رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هذه الشجرة».. هل أهان العقاد المرأة باستخدام عبارات الإغواء والإغراء؟

عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد

هذه الشجرة التى أكلت منها المرأة لأنها نهيت عنها، والتى أطعمت منها ثم أطعمت آدم معها، هذه الشجرة هي عنوان ما فى المرأة من خضوع يؤدى إلى لذة العصيان ومن دلال يؤدى إلى لذة الممانعة، ومن سوء الظن وعناد ضعف واستطلاع جهل ومن عجز عن المغالبة، وعجز عن الغلبة بغير وسيلة التشهية والتعرض والإغراء، وهذه هى قصة "الأنثى الخالدة" كلها في كلمتين، بهذه الكلمات بدأ الأديب والكاتب والصحفي محمود عباس العقاد كتاب "هذه الشجرة". 

«هذه الشجرة» من الكتب الشهيرة للعقاد، وقد تم تداوله مؤخرًا عبر السوشيال ميديا بأنه من الكتب التي تهين المرأة وتصفها بأنها تبدى خلاف ما تظهر، وهى مخلوق ضعيف، وكائن لا يستطيع أن يحصل على ما يريد إلا بالإغواء والإغراء.

«هذه الشجرة» قد حقق منذ صدوره آنذاك مبيعات ضخمة، وتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في مصر وفي العالم العربي، كما لاقى هجومًا كبيرًا على العقاد، واعترض الكثير منهم على وصف المرأة بهذه الأوصاف.

وقد تحدث العقاد في الكتاب عن سيكلوجية المرأة، وتركيبتها، وشخصيتها، وتفكيرها، كما تناولها بالوصف في الجسم، وذلك عبر قرون وقرون من التراكمات، التي مهدت لتكوين المرأة، وصقل أغوارها، وإخراجها بالصورة الحالية في المرأة المعاصرة.

وتطرق العقاد في كتابه إلى المرأة من أمنا حواء وقصة أكلها من الشجرة لضعفها أمام الممنوع, وذلك لطبيعة المرأة, في إتيان الممنوع، ورغبة فيه إلى إغرائها لأدم واللعب على مشاعره، بالإغواء، مرورا بالمرأة عبر كل العصور وموقعها في المجتمع، ومعاملة الرجل لها، ومعاملة المرأة للرجل، ونظرة العرف والدين والأخلاق للمرأة ولأعمالها.

وتحدث العقاد عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، من حيث المعاملة، كزوجة، أو كخادمة مطيعة، أو كممتهنة حرفة، كما تحدث عن المرأة من جميع أبعادها, كمرأة، وكزوجة، والمرأة وعلاقتها بالجنس، وبالحب بالجمال وبالأخلاق.

وكان يحاول العقاد أن يعرض للقارئ كيف يكون ضعف المرأة قوة وتدلُّلها غواية، كما يقدم تحليله الشخصي الذي اعتمد فيه على آراء الفلاسفة، وقصص التراث الإنساني، ورأي علم النفس، كما اعتمد أيضًا على بعض من العلوم البيولوجية في صفاتها الشخصية والنفسية والجسمانية.

ويظهر خلال الكتاب أن الرجل هو الكائن الأخلاقي ذو العزيمه والإرادة، ولو كان هذا بالإكراه لانه المريد القوى، وأن المرأة هو الكائن الضعيف المتلبى للأوامر موهونة الإرادة وتستخدم قوتها فى الاغراء والاغواء لتحقيق مطالبها كعنيد الضعيف المتشبث بالحياة.

والذي أجمع عليه الكثير من النقاد والكتاب والمثقفين واغلب المتخصصين من الأدباء أن في الحقيقه لم يكن العقاد منصفا للمرأة في هذا الكتاب، ولو أنه كان يتحدث عن نوع من النساء كان وصلت الفكرة بشكل أفضل ولكن عمّمه على نساء الكون كله من بداية الخلق.

وحاول بشتى الطرق إظهار ضعف المرأة وإثبات الفكرة بسرد كثير من الدلائل عن الأساطير و الحيوانات والعلوم و كرر الكثير من الكلمات التي تدل على ذلك مثل: ضعف، إغراء، جهل، إثاره، الشهوة، والعند، تسىء الظن، وغيرها من الكلمات التي استخدمها فى الهجوم على المرأة.

كما شوه العقاد فى هذا الكتاب وظيفة المرأة كواجباتها فى الحمل والولادة استمتاعها بالألم كمتبلدة الأحاسيس وليس بفعل غريزة الأمومة، وأيضا الزواج عند وصفه بإنجاز النسل من قوة الرجل او فى حقوقها بالعمل فى تربية الدواجن وغيرها لتقليل شأنها، كما وصف جسمها بأنه مترهل وليس مثل جسم الرجل، وغيرها من الأمور التي شعر القارئ من خلال قراءة الكتاب بأنه يشن هجومًا قويًا على المرأة.

ومن العبارات التي تسيء للمرأة والتي بدأ العقاد بها كتابه قصة آدم وحواء من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية، وعقب على تلك القصة قائًلا: "إن هذه القصة الخالدة فى الأديان الكتابية وهى الرمز الخالد إلى طبيعة المرأة التي لا تتغير: هي أن تفعل ما تنهى عنه وهي تغري الرجل، وفى كل من هذين الخلقين دليل مجمل على خلائق أخرى مفصلة تنطى فى ذلك الرمز الكبير.

وقال إلى الإنسان كافة وإلى المرأة خاصة، ولكن إلى المرأة التي قد خصت بهذه الشهوة لأنها محكومة لا تحكم غيرها إلا عن طريق الإغراء، أو تنبيه النفوس إلى ما هو شهى بهجة للعيون، فالمرأة تأمر وتنهى وهى أضعف من أمرها وناهيها.

 كتاب هذه الشجرة