رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مئوية اكتشاف مقبرته.. كتاب بريطانى عن «توت عنخ آمون» يصدر نوفمبر المقبل

توت عنخ آمون
توت عنخ آمون

تصدر دار نشر "بيكادور" البريطانية  كتاب "بوق توت عنخ آمون: قصة مصر القديمة في 100 قطعة من قبر الملك الصبي" للمؤرخ البريطاني توبي ويلكنسون، في أول نوفمبر بالتزامن مع مئوية اكتشاف مقبرته الفرعونية الأشهر عام 1922.

 

الكتاب في حوالي 500 صفحة يصدر بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الرائعة وكنوزها المذهلة بشكل لم يسبق له مثيل.

 

كوفر الكتاب

في عام 1922، وبعد خمسة عشر عامًا من البحث، اكتشف علماء الآثار أخيرًا مقبرة الملك توت عنخ آمون، ووجدوا أكثر من 5 آلاف قطعة فريدة، لكل منها قصة ترويها عن الحياة في مصر القديمة، أبرزها قناع الذهب المذهل لتوت عنخ آمون الأكثر شهرة على الإطلاق، لكن باقي الكنوز بالمقبرة لا تزال مجهولة إلى حد كبير.

 

ويرصد عالم المصريات الشهير توبي ويلكنسون حضارة مصر القديمة وفي هذا العمل التاريخي الغني والمصور، الأشياء الثمينة التي وجدت في المقبرة مثل "منجل فرعوني" و"مروحة من ريش النعام"، و"عربة مزينة بالذهب"، كما يرصد أيضا الأشياء الخاصة بالحياة اليومية مثل معدات الحلاقة، حقيبة إسعافات أولية، أرغفة خبز. 

 

ويقول ويلكنسون أنه ربما تكون أكثر الأشياء إثارة للمشاعر في المقبرة هي تلك التي تستحضر عالماً ضائعاً من التجربة الإنسانية المتمثل في البوق الفضي لتوت عنخ آمون. 

 

ويروي ويلكينسون قصص 100 من هذه القطع الأثرية، مما يخلق صورة لا تمحى ليس فقط لتوت عنخ آمون، ولكن لتاريخ وثقافة وشعب مصر القديمة، من خلال 50 رسمًا توضيحيًا بالأبيض والأسود داخل الكتاب، بالإضافة إلى 16 صفحة من الرسوم التوضيحية الملونة.

 

توبي ويلكينسون هو مؤلف كتاب The Rise and Fall of Ancient Egypt and A World Under the Sands والأكثر مبيعا لنيويورك تايمز، وهو محاضر في جامعة كامبريدج في إنجلترا.

 

قصة اكتشاف المقبرة

ويروي ويلكينسون في كتابه، أنه قبل قرن من الزمان، قام فتى مصري يعمل مع فريق هوارد كارتر الأثري في وادي الملوك بحفر حفرة صغيرة في التراب لوضع إبريق ماء فيها واكتشف سلم حجري، وفي 6 نوفمبر 1922، أرسل كارتر برقية إلى راعيه، اللورد كارنارفون، ليخبره أنه اكتشف "قبرًا رائعًا بحالة جيدة، وبحلول 26 نوفمبر من العام ذاته، وبعد تنقيب تم فتح ثغرة نظر كارتر من خلالها، وسأله كارنارفون وقتها "يمكنك رؤية أي شيء؟"، أجاب كارتر: "نعم، نعم.. أشياء رائعة."

وأشار المؤلف إلى أن القبر المكتشف كان مليئًا بالأشياء الرائعة، وأن جميع الأشياء تحكي قصة، ولكنه اختار الحديث عن 100 قطعة فقط من أكثر من 5 آلاف قطعة كانت موجودة بالمقبرة، وضع قصة كل قطعة آثرية منهم في كتابه المنظم في عشرة فصول موضوعية، والذي من خلاله يذكر ويلكينسون القارئ أن مصر القديمة كانت الحضارة الأطول عمراً التي شهدها العالم على الإطلاق، تمثلت في 3000 عام من الاستمرارية الثقافية والاجتماعية والدينية الاستثنائية.

 

وشملت القطع التي تحدث ويلكينسون عنها في كتابه، زوجًا من سكاكين الصوان المصقولة والمصنوعة باستخدام نفس تقنية الأدوات الحجرية في العصر الحجري القديم.

 

ولكن ويلكنسون يبروز في كتابه قطعة معينة وهي "البوق" الذي يحمل نفس اسم كتابه، حيث ويشرح أسباب اختياره لعنوان الكتاب أن "بوق توت عنخ آمون" قطعة آثرية تستحضر عالمًا ضائعًا من التجارب البشرية، حيث بقيت الآلة نفسها، لكن الموسيقى التي أنتجتها والمناسبات التي عزفت فيها ضاعت إلى الأبد، حيث اختفى العالم المحيط بالملك الصبي، كل ما تبقى هو أصداء من الماضي، ومادة للتفسير وإعادة التفسير فقط.

 

 وقرب نهاية الكتاب يرصد ويلكنسون مفارقة مثيرة للاهتمام، حيث يكشف أن القبر كان رائعًا وفريدًا على وجه التحديد لأنه لم يتم نهبه بشكل شامل، فقد أدى حادث جيولوجي إلى الحفاظ عليه، لكن تم سلب المقابر الآخرى في العصور القديمة، مؤكدا أن "سرقة المقابر كانت جريمة شنعاء في مصر القديمة، لأنها تتجاوز بعض المبادئ الأساسية للمجتمع والدين، وهي قدسية المقبرة وإجلال الموتى".