رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الدروس الدينية لطبيعتها.. حكايات الداعيات الإسلاميات في المساجد

حكايات الداعيات الإسلاميات
حكايات الداعيات الإسلاميات في المساجد

سعادة غامرة تعيشها الداعيات بعد قرار وزير الأوقاف بعودة الدروس الدينية التي توقفت منذ مارس 2020 مع انتشار جائحة كورونا، واتجاه الدولة لإغلاق المساجد للسيطرة على انتشار العدوى، إذ قرر محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إعادة فتح المساجد أمام المصلين من الساجدين والراكعين والذاكرين، مع عودة دروس العلم على مدار اليوم.

وأكد وزير الأوقاف أنه لن يتم غلق المساجد إلا بعد صلاة العشاء، وستعود إلى عادتها الأولى من فتحها فى التاسعة صباحًا إلى ما بعد صلاة العشاء وصلاة الفجر، مع عودة الدروس ومقارئ القرآن الكريم وتكثيف ما كان قائمًا قبل الغلق، وسيتم تعميم ذلك على جميع مساجد.

«الدستور» حاورت بعض الداعيات الإسلاميات، للتعرف على مدى تفاعلهم مع قرار عودة الدروس الدينية، وكيف استقبلن خبر عودتها.

 

فتحية: حددت موعد الدروس الدينية كما كانت قبل عامين 

تلقي الحاجة  فتحية أحمد الدروس الدينية في المسجد القريب من منزلها بعد دراستها بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وبعدها استمرت في الدراسة بأحد المعاهد الدينية التي تعد الداعيات  والقريبة من منزلها، وبعد تمكنها من دراسة معظم الفروع الدينية، أصبحت تلقي في في نفس المعهد دروس الدين وحلقات القرآن الكريم طوال العام.


واتجهت فتحية  إلى الدروس الدينية لتعوض الفراغ الموجود في حياتها بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، فكان الأفضل لها لكي تظل وسط الأطفال الذين تحبهم وحُرمت منهم أن تعلمهم أصول دينيهم ولم تكتف فقط بالدروس الدينية في الفقه والسنة ولكنها تحفظهم أيضًا القرآن ، واعتبرت أن الله عوضها عن عدم قدرتها على الإنجاب بالأطفال الذين تعلمهم في المسجد.

وأضافت: «الدروس لا تقتصر على تعاليم الدين فقط، وإنما طريقة التعامل مع الأولاد، مواكبة التطور القائم في المجتمع، التمسك بالأسس الدينية، قواعد نشأ لأطفال الأسوياء، متابعة "بنحاول نعرف الناس بدينهم ودنياهم وطريقة التعامل مع أولادهم علشان منلاقيش ولاد بيتحرشوا بنت، ولا بنت بتشتتم، ولا زوج بيخون، ولا زوجة تعمل الحرام، درس الدين هو بداية لحياة سليمة".

وتابعت فتحية، أنه قبل انتشار جائحة كورونا كان هناك نظام وموعد ثابت للدروس الدينية ولكن كل ذلك توقف مع غلق المساجد وإلغاء الدروس الدينية، والتي استمرت حتى مع عودة المساجد للعمل وسط تخفيف الدول للإجراءات الاحترازية المتبعة لديها، مشيرة: «سعدت كثيرًا بقرار عودة الدروس وقررت أن تعود المواعيد كما كانت قبل قبل الجائحة، وستستمر بدون أي مقابل مادي كما لأن الدعوة أقوم بها لخدمة الله.


أمينة : عودة الدروس أعادت لي الحياة وألقيها صدقة على روح والدي 
أمينة محمد، الحاجة أمل كما يدعوها زائري  في المسجد، بدأت في العاملة كداعية بإلقاء الدروس الدينية لتكون صدقة على روح والدها، وقالت: «عملت في مجال التدريس بعدد من المعاهد الدينية في المنطقة التي أدرس بها، وبعد أن تركت التدريس لظروف دينية اتهجت للمسجد الذي تصلي به بالقرب من منزلها، وبدأت في إلقاء الدروس الدينية».

وتابعت: «الدروس الدينية اعتبرتها صدقة على روح والدي الذي توفي منذ حوالي سنوات، وقررت بعد وفاته أن يكون درس الدين هو صدقتي الجارية لحين وفاتي على روحه، وأطلب دائمًا من الحاضرين قراءة الفاتحة على روحه والدعاء له بالرحمة في بداية أو نهاية كل درس».

وأوضحت: «اعتبرت الدروس الدينية التي ألقيها على الحاضرين ويتعلموا من خلال دينهم قد تكون شفيعة لي ولوالدي، وتقتصر الدروس التي ألقيها على  الحديث عن السنة النبوية والأحاديث الصحيحة  التي تعلمتها طوال دراستي وقرأت فيها الكثير من الكتب والمراجع، موضحة: «بنحاول نوصل للناس فكرة التمسك بالسنة علشان نقوم بالشباب والبنات، ونحميهم من فتن المجتمع»، كما أنها كانت ولازالت تحاول أن تقوم بدورها التوعوي لكل الأسر المحيطة بها والأطفال الذين يقطنون حول منزلها. 

وأكدت سعادتها الشديدة بعودة الدروس الدينية في المساجد مرة ثانية بعد توقفها منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020 كجزء من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع تفاقم الأوضاع، حتى قرر وزير الأوقاف عودتها في رمضان، وكنت أدعوا الله أن تستمر حتى بعد رمضان وهو ما حدث.