«إحراج بايدن».. لماذا تصادق إسرائيل على بناء «مستوطنات الضفة» الآن؟

أكد توم نيدز، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، اليوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت تل أبيب معارضتها الشديدة لبناء أي مستوطنات جديدة.

وقال السفير الأمريكي، في تصريحاته لموقع «واللا» الإسرائيلي: "إدارة بايدن طالبت إسرائيل بعدم الترويج لمستوطنات جديدة، وكنا واضحين مع الإسرائيليين بشأن معارضتنا لبناء جديد في المستوطنات".

وأعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، أن اللجنة الفرعية للاستيطان في مجلس التخطيط الأعلى سينعقد، الخميس المقبل، ويصادق على مخططات استيطانية جديدة تشمل بناء 3988 وحدة داخل الضفة الغربية المحتلة.

مخاوف إسرائيل من الضغوط السياسية

ويأتي الإعلان عن انعقاد المجلس الأعلى للتخطيط في ظل الضغوط السياسية التي يمارسها نير أورباخ، عضو الكنيست من اليمين، وتهديده بالاستقالة من الائتلاف في حال عدم المصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة.

وتخشى حكومة نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، من تنفيذ أورباخ استقالته، لأنها ستكون الاستقالة الثانية من الائتلاف، بعد إيديت سيلمان عضو الكنيست والائتلاف الحكومي عن حزب «يمينا»، مما أفقد الائتلاف الأغلبية.

في السياق ذاته، كشف مسئول إسرائيلي كبير أنه خلال الأسبوعين الماضيين جرت اتصالات بين مكتب بينيت، وبيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي، والسفير الأمريكي، ومسئولين كبار آخرين في إدارة بايدن، بشأن انعقاد المجلس الأعلى للتخطيط والتصديق على بناء مستوطنات جديدة.

إسرائيل تخفض عدد المستوطنات 

وأكد مصدر مقرب من مجريات المحادثات بين إسرائيل وأمريكا، أن حكومة بينيت كانت تعتزم المصادقة على نحو 5800 بناء استيطاني جديد، وتم تخفيض العدد إلى 4000 بناء جديد بناء على طلب الإدارة الأمريكية.

وأشار إلى أن مكتب بينيت أبلغ كبار المسئولين في إدارة بايدن بأنه الوضع السياسي الحالي في إسرائيل يحتم المصادقة على توسيع البناء الاستيطاني حتى يتجنبوا حل الائتلاف، بينما عارض الأمريكيون بشدة هذه الخطوة، قائلين إن الموافقة على آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات ستحرج بايدن، وأوصوا بتجنبها.

أمريكا تعارض البناء الاستيطاني

وأضاف المسئول الإسرائيلي أنه تقرر المصادقة على بناء استيطاني جديد خلال الأسبوع المقبل، لتكون هناك مساحة زمنية كبيرة قدر الإمكان من توقيت الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي إلى تل أبيب.

من جانبهم، أكد كبار المسئولين في حكومة بايدن أن هناك حساسية سياسية من بناء إسرائيل مستوطنات جديدة، خاصةً أن الرئيس الأمريكي تعرض لانتقادات ضخمة بسبب تلك القضية، كما أن طاقمه الشخصي يعارض بشدة بناء مستوطنات جديدة، وطلبوا من تل أبيب عدم المصادقة عليها.