رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإنسان لقمة عيش وغريزة جنسية».. اعترافات صلاح أبو سيف عن الخلطة الفنية لأفلامه

صلاح أبو سيف
صلاح أبو سيف

كان المخرج السينمائي صلاح أبو سيف لا يقدم على فيلم إلا بعد أن يجري دراسته دراسة وافية في كل النواحي، لهذا عندما كان يستعد لتنفيذ فيلم يجري دراساته المعمقة في هذه النواحي، بالإضافة إلى دراسة دينية وطبية واستشارات مع كثير من المتخصصين.

سرد "أبو سيف" ما نتج عن دراسته قبل أن يبدأ في تنفيذ فيلمه، ووجد أن تسعين في المئة من الخلافات الزوجية والطلاق، وانعدام التفاهم والتوافق بين الزوجين هو الجنس. حسب حواره مع جريدة "روز اليوسف" 1992.

ولفت إلى رؤية العرب للجنس بأنه عيب، عيب في التطرق والحديث عنه، إذ تخجل الأم مثلا في أن تشرح لابنتها طبيعة الأمور الجنسية قبل الزواج، وكيف لا يفعل الأب مع ابنه نفس الأمر.

وسعى المخرج صلاح أبو سيف في فيلمه -لم يذكر اسمه- إلى مناقشة سوء الفهم بين الزوجين.

أكد "أبو سيف" أن الأزهر والرقابة لم يوافقا على تنفيذ الفيلم، الذي تدور قصته حول فتاة غير مدركة، ورجل يتخيل نفسه كاملا، فيتهمها بالبرود، وهي لا تدرك أي شيء إلى أن قرأت في مجلة حوارا مع طبيبة نفسية تتحدث عن الجنسية، فتذهب إليها وتحكي حكايتها، فتخبرها أنها طبيعة تماما، ولا تعاني من البرود الجنسي، وتطلب لقاء زوجها.

افترقا الزوجين، عاد الزوج لأصدقائه ودخل في علاقات مع فتيات منحرفات ووثقت إحداهن بعد أن التقت به جنسيا، بأنه كامل الرجولة، لكنه اكتشف في النهاية أنها تردد هذا الكلام لكل الرجال الذين يأتونها، فيتردد الزوج على طبيبة، فتسأله عن علاقاته الجنسية، وكل ما يتعلق بتطوره النفسي الجنسي، فتطلب منه إجراء تمارين معينة تروضه نفسيا، لكنه لا يستطيع تأديتها، إلى أن تأتي لحظة ضمن أحداث الفيلم، يتعارك مع زوجته بعد فشلهما في ممارسة العلاقة الجنسية، وتحدث بينهما نشوة أثناء العراك، وهو ما لم يستطيعا الوصول إليه مسبقا، وتنتهي أحداث الفيلم بوصول الزوجين إلى نجاح اللقاء الحميمي بينهما.

قال "أبو سيف": "رغم أن الفيلم يستند على دراسات وأسس دينية وطبية صحيحة، فإن الرقابة والأزهر لا يوافقان عليه".

وكشف المخرج السينمائي عن تصوره النفسي الدرامي لفيلم "شباب امرأة"، ولفت إلى أنه يتضمن عددا من الرموز والتشبيهات، إذ تمتلك المرأة البغل وتغمي عينيه، لأنه لا يلف أبدا إذا لم تكن عيناه مختفيتين، والبطل كان أيضا مثل البغل، وهذا يحصل لكل إنسان يتغرب عن بلده.

وحكى، أنه كان عمره عشرين عاما وقتما سافر إلى باريس، وهي ابن حي بولاق، أفقر أحياء القاهرة، وكان عندما يرى امرأة تمشي أمامه يضع عينيه في الأرض، قال: "لكن في باريس وجدتهم نائمين يقبلون بعضهم في عرض الطريق وفي المترو، كنت مندهشا جدا، تركت اللوكاندة التي كنت أقيم فيها وذهبت إلى بنسيون تملكه سيدة كانت لي بها علاقة، ومن هنا جاءت لي فكرة كيف يمكن للإنسان أن يتغير".

وأشار إلى أنه عندما قدم فيلمه "حمام الملاطيلي" ناقش قضية الشذوذ الجنسي، التي جسد فيه الفنان يوسف شعبان شخصية الرجل المدرك ما أصيب به من شذوذ مرضي، وبكى في الفيلم لأنه لم يكن قادرا على التغلب على تلك المشكلة.