم هاتفها، وبعد ساعات، فوجئت بأحد أفراد «حياة كريمة» يتواصل معها على الهاتف، ويطلب منها استكمال بياناتها، وتسجيلها كحالة تستحق المساعدة ضمن مبادرة «أنت أقوى من المخدرات»، التى تعمل عليها المبادرة الرئاسية خلال الفترة الحالية.

وقالت: «كنت فى حالة من الذهول.. وبكيت لأن الله ما زال يحبنى واستجاب لى وأرسل يد العون التى ستنجدنى من هذا الوحل».

وذكرت أنها تابعت مع القائمين على «حياة كريمة»، وذهبوا إليها وأخذوها إلى مركز لعلاج الإدمان، لتلقى العلاج والرعاية النفسية والصحية بها، مضيفة: «حصلت على خدمة فندقية دون أن أدفع أى نقود، وما زلت أخضع للعلاج حتى الآن».

وأشارت إلى أنها ممتنة لمجهودات المبادرة الرئاسية فى إنقاذ الأسر المستحقة والفئات التى عانت من التهميش، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على تدشين «حياة كريمة» التى عملت على تغيير حياة الأسر فى القرى الفقيرة من خلال إحلال وتجديد البنية التحتية، وتطوير شبكات الطرق والصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء، علاوة على تجديد المستشفيات والمدارس والمجمعات الخدمية والمكاتب الحكومية، وحل المشاكل الصحية التى تواجه المواطنين من خلال القوافل الطبية والوحدات الصحية.