رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسى.. صانع الفرحة

◄ إحياء المصريين لليلة العيد بالسهر فى الشوارع رسالة لمروجى الشائعات والناعقين بها 

◄ الرئيس يشعر بفرحة حقيقية فى جبر خواطر أبناء الشهداء وتكريم ذكراهم 

◄ مشاركة «مشارى راشد» فى حفل العيد رسالة لمن يريدون سرقة تدين المصريين وتأميمه لحسابهم

 

تشرفت بتلقى دعوة كريمة من وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى لحضور صلاة العيد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وأسر شهداء مصر، وهو شرف كبير لى أن أكون طرفًا فى مناسبة لإدخال الفرحة على أبناء شهداء مصر وتكريمهم من رئيس الجمهورية.. قطعت الطريق من الشيخ زايد فى غرب القاهرة الكبرى إلى مسجد المشير طنطاوى فى شرق القاهرة فى اثنين وأربعين دقيقة.. مررت على تجمعات كثيرة للمصريين أمام المطاعم والمقاهى ومحطات البنزين.. يحيون ليلة العيد ويسهرون ويطلبون المتعة والفرحة.. كان هذا مشهدًا عنوانه الأمان وحب الحياة والإقبال عليها وهى عادة المصريين ولن يشتروها.. دعوت الله ألا يقطع لنا عادة أبدًا.. وصلت إلى مسجد المشير طنطاوى فترامت إلى سمعى تكبيرات العيد.. كان الصوت عاليًا والمصلون يرددون التكبير الشهير «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده،».. هتاف سماوى له طعم لحن مصرى قديم.. يأخذه المصريون لكى يصبح أقرب لترنيمة من التى كانوا يرددونها فى المعابد القديمة والتى يرددها إخوانهم الأقباط فى الكنائس.. نزع المصريون عن الهتاف ذلك الطابع «العنيف» الذى كان يضفيه عليه بعض المتسلفين.. وحولوه إلى دعاء أو ترنيمة تهدهد القلب وتدخل عليه السكينة والفرحة.. دخلت المسجد لأجد أطيافًا من الإعلاميين وضباط القوات المسلحة وقادة كثيرين ومواطنين من أهالى الشهداء.. سألت عن الرئيس ومتى يصل فأخبرونى بأنه يجلس فى الصف الأول منذ صلاة الفجر وأنه حضر قبل الجميع.. تعجبت جدًا بعد ذلك من ترهات الإخوان حول صلاة العيد واعتقادهم بأنها أمر خاص بالمتأسلمين وتجار الدين.. بعد الصلاة انتقلنا لنتناول الإفطار مع أسر الشهداء برعاية الرئيس السيسى، والأصح أننا كنا ضيوفًا على الإفطار الذى أقامه الرئيس لأسر الشهداء وأبنائهم بالتحديد.. كانت الموائد مقسمة بحيث تجلس أسرة شهيد مع إعلامى وفنان أو سياسى وفنان.. إلخ.. كانت على مائدتى أسرة الشهيد شعبان ثروة.. بالتاء المربوطة وليس بالمفتوحة.. وكانت أسرته صغيرة ومكونة من ابنته «مكة» وأرملته الشابة التى ترتدى السواد.. مكة فى السادسة تقريبًا أو فى الخامسة.. تعرفت عليها وقبّلتها وكان يجلس إلى جوارى الفنان الجميل إيهاب فهمى.. كان هناك حفل فنى وكان من بين فقراته تكريم نجوم مسلسلى الاختيار والعائدون. ظهر كريم عبدالعزيز وأحمد عز وياسر جلال وأمير كرارة.. اندهشت بعض الشىء عندما أعلنت المذيعة عن ظهور المنشد مشارى راشد العفاسى.. الرجل كان يرتبط فى ذهنى بأداء بكائى للقرآن الكريم ضمن مدرسة لقراءة القرآن لم أكن أحبها وأراها مقبضة للروح.. لكننى فوجئت به وقد تغيّر تمامًا ويؤدى أناشيد وأغانى مبهجة وإن كان يشوب بعضها السرعة مثل أغانى المناسبات ولكن أدركت أن وجوده رسالة لمن يريدون احتكار الدين أو مصادرته لحساب الإسلام السياسى.. ويبدو بشكل عام أن الرجل تغيّر ضمن تغيرات كثيرة جدًا فى منطقة الخليج.. كان هناك عرض مسرحى شارك فيه فنانون محبوبون مثل كريم محمود عبدالعزيز وهنادى مهنا وشيرى عادل وأشرف عبدالباقى الذى فهمت أن العرض من إخراجه وقابلت بعد العرض الفنان الشاب شريف إدريس الذى ساعد أشرف عبدالباقى فى إخراج العرض.. أعجبتنى هذه اللفتة.. حيث كان لشريف منشور قبل رمضان مباشرة يشكو فيه من عدم عرض أعمال مناسبة عليه وربما ظن أن هذا نتيجة تضييق.. وها هو فى أقرب فرصة يشارك فى إخراج عرض أمام رئيس الجمهورية.. كان أعظم ما فى العرض الأغانى التى قدمتها فرقة «أيامنا الحلوة» بقيادة المايسترو محمد عثمان وهى فرقة شبابية واعدة وعظيمة تبرع فى استلهام الأغانى القديمة وربط الماضى بالحاضر ببراعة وخفة ظل.. بعد الحفل انتقل الرئيس إلى منطقة ألعاب أُعدت لإدخال البهجة على الأطفال لكى يشاركهم فرحة العيد.. لم يكن من المقرر بروتوكوليًا أن يشاركه الإعلاميون فى هذا الجزء الذى يخلع فيه ثوب المسئول ويتحوّل إلى أب أو إلى جد يشارك أحفاده وأبناءه فرحة العيد.. بسبب كثرة حركتى وجدت نفسى مع الرئيس فى منطقة الألعاب دون قصد منى أو دون تدبير من أحد.. انشغلت بمراقبة سلوكه مع الأطفال.. كان منخرطًا بوجوده كله فى محاولة إدخال الفرحة على الأطفال وحملهم على يديه بالتناوب وكان يحاول مشاركتهم الألعاب المختلفة.. بالنسبة للطفل فإن العيد هو هذه الألعاب التى يلعب بها صباح يوم العيد.. كانت هناك ألعاب إلكترونية وبلاى ستيشن وبعض أكشاك المأكولات السريعة التى يحبها الأطفال.. أتمنى أن يتسع الاحتفال فى العيد القادم لوجود أطفال من قرى حياة كريمة والأسمرات بشكل رمزى طبعًا وأظن أن ذلك سوف يعنى الكثير.. كل عام ومصر ورئيسها وأبناء شهدائها وشعبها كله بألف خير وسلام.