رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هي ظاهرة الجذب عند الصوفية؟.. عالم أزهري يجيب

الصوفية
الصوفية

قال الدكتور أشرف سعد الأزهري من علماء الأزهر الشريف، إنه لا يوجد حرف واحد في كتب الصوفية عبر التاريخ يشير ولو من بعيد إلى جواز رفع التكليف عن الولي أو الشيخ، مهما علا شأنه في مقام الولاية بل على العكس تماما هم أكثر خلق الله تعالى بعد الأنبياء تكليفا وابتلاء وتحملا للمشاق وحملا لعباد الله تعالى، وأما المجذوب بالكلية فهو الذي ذهب عقله لتوارد الأنوار القوية عليه وهو بذهاب عقله خارج عن حد التكليف بحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بحكم الصوفية.

وتابع «الأزهري» عبر صفحته الرسمية: «إذا كان هناك بعض مسلوبي العقل من المجاذيب الذين بقيت قلوبهم وأرواحهم هائمة متعلقة بالله تعالى وألسنتهم تلهج بذكر الله ليل نهار وقد تظهر منهم بعض الخوارق مع ذهاب عقولهم التي هي مناط التكليف في شرع الله وهذه الحالة ليست حالة كمال ولا متابعة ولا ولاية  أصلا وإنما هي ظاهرة كونية موجودة وثابتة وإذا كان المجذوب مسلوب العقل فلا تتعجب من أنه لا يقيم شعائر الله أو لا تتعجب من أنه يدعي أية دعوى ولا تنكر عليه فهو ليس محلا للإنكار أصلا وهذه الحالة التي يكون عليها من الذكر والاستغراق في الله تعالى ليست من حضور العقل في هذا الوقت وإنما هي من أثر تعلق القلب والروح بالله تعالى من قبل حال سلب العقل أي في حالة الحضور».

وأوضح: «هكذا ترى كل مسلوب عقل متعلق بما كان عليه وقت تعقله فمن كان متعلقا بالخمر أو بالنساء أو بالغناء وسلب عقله على تلك الحال ظل قلبه متعلقا بها ولسانه لاهجا بذكرها وهذا معروف في عالم العشق بالذات وما حال مجنون بني عامر الذي عشق ليلى العامرية وهام بها وجن وجذب بها حتى غاب عن الوجود كله الا عنها وعن قول الشعر فيها فسمي بمجنون ليلى.. منا ببعيد.. ومن كان قلبه متعلقا بالله وحده ظل لسانه وقلبه مرددا ذكر الله مع سلب العقل فكيف تنكر على من حاله هكذا إن قال أنا أصلي في الكعبة أو في الروضة الشريفة أو ادعى أية دعوى أو قال أي كلام فمن منا العاقل ومن منا المجنون إذن.

وأضاف: «ولعلك بهذا الفرق تفهم لماذا سمي هذا النوع من مسلوبي العقل مجاذيب لا مجانين لأن سبب سلب العقل أنهم انجذبوا بأرواحهم وقلوبهم إلى أنوار الحضرة الإلهية فكانوا على حالة لم تسمح لهم بتحمل تلك الأنوار فذهبت عقولهم وظلت أرواحهم هائمة في الله تعالى وقلوبهم متعلقة بذكره وألسنتهم تلهج بذلك وهذا ليس حال كمال ولا مقام ولاية عند الصوفية لذلك لم يظهر هذا الجذب في جيل الصحابة رضي الله عنهم لأنهم كمل في مقام الولاية والوراثة وإنما ظهر بين العباد في الأجيال التالية فافهم واعلم أن كون الله تعالى فسيح جدا ومليء بالعجائب التي تدل على اقتدار الله على الخلق جميعا، وظاهرة الجذب موجودة منذ فجر التاريخ وتحتاج إلى مزيد تأمل ودراسة لأنها مشاهدة وواقعة بالفعل وإنكار الواقع جهل مركب».