رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الأرثوذكس تعد «الميرون» بعد 10 سنوات توقف

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

ترأس البطريرك المسكوني بارثولماوس في الكنيسة البطريركية خدمة القدسات السابق تقديسها (الروجزماني). في نهاية الخدمة ذهب في موكب لتحضير صنع زيت الميرون المقدس. إعداد لزيت الميرون هو امتياز قديم حصري ببطريرك القسطنطينية، ويتم ذلك كل عشر سنوات أو نحو ذلك. 

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشئون العربية، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن آخر مرة تم صنع زيت الميرون المقدس كان في عام 2012م بيد البطريرك المسكوني الحالي بارثولماوس.

كان حتى القرن الثامن يحق لجميع الأساقفة إعداد زيت الميرون المقدس، لكن تدريجيًا اقتصر هذا الحق على بطاركة الشرق، ثم على البطريرك المسكوني لأسباب تتعلق بالنظام الإداري ووحدة الكنائس. أما البطريركية الروسية وبطريركيات أوربا الشرقية  فينفرد بطاركتها عن باقي البطريركيات الأرثوذكسية الشرقية بإعداد زيت الميرون المقدس.

في صباح يوم الإثنين المقدس بدأ طبخ زيت الميرون المقدس بعد خدمة القداسات السبق تقديسها، حيث تُقدس المكونات الأساسية للميرون خلال موكب خاص يرأسه البطريرك المسكوني. وكما تنص المعايير، يرش البطريرك بالماء المقدس الغلايات والأواني والمواد اللازمة لتحضير زيت الميرون المقدس، التي تتكون من خليط من 57 نوعًا من الأعشاب ونباتات العطرية وزيوت عطرية المختلفة. أهمها زيت الورد (الذي ترسله الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية) والنبيذ، والقرفة، والسوسن، المستيكة، والأنجليكا، والسابسيشو، والمر، والميروفالانو، والزنجبيل، والناردين، والأوراق الهندية وغيرهم. 

بشكل عام يُعتمد في تحضير الميرون المقدس على ما ذُكر في سفر الخروج: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا، وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرًّا قَاطِرًا خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِينًا. وَتَصْنَعُهُ دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ. عِطْرَ عِطَارَةٍ صَنْعَةَ الْعَطَّارِ. دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ يَكُونُ" (خر 22:30-25).

بعد ذلك تُعَد خمسة غلايات، توضع فيها النباتات العطرية والعقاقير والزيوت العطرية، وتشعل النار أسفل كل واحدة منها. ويستخدم كوقود لها: الملابس الكهنوتية القديمة، أخشاب المنابر والأيقونستاس والمقاعد المستهلكة وغيرهم. 

ثم يتلو البطريرك مقاطع من الإنجيل المقدس، ويتابع رؤساء الكهنة والكهنة القراءة ويتناوبون على فترات منتظمة. تستمر هذه العملية بنفس الترتيب الرسمي في يوم الثلاثاء المقدس ويوم الأربعاء المقدس.

في صباح يوم الخميس المقدس عندما يصبح الميرون صافيًا، يُسكب في 12 سطل (إِناءٌ كالدلو من معدن أو غيره) فضي كبيرة، وأوعية فضية ومرمرية صغيرة. ثم تُنقل إلى كنيسة القديس أندراوس البطريركية، بأن يحمل 24 كاهنًا الـ12 سطلاً، وحوالي 35 من رؤساء الأساقفة يحملون الأوعية التي من الفضة والمرمر، ويحمل البطريرك وعاءً من الفضة.

خلال القداس الإلهي يوم الخميس العظيم الذي يرأسه البطريرك، يتم تكريس الميرون الذي تم إعداده. ويتم وضع القوارير والأوعية الأخرى حول وعلى المائدة المقدسة.

ثم يتم إرساله إلى جميع الكنائس الأرثوذكسية، لاستخدامه أثناء سر المسحة، بعد المعمودية.