رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحيى ذكرى القديس بيتر نولاسكو

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

تحيى الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، ذكرى القديس بيتر نولاسكـو، إذ روي الأب وليم عبدالمسيح سعيد- الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد بيتر نولاسكو في مدينة كاركاسون بفرنسا عام 1189م من عائلة نبيلة، والده هو الفارس النورماندي هنري دي نولاسكو، ومنذ طفولته كان يقوم ببعض الأعمال الخيرية ويعيش الفضائل المسيحية، وفقد والده وهو في سن الخامسة عشرة، ورفضت والدته الزواج مرة أخرى عازمة على تكريس نفسها لرعاية ابنها وخدمة الله، وكان مخلصاً ومكرماً للعذراء مريم القديسة وكذلك المحبة تجاه المسيحيين الأسرى هما الفضيلتان المميزتان للقديس بيتر نولاسكو، فذهب على برشلونة وأسس جمعية باسم القديسة ماريا ديلا مرسيد لفداء العبيد والأسرى، تحت قيادة القديس ريموند من بينافورت الدومينيكاني والمساعدة الاقتصادية من ملك أراغون جيمس الأول.

وتابع: حصل على موافقة شفوية من البابا هونوريوس الثالث فى عام 1228م، وبارك الرب هذه المؤسسة الجديدة كثيرًا لدرجة أن حشودًا ليس فقط من عامة الناس، ولكن أيضًا من النبلاء، أتوا للانضمام إليها، وعرضوا أنفسهم وممتلكاتهم من أجل خلاص العبيد.. وهكذا، منذ السنوات الأولى، تم افتداء عدد كبير منهم ليس فقط في إسبانيا، ولكن أيضًا في إفريقيا، حيث ذهب القديس بطرس شخصيًا عدة مرات بمشقة كبيرة وإرهاق وسط الأخطار. 

وأضاف: وصلت شهرة قداسته إلى آذان الملك القديس لويس في فرنسا، الذي رغب في رؤية بيتر نولاسكو، كما اشتاق أيضا بيتر لمقابلة أمير من هذه الفضيلة والتقوى الفريدة، لذلك اغتنم فرصة الرحلة التي قام بها الملك لويس إلى لانغدوك، وذهب بيتر هناك لزيارته، وأقام لبعض الوقت بالقرب منه بفرح ورضا شديدين للملك القديس، الذي عرض عليه أن يذهب مع الجيش إلى بلاد الشام لتحرير هؤلاء المسيحيين من نير الكفار الهمجي، ودعاه إلى أن يرافقه، قبل بطرس هذه الدعوة بفرح غامر، ولكن مرضا مزعجا حال دونه أصيب به وجعله يعاني حتى وفاته، تألق القديس بطرس بشكل رائع في الفضائل المسيحية، وكان يعيش المشورات الإنجيلية الثلاثة، الفقر والعفة والطاعة، واشتهر بموهبة النبوة، فقد تنبأ بأشياء مستقبلية، وأشهرها أن الملك جيمس سيستعيد فالنسيا، التي احتلها المور، وقد عزته الظهورات المتكررة للملاك الحارس والسيدة العذراء والدة الإله.

وتابع: في عام 1245م، أثناء رحلة إلى الجزائر العاصمة للحصول على سلسلة أخرى من الفديات، وبعد أن نفد المال لتحرير سجناء آخرين، عرض نفسه كرهينة لتحرير سجناء آخرين، وتأخر في دفع الفدية، فقام المغاربة بضربه بالسياط، ثم تم تحميله على قارب مكسور وتركه في البحر، ومن خلال تدخل معجزي تمكن من الوصول إلى إسبانيا بأمان، وقد لقى مصيرا مماثلا للقديس ريموندو نوناتو مرة أخرى في الجزائر.. وفى عام 1224م، دخل في عداد المرتزقة وتم احتجازه لعدة أشهر كرهينة وتعرض للتعذيب القاسي لمنعه من الوعظ، وأغلق جندي فمه بقفل بعد أن اخترقوا شفتيه بقفل من الحديد الساخن، لكنه استمر في تشجيع العبيد من خلال حثهم والمثابرة على الإيمان.  

واختتم: وفي عام 1238 بعد أن شهد تحرير فالنسيا، منحهم الملك جيمس درع مملكته كشارة، وأيضا منحهم مستشفى سانتا يولاليا ليكون كأول دير لهم وكمبيت لاستقبال العبيد والأسري المفديين ومساعدة الفقراء والمرضى، وقد أضعفته أيضا الرحلات العديدة التي قام بها في جميع أنحاء إسبانيا وجنوب فرنسا، فتخلى عن منصب رئيس الدير وعيّن خليفته وليم دي باس، واشتد عليه مرض الملاريا الذي أصيب به، وبسبب تقدمه في السن وبعد أن تناول الأسرار المقدسة رقد في الرب عند منتصف الليل عشية عيد الميلاد المجيد عام 1250م في برشلونة، بعد أن حث إخوته على الصدقة تجاه العبيد، وقد أعلنت قداسته في 30 سبتمبر عام 1698.