«حبة الغلال».. كيف يهرب الطلاب من اكتئاب الامتحانات؟
حالة من القلق والتوتر يسيطران على الطلبة مع قرب قدوم الامتحانات الدراسية التي تتسبب كثيرًا في إصابتهما بالاكتئاب، الأمر الذي قد يزيد أحيانًا ويدفع البعض منهم إلى الانتحار، وانتشرت أداة بعينها دون عن غيرها استخدمها الطلبة في التخلص من حياتهم باعتبارها الأرخص ثمنُا والأسرع في خروج الروح إلى بارئها ألا وهي «حبة الغلال» التي تسببت في حصاد الكثير من أرواح الطلبة الذي تملك منهم اليأس والإحباط.
وسٌجلت العديد من الوقائع بسبب استخدام هذه الحبة نذكر منها مصرع طالب بالثانوية العامة 18 عامًا العام الماضي بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية إثر تناول قرص حفظ الغلال «حبة الغلة»، لمروره بأزمة نفسية بسبب فشل في الإجابة على امتحان ماده اللغة الفرنسية.
«عبير» أيضًا طالبة بالثانوية العامة من قاطني الإسكندرية، قررت أن يكون الانتحار بديلًا لها عن الزواج بالغصب، وذلك بعد تهديد أبيها في حال لم توفق في الالتحاق بكلية الطب، وحين خابت الأمنيات وهزمها التنسيق، قررت أن تخرج من بين الرفوف نفس الحبوب السامة لتهرب من وعيد الأب وتهديده الدائم لها بالزواج من ابن عمها الذي ترفضه، وكذلك لم ينجُ مروان طالب الثانوية العامة بمحافظة الشرقية هو الآخر من فكرة الانتحار وغلق ملفات الدنيا، ليُدرج اسمه في الاستمارة الصفراء «شهادة الوفاة» بعد أن خذله المجموع وضاع حلم الهندسة.
يوضح طبيعة حبة الغلة الدكتور أحمد سمير استشاري السموم بكونها أقراص تُستخدم كمبيد حشري من أجل حفظ الغلال المختلفة من التسوس، وتعتبر مبيد حشري يدخل مصر بصورة رسمية مصرح به، كما أنها تمتاز بثباتها الحراري العالي وتابع أنه يخرج منه غاز الفوسفين شديد السمية بعد تفاعله مع الماء أو الأحماض أو القلويات وهو غاز سام شديد الخطورة قابل للاشتعال عديم اللون رائحته كريهة تشبه رائحة “البيض الممشش”، أما عن تكونها فقال أنها تتكون من فوسفيد الألمنيوم، و حبة الغلة لها أشكال وأحجام وأسماء مختلفة، وتعرف بأثرها الخطير على الإنسان في حالة استنشاق الغار الذي يخرج منها عند تبخير الغلال، وأوضح أنها فوق ذلك رخيصة الثمن إذ لا يزيد ثمنها عن"3 جنيهات "، بالإضافة إلى أنها سريعة القتل لمن يتناولها وهو ما يفسر انتشارها بهذه الصورة بين الطلبة من الشباب والمراهقين.
يذكر أنه قد تقدم بعض نواب مجلس الشعب بطلبات إحاطة حول تداول هذه الحبة ومنهم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، الذي تقدم بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجها لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة، بشأن وضع آلية لتوزيع حبوب حفظ الغلال القاتلة، بعد إساءة البعض استخدامها وتحولها لوسيلة انتحار رئيسية خاصة من مقبل الشباب والطلبة.
