رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مظاهر «الفنطزية».. لماذا انتقد يوسف إدريس احتفالات الشعب المصري بالأعياد والمناسبات؟

يوسف إدريس
يوسف إدريس

"لبث الفاطميون في المغرب العربي أن قويت شوكتهم وغزوا مصر في النهاية كما هي عادة مصر أن يكون مقياس القوة لدى أي دولة صاعدة أن تجرب عضلاتها في غزو مصر، جاء الفاطميون وأنشأوا القاهرة والأزهر الشريف، وجاءوا معهم بالمذهب الشيعي، وجاءوا أيضًا، وهذا هو الأهم في حديثنا هذا، بكثير من الطقوس والمهرجانات والأعياد الإسلامية، مثل موكب الفوانيس في رمضان والتواشيح وصنع الكعك واستيراد الياميش والأكل إلى حد التخمة".

كتب الأديب يوسف إدريس عن الطقوس والأعياد الإسلامية في كتابه :فقر الفكر، وفكر الفقر".

وقال يوسف إدريس، إنه حينما انتهى الحكم الفاطمي انسحب معه المذهب الشيعي تماما من مصر، ولم يخلف أثرا إلا في المساجد الكبرى التي أقيمت لآل البيت، وكذلك انسحبت مع الحكم والمذهب كل المظاهر الحضارية التي جاءت مع الغزو الفاطمي ما عدا الأزهر الذي تحول إلى جامعة كبرى أصبحت منارة للمسلمين في عهود التمزق والتخلف التي حاقت بالأمة الإسلامية والعربية.

وأشار إلى أن الشيء الوحيد الذي ترسخ في الحياة المصرية وبقى ولا يزال باقيا- على حد تعبيره- هو مظاهر "الفنطزية" الفاطمية التي تصاحب حلول رمضان والمواسم والأعياد، قال: "وهي مواسم فنطزية لأنها كلها تتعلق بالطعام والشراب والأنس والسمر ولا علاقة لها بالمناسبة التي تقام من أجلها، فالمصريون في الريف وفي كثير من المدن يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج مثلا بعشاء فاخر من البط والإوز والدجاج ومعجزة الإسراء والمعراج لا علاقة لها البتة بطعام أو شراب ولكن هكذا أراد المصريون".

وعبر عن اندهاشه أثناء قراءته الأخبار في شهر رمضان، إذ كان يقرأ عنوانا رئيسيا يقول، استيراد مائة ألف طن من اللحوم بمناسبة شهر رمضان، أو توفير كذا ألف طن من السمن والأرز بمناسبة رمضان، قال: "كنت أندهش لأن المفروض أن تكون العناوين هي توفير كذا ألف طن لحم بمناسبة شهر رمضان، أو شهر رمضان يوفر كذا مليون جنيه عملة صعبة قيمة ما كان مفروضا استيراده من المأكولات والأطعمة".