رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤسسة مسرحية متعددة المواهب

 أحمد حلاوة
أحمد حلاوة

يعد أحمد حلاوة بمثابة فرقة أو مجموعة مسرحية متكاملة، فهو ممثل كوميدى وممثل مرتجل، يغنى ويرقص ويعزف الموسيقى ويستخدم الأراجوز والعرائس، هو ممثل متعدد المواصفات ولا يستعصى عليه دور، يقدم الشخصيات التى يلعبها بتناول جديد، ويؤدى أدوارًا متعددة ومتكاملة ومختلفة، وعندما كنت أعرض عليه أن يمارس العزف أو الغناء أو أن يرتجل مشهدًا داخل المسرحية كان يوافق دون تردد، بل يعطى زملاءه فرصة دون أن يقاطعهم، وهو ما تبدى فى تجربته معى فى مسرحية «العسل عسل»، مع يوسف رجائى وزايد فؤاد ومجموعة متميزة من الفنانين، الذين كانوا يمثلون حينها حالة متكاملة متقاربة، فهم متمكنون فى أداء الشخصيات، ولديهم خبرات طويلة ممتدة مع حالات «المرمطة» والمران المسرحى والاجتهاد منذ المرحلة المدرسية وصولًا لحالة الاحتراف التى شاهدناها فى العرض وحتى يومنا هذا.

«حلاوة»- كما يقولون- «صنايعى»، باستطاعته أن يعمل على أى خامة مثل الحديد والزجاج، وغيرهما من الخامات، ويمتلك مهارة فى صياغتها وتشكيلها، ولم أشاهد مثل هذه الموهبة لدى أحد من الفنانين سوى الفنان محمود شكوكو، فقد كان فنانًا متعدد المواهب، يغنى ويرقص ويمثل، وأتذكر عندما قدمت مسرحية «الزيارة انتهت»، بطولة شويكار ومحمود ياسين وشكوكو، كان يتجول بعربة صنعها بيده، كانت تدور فى حارة فنانين محترفين فى عشق هذه المهنة.

«حلاوة» لم يكن مجرد ممثل يعمل بل كان مقيمًا فى المسرح، وأتذكر أنه قبل أن يكون عضوًا فى مسرح الطليعة، فوجئنا به ذات يوم يصعد سُلم المسرح ويستأذن قائلًا: «شامم ريحة عرض لازم أشترك»، وبالفعل شارك فى العمل وجلس على المائدة فى أثناء «بروفات الترابيزة»، وتم توظيفه فى مسرحية «العسل عسل» بمشاهد متعددة، ثم أصبح عضوًا فى فرقة مسرح الطليعة.. ولم يكتف بأن يكون ممثلًا جيدًا بل كان مدربًا جيدًا أيضًا، وانتقل لإعداد أعمال كان يقدمها بشكل مختلف، ولم يكتف بالتمثيل والتدريب والكتابة، ولكنه أخرج أعمالًا مسرحية شارك فى بطولتها فنانون وعرائس.. أحمد حلاوة خسارة كبيرة، فقد كان مؤسسة مسرحية متعددة المواهب والأفراد والأوجه.