دليلك إلى تفسير الأحلام.. من ابن سيرين إلى سيجموند فرويد

استخدم مصطلح  تفسير الأحلام قديما لتبيين المعنى والمغزى والمراد من  الأحلام التى تصاحبنا، وأصبح لعدد من الأشخاص القدرة على تفكيك وتفسير ما يراودنا من تلك الأحلام، وأصبح لهؤلاء مكانتهم  حتى وصل الأمر بهم لجمع تلك الأحلام وتاؤيلاتهم وكتبهم  التي صارت دليلا للناس وملجأ في  البحث عن تفسير لرؤاهم، وأهمت تلك الكتب نستعرضها في التقرير التالي: 

ابن سيرين 

يأتي  كتاب «تفسير الأحلام»، والمنسوب لمحمَّد بن سيرين (ت110 هـ)، وهو عالِم تفسير الرؤى الأشهر في الإسلام. كواحد من أشهر وأبرز الكتب التى تناولت تفسير الأحلام والرؤى، وأصبحت الدليل الأمثل في فك شفرات و رموز الأحلام الملغزة ومن أشهر تلك الأحلام التي تراودنا رجالا ونساء هو: “ما جاء فيه من أن المرأة إذا أمت الرجال في الصلاة في المنام، فهذا يعني أن موتها قد اقترب؛ لأنـها لا تتقدم المصلين إلاعند الموت” أي ليصلُّوا عليها صلاة الجنازة-  صحيح أن هذا التاؤيل ينتابه الضعف، خاصة أن طبيعة الزمان والمكان الذي ذهب إليه بن سيرين مختلفة تماما عن طبيعة عصرنا الحالي، والتى  ترتقي فيه المرأة أهم وأبرز المناصب في مختلف المجالات العلمية والفكرية على عكس ما هو كان مطروح في ذلك الزمان بكون المرأة لا تخرج من البيت، وعملها مقتصر داخله ويختصر في تربية أطفالها.

تعطير الأنام في تفسير الأحلام -عبد الغني النابلسي

 يعد واحدا من أبرز تلك الكتب، ويأتي في المرتبة  التالية لكتاب "بن سيرين" في التداول وتناوله  لتفسير الأحلام، ويذهب الكتاب إلى  إرساء قواعد رئيسية في تفسيره، يقول: “إن تربة كل بلد تخالف غيرها من البلاد لاختلاف الماء والهواء والمكان، فلذلك يختلف تأؤيل كل طائفة من المعبرين من أهل الديانا السماوية لاختلاف الطبائع والبلدان  كالذي يرى في بلاد الحر ثلجا أو جليدا أو بردا فانه يدل على الغلاء والقحط ثم أن رأي هذا الرائي في بلد من بلاد الحر البرد فإن ذلك لهم خصب وسعة والطين والوحل.فمثلا يرى الطين والوحل ان لأهل الهند مال ولغيرهم محنة  ، كما ان الضرطة عندهم بشارة وسرور ، ولغيرهم كلام قبيح”.

قواعد تفسير الأحلام : للإمام  الشهاب العابر 

وهو أحد ابرز وأهم الكتب التي تناولت تفسير الأحلام، وقال الإمام ابن كثير عنه إن “الشهاب العابر عابر الرؤيا، سمع الكثير ، وروى الحيث وكان عجبا في تفسير المنامات وله في اليد الطولى، وله تصنيف فيه”. 

يذهب الكتاب إلى تفسير الرؤى والأحلام، ويقدم عبره العديد من التاؤيلات للرؤية الواحدة، حتى يقاس عليها، وتاتي اهمية الكتاب  إلى ما عرف عنه صاحبه من الصدق والورع، والمكاشفة  وقد قدم فيه ما يقرب من 48  من تفسيرات بدءا من  رؤيا الصالحالين  والمبشرات  ورؤيا النساء  جر القميص في المنام.   إلخ.

ويذهب الكتاب إلى تفسير الأحلام الشائعة  والتي  منها  احلام مختلفة تدل اشياء على شيء واحد ومنها "كرجل رأي ان اشمس انكسغت ،ورأى أخر كأن البحر نشف ، ورأي آخر البد أوسروره أو موضع عبادته خرب ، ورأى أخر جبلا عظيما تهدم رمبا دل الجميع على موت كبير أو هلاك صاحب الحلم .

“تفسير الأحلام” لفرويد 

يأتي كتاب تفسير الأحلام  لفرويد  والذي صدر عام 1900 ليكشف طبيعة الحلم، كما يضم أخطر الاكتشافات في تاريخ معرفة الإنسان لنفسه. ويعد نقطة تطور في علم النفس والطب النفسي.

في هذا الكتاب يؤكد سيجموند فرويد أن تفسير الأحلام إنما يعني قراءتها.فما الحلم سوى كلام مكتوب بكتابة مصورة مثل اللغز المصور أو النص الهيروغليفي. وهو إذن -شأن كل الكلام- يفترض لغة. وهذه اللغة هي التي يقوم فرويد في هذا الكتاب بفك طلاسمها ودراستها، مبينًا نحوها وبلاغتها ومفرداتها الأساسية.

ورصد كتاب تفسير الأحلام العديد من  الاحلام التى تعتبر شائعة بيينا ومنها أن أحدهم “حلم بانه يسقط من فوق جدار عال ، فلما استيقط رأي أن قاءمة السرير قد تهاوت وأنه وقع على الأرض حقيقة . وهنا ييربط فرويد في تاؤيله وتفسيره بواقع ما نعيشه بالأحلام”.

ويرى دكتور مصطفى صفوان مترجم كتاب تفسير الأحلام، ان على كتاب طبيب نفسي وكل مشتغل بعلم النفس أو التربية أو الانثربولوجيا الاجتماعية أو تاريخ الحضارة أو النقد الأدبي أو فقة اللغة،  وما إلى ذلك من علوم الإنسان؟