رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الذكرى الـ70 لاعتلائها العرش.. محطات فى حياة الملكة إليزابيث الثانية

الملكة إليزابيث الثانية
الملكة إليزابيث الثانية

تحيي الملكة إليزابيث الثانية البالغة من العمر 95 عامًا، الذكرى السبعين لجلوسها على عرش بريطانيا اليوم الأحد، في يوم سيكون علامة بارزة لم يسبقها إليها أحد من أسلافها على مدى ألف عام ماضية، ولم يصل إليها سوى عدد محدود من الملوك في العالم كله.

 

ونسلط الضوء على أبرز المحطات في حياة الملكة إليزابيث الثانية:

 

ملكة بالصدفة:

كان ترتيب الملكة إليزابيث بين أفراد ورثة العرش الثالث، وبعد اعتلاء عمها الملك إدوارد الثامن، صار ترتيبها الرابع، على اعتبار الطفل المنتظر لعمها، ولكن نظرا لتنحي إدوارد عن الحكم، وارتقاء شقيقه جورج السادس والد إليزابيث الحكم في عام 1936، باتت الوريثة الشرعية.

 

وبالرغم من أن إليزابيث لم تكن ترغب في تلك المنصب، ولكن وفاة والدها في عام 1952، أجبرتها على تولي العرش وهي في سن صغيرة، وتعيش مع زوجها الأمير فيليب حياة كانت تتمنى أن يطول فيها الهدوء والبعد عن الأنظار.

 

كانت الأميرة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب في كينيا سنة 1952 عندما بلغهما خبر وفاة الملك جورج السادس أثناء نومه عن عمر يناهز 56 عاما، فعادا فورا إلى إنجلترا ليتم تنصيب الملكة ”إليزابيث الثانية“ يوم 6 فبراير 1952 وهي في الخامسة و العشرين من عمرها، لتصبح على رأس دول الكومنولث المكونة آنذاك من المملكة المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا و باكستان وسيريلانكا.

 

نهاية الاستعمار البريطاني

شهدت فترة الستينيات والسبعينيات تسارع في إنهاء الاستعمار في أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، حيث حصلت أكثر من 20 دولة على استقلالها عن بريطانيا كجزء من المرحلة الانتقالية للحكم الذاتي، كما هو مُخطط. ولكن بالرغم من ذلك، في عام 1965م، أعلن إيان سميث، رئيس وزراء جمهورية رودسيا، في معارضة لحكم الأغلبية، الاستقلال عن بريطانيا، في حين استمرار "ولاؤه وإخلاصه" للملكة إليزابيث؛ فهو استقلال من جانب واحد. واستمر حكمه لأكثر من عقد، على الرغم من أن الملكة اسقطته في إعلان رسمي، وعلى الرغم من فرض المجتمع الدولي لعقوبات على رودسيا.

 

زواجها من الأمير فيليب

قابلت إليزابيث الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، ابن الأمير اليوناني الدنماركي آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرج، في عامي 1934 و1937. 

 

وهما قريبان من خلال كريستيان التاسع ملك الدنمارك، حيث أنه والد جد الأمير فيليب لأبيه، وجدٌ ثالث لـ إليزابيث؛ كما أنهما قريبان من خلال الملكة فيكتُوريا كذلك، حيث أنها جدة ثالثة لكليهما معاً. 

 

وبعد مقابلته مرة أخرى في الكلية الملكية البحرية في دارتموث في يوليو 1937، اعترفت إليزابيث بأنها قد وقعت في حبه، رغم أن كان عمرها آنذاك ثلاثة عشر عام فقط، ومن بعدها بدءا في تبادل الخطابات.

 

 وتم الإعلان رسميا عن خطوبتهما في يوم 9 يوليو 1947، كان هناك الكثير من الاعتراضات على خطوبتهما؛ وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيِّئاً، هذا غير أنه وُلد بالخارج (رغم أنه يُعد مواطناً بريطاني خدم البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية) وأخواته البنات متزوجات من نبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية.

 

وكتبت ماريون كروفورد: "رأى بعض مستشاري الملك أن الأمير فيليب لا يناسب إليزابيث؛ فهو أمير بلا وطن ولا مملكة. فقد تناولت الصحف كثيرًا موضوع أصوله الأجنبية." وذُكر عن والدة إليزابيث في السير الذاتية أنها كانت معارضة لهذا الزواج من البداية، حتى أنها كانت تدعو فيليب ب"الهوني" (وذلك نسبة إلى الإمبراطورية الهونية). ولكنها أخبرت تيم هيلد، كاتب السيّر، لاحقا أن "فيليب رجل إنجليزي".

 

وقبل الزواج، تخلى فيليب عن ألقابه الملكية التي قد حصل عليها من اليونان والدنمارك.،وتحول من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إلى الكنيسة الأنغليكانية، وصار الملازم فيليب مونتباتن آخذاً كنية عائلة والدته البريطانية، وقبل الزفاف فقط، صار دوق إدنبرة ومُنح لقب صاحب السمو الملكي.

 

تزوج دوق إدنبرة، فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر في يوم 20 نوفمبر عام 1947.

 

وتلقوا بعد زفافهم حوالي 2500 هدية من جميع أنحاء العالم. ولأن بريطانيا، في ذلك الوقت، لم تكن قد تعافت تماما من أثار الحرب، طلبت الأميرة القسائم التموينية لشراء الخامات اللازمة لفستان زفافها، الذي قام بتصميمه نورمان هارتنل. في بريطانيا ما بعد الحرب، لم يكن مسموحاً لدوق إدنبرة أن يدعو أقاربه الألمان لحضور حفل زفافه، بما فيهم شقيقاته البنات الثلاثة اللواتي مازلن على قيد الحياة. حتى أن دوق وندسور، الملك إدوارد الثامن سابقا، لم يُدعَ لحفل الزفاف هو الآخر.

 

إنجاب ابنائها

أنجبت إليزابيث وريث عرشها الأمير تشارلز، في 14 نوفمبر 1948. وقبل ذلك بشهر، كان الملك قد بعث لها بخطابات يمنحها فيها إجازة لأطفالها باستخدام ألقابه الملكية ليعيشوا كأمراء وأميرات، ولولا ذلك ما كان حصل أبنائها على مثل هذه الألقاب؛ نظرا لأن والدهما ليس أميراً ملكياً، وأنجبت إليزابيث ثاني مولود لها، الأميرة آن في عام 1950.

 

وواجهت إليزابيث صعوبة خلال حملها بالأمير أندرو في 1959، والأمير إدوارد في 1963، مما جعلها تمتنع  عن افتتاح البرلمان البريطاني طيلة فترة حكمها، وهي المرتين الوحيدتين.

 

أزمات في زيجات أبنائها

عاش أبناء إليزابيث أزمات كبيرة مع زيجاتهم، سواء  ابنها الأمير أندرو مع زوجته سارة فيرجسون ، ثم طلاق ابنتها الأميرة آن من زوجها مارك فيليب في أبريل 1992، والطلاق الأشهر في العالم ولي العهد الأمير شارل وزوجته الأميرة ديانا.

 

وفاة الأميرة ديانا

يوم 31 أغسطس 1997 توفيت الأميرة ديانا بسبب انقلاب السيارة التي كانت تقلها رفقة صديقها عماد الفايد، عندما حاول السائق التخلص من مصوري الباباراتزي في شوارع باريس، ولأن الأميرة الجميلة كانت تحظى بشعبية كبيرة وتتبع إعلامي مهول، فقد وجهت أصابع الاتهام نحو الملكة التي توترت علاقتها بها بعد انفصالها عن الأمير شارل، واحتجت كل فئات الشعب على البرود الذي تعاملت بها العائلة الملكية مع الخبر مما انعكس سلبا على صورتها أمام البريطانيين.