رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضم ولادنا

 يقول الكابتن غزالى «وعضم ولادنا نلمه نسنه ونعمل منه مدافع.. وندافع» ويقول محمد نوح على لسان الشاعر إبراهيم رضوان «مدد.. مدد.. مدد.. شدى حيلك يا بلد.. إن كان فى أرضك مات شهيد.. فى ألف غيره بيتولد».. لا الكابتن غزالى مسئول كبير ولا إبراهيم رضوان كان وزيرًا.. والمعنى أن الوطن هو وطن الناس والجيش هو جيش الناس والشهداء من الناس ومن أجل الناس.. الجيش جيش مصر والدم دم أبناء مصر وكل المصريين على قلب رجل واحد ضد الأعداء والإرهابيين وخدمهم وحلفائهم وأبواقهم.. كل شىء.. واضح وضوح الشمس.. يتحرك الإرهاب فى أوقات معينة لابتزاز هذا البلد والضغط عليه.. أعداء الأمس هم أعداء اليوم.. فقط تتغير الأقنعة والأدوات.. الإرهابيون ليسوا سوى عرائس ماريونيت.. يحركها من يمسك الخيوط.. من يشعل نار الحروب.. من يترك الفقراء يصطلون بنار الأسعار.. تتغير الألسنة والعدو واحد.. لكن هذا البلد كبير جدًا.. أكبر مما يتخيل أحد وعظيم جدًا أكثر مما يتخيل أحد.. جيشه من شعبه وشعبه من جيشه.. جيش فلاحين.. منايفة وبحاروة وشراقوة وصعايدة.. ليس جيش طائفة ولا طبقة ولا دين.. هو جيش مصر وقادته يشبهون الناس فى شوارع مصر.. الإرهابيون كانوا يطمعون فى أن ننسى جرائمهم وأن يعودوا كعادتهم عقب كل كارثة وكل صدام.. آلمتهم الحقيقة فى دراما رمضان.. أوجعتهم ومدوا أيديهم يتحسسون وجوههم وكانت آثار صفعة الناس لهم ما زالت باقية.. وكانت أصابع كف هذا الشعب ما زال أثرها واضحًا.. أيقنوا أنه لا أمل فى ابتزاز الدولة والناس.. لو كان هناك أمل لما جسدت الدراما فشلهم وتآمرهم بهذا الوضوح.. لما أشارت لمسئوليتهم عن دم الشهداء وعن دماء الذين غرروا بهم وخدعوهم وأخبروهم بأنهم لا بد أن يموتوا من أجل حلم الخلافة.. ثم جلسوا بعد موتهم يبحثون عن المكاسب.. دم الشهداء غال ولكن مصر أغلى وأعلى.. ينطلق البعض عادة بعد أحداث الإرهاب للحديث عن مناهج التعليم ودور الأزهر والعوامل التى قادت للتطرف.. وفى رأيى أن هذا «لغو» عظيم.. فالذين يمسكون بالمدفع ليسوا سوى أدوات.. بنادق للإيجار.. قتلة محترفين يحركهم أسيادهم.. يمارسون إرهابهم حين تأتيهم الأوامر.. ويدخلون جحورهم حين تأتيهم الأوامر.. يمولهم تنظيم عالمى وتديرهم أجهزة مخابرات إقليمية قد يكون بعضهم فعلًا داعشيين وبعضهم ليسوا كذلك.. بعضهم إخوانًا معلنين وبعضهم ليسوا كذلك.. لكنهم فى كل الأحوال مرتزقة محترفون.. تحركهم الأوامر.. وتدفعهم المصالح وبالتالى لا مجال للغو.. حول الثقافة والدين والمناهج.. لأن هذا افتراض أن الإرهاب له عقل وله كرامة وله قناعة وأننا قصرنا فظهر هؤلاء الإرهابيون.. وهذا قد ينطبق على بعض فصائل الإرهاب فى بعض الأزمنة.. لكنه لا ينطبق على الإرهابيين فى سيناء.. الذين فيهم مصريون وغير مصريين وربما فيهم مسلمون وغير مسلمين أيضًا.. فالصراع صراع مصالح لا صراع عقائد.. وصراع إرادات لا صراع ديانات وصراع أوطان لا صراع أديان ولا بديل سوى اختيار المستحيل.. لا بديل لنا سوى أن نواصل ما بدأناه وأن نقاتل بيد ونبنى بيد فهم لم يتركونا أيام كنا نقاتل.. ولم يتركونا أيضًا حين ألقينا السلاح وهادنا الجميع.. استهدفونا بالمخدرات والتطرف والفساد.. وعندما أفاقت مصر لنفسها وثارت على الفساد ثم التطرف وبدأت رحلة استعادة نفسها استهدفونا أيضًا.. فما دمنا مستهدفين فى الحالتين فلنقاتل إذن وندافع عن وجودنا وعن بلدنا وعن حلمنا، ولنواصل الضرب بيد من حديد على أيدى الفاسدين والمتطرفين مهما تحالفوا وتآمروا واستغلوا الظرف معًا، فكما ثرنا عليهم معا وتآمروا علينا معًا سنهزمهم «معًا».. بإذن الله.