رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوزها بـ«الشيخ زايد».. تاريخ تطوير مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

ذهبت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة عشرة عن "فرع النشر والتقنيات الثقافية" لمكتبة الإسكندرية، التي تعد إرثًا ثقافيًا يحمل حضارة الماضي وعبقه فهي إعادة وبعث لمكتبة الإسكندرية القديمة، وقد جاءت هذه المكتبة الجديدة أكبر مكتبة في عصرها، وقد افتتحت في 16 أكتوبر 2002، بمشاركة عالمية، تضم المكتبة ملايين الكتب باللغات المختلفة وأرشيف النت، الذي يمد القراء في شتى المعمورة بما يطلبونه من كتب.

وبحسب حيثيات الفوز بالجائزة؛ فإن المكتبة استحدثت مشروع سفارة المعرفة فروعا في الجامعات المصرية في محافظات مصر، كي تسهل للطلاب والشباب والباحثين فروع العلم بشتى مصادره ومراجعه، دون الانتقال إلى مركز المكتبة بالإسكندرية.

ولم يتوقف نشاطها على ما جمعته من كتب ومجلات؛ بل قامت بنشر كتب تعد فريدة في بابها وأسهمت في النشاط الثقافي والفني بدعوة كبار المثقفين والمفكرين لمؤتمرات وندوات ثقافية حضورًا، وعبر الفضاء الإلكتروني، مما يعد تحريكًا لبحر الثقافة العربية وتقديمها للعالم عبر التقنيات الحديثة، وإن دورها الثقافي والفكري ونشر الكتب والأنشطة الثقافية واضح وذو تأثير فاعل.

وبهذه المناسبة؛ يرصد "الدستور" تاريخ تطوير مكتبة الإسكندرية وحتى الآن؛ إذ أنشئت المكتبة القديمة على يد خلفاء الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفي عام؛ لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، كما درس بها كل من إقليدس وأرشميدس، بالإضافة إلي إيراتوثيوس أول من قام بحساب قطر الأرض.

تعرضت المكتبة للاندثار، بعد تعرضها لعدة حملات، وفي أثناء إحدى هذه الحملات تم تدمير الجزء الأكبر من الحي الملكي ومبنى الموسيون، وتوقف اضطهاد المسيحيين عند دخول قسطنطين الأكبر في الديانة المسيحية، إلا أن الانشقاقات داخل الكنيسة اندلعت، وازدادت حدة الخلافات مما اضطر آباء الكنيسة المتسامحين أمثال القديس كليمنت أن يغادروا المدينة، وفي عام 391 ميلادية، أصدر الإمبراطور ثيوديسيوس مرسوما بمنع أية ديانات أخرى غير الديانة المسيحية، وقامت الجماعات المسيحية تحت قيادة الأسقف ثيوفيلوس بحرق السيرابيوم في نفس العام، وحلت أكبر كارثة بمكتبة الإسكندرية، حيث كانت تلك هي نهايتها كمركز للثقافة العامة.

وفي عام 400 ميلادية؛ اختفت المكتبة قبل ما يزيد على قرنين من الزمان قبيل وصول الجيوش العربية الإسلامية في عام 641 ميلادية.

ثم طرحت فكرة إحياء المكتبة في أواخر حقبة الثمانينيات، حين قامت منظمة اليونسكو بالدعوة للمساهمة في إحياء المكتبة، وعلي الفور أنشأ الرئيس الراحل حسنى مبارك الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية، حيث تم إجراء مسابقة دولية لتصميم المكتبة، وشمل تصميم المكتبة الجديدة أربعة مستويات تحت الأرض وستة طوابق علوية من أعلي نقطة من السطح الدائري شديد الانحدار، ولقد أنشأ بالقرب منها قبة سماوية ومتحف علمي.

ويبلغ اتفاع المكتبة عشرة طوابق وتقع جميع المستويات السفلية تحت سطح الماء، وجسم المبني يغوص أسفل الأرض لحماية محتوياته النفيسة من عوامل البيئة الخارجية، وتعد قاعات القراءة العديدة المفتوحة هي السمة البارزة في مكتبة الأسكندرية، حيث تضم 2500 قسم للقراءة تؤدي إلي سبع شرفات، ولقد تم تخزين الكتب أسفل هذه الشرفات لتسهيل الحصول عليها. 

ولقد استغرق العمل بالمكتبة فترة طويلة، حيث بدأت الأبحاث الأثرية عام 1992 ولم يمكن تحديد أية آثار عن للمكتبة القديمة، وفي مايو عام 1995 بدأ تشييد حائط الجار للمكتبة، وتم افتتاح المكتبة فى أكتوبر 2002 وقد أخذت مكتبة الإسكندرية الجديدة على عاتقها مسئولية تكريس كل جهودها لإعادة إحياء روح المكتبة القديمة الأصلية. وفي ذلك، فإن المكتبة تسعى لأن تكون نافذة العالم على مصر، نافذة مصر على العالم، مؤسسة رائدة في العصر الرقمي الجديد، ومركزا للتعلم والتسامح ونشر قيم الحوار والتفاهم.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن؛ تسعى مكتبة الإسكندرية الجديدة إلى استعادة روح الانفتاح والبحث التي ميزت المكتبة القديمة؛ فهي ليست مجرد مكتبة وإنما هي مجمع ثقافي؛ حيث يستقبل حوالي مليون ونصف المليون زائر في العام يضم:

  • المكتبة الرئيسية (القادرة على استيعاب ملايين الكتب)، والمكتبات التابعة لها، وهي: المكتبة الفرنكوفونية ومكتبة الإيداع ومكتبة الخرائط.
  • ست مكتبات متخصصة
  • نسخة محاكية لأرشيف الإنترنت.
  • أربعة متاحف "الآثار، المخطوطات، السادات، تاريخ العلوم".
  • القبة السماوية.
  • قاعة استكشاف لتعريف الأطفال بالعلوم.
    البانوراما الحضارية (CULTURAMA).
  • 12 مركزًا للبحث الأكاديمي.
  • مركز الفنون.
  • 16 معرضا دائما.
  • أربع قاعات للمعارض الفنية المؤقتة.
  • مركز للمؤتمرات يتسع لآلاف الأشخاص.