رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث اقتصادي سوداني لـ«الدستور»: كهرباء مصر شريان الحياة للاقتصاد السوداني

الباحث الاقتصادي
الباحث الاقتصادي عبدالوهاب جمعة

تحدث الباحث الاقتصادي السوداني عبدالوهاب جمعة لـ"الدستور" عن زيادة قدرات الربط الكهربائي الشبكي بين مصر والسودان من 70 ميجاوات إلى 300 ميجاوات ثم إلى 1000 ميجاوات، وانعكاس رفع القدرات على قطاعات الاستهلاك المختلفة وأهمها القطاع المنزلي بالسودان الذي يعاني من التعايش مع برنامج برمجة انقطاعات التيار الكهربائي، وعلى نفس الصعوبة شهد القطاع الاقتصادي الأزمة نفسها خاصة القطاع الزراعي السوداني الذي يعتمد على الري بالكهرباء.

مميزات الربط الكهربائي الشبكي المصري السوداني 

أكد الباحث الاقتصادي السوداني عبدالوهاب جمعة بدولة السودان المتخصص في الشئون الأفريقية الآسيوية أن ارتفاع سعة خطوط الربط الكهربائي بين مصر والسودان سيضيف في مرحلته الجديدة توفير 300 ميجاوات إضافية، وهو ما يعني إنهاء ثلث عجز الكهرباء بالسودان، مشيرًا إلى أنه في حال ارتفعت السعة إلى 1000 ميجاوات فإن ذلك يساهم بشكل كبير في إنهاء مشكلة العجز في الكهرباء بالسودان نهائيًا وبالتالي توقف برنامج "قطوعات الكهرباء المبرمجة" اليومية والتي تصل إلى أكثر من 8 ساعات في اليوم، تقدر تقول :" كهرباء مصر هتنور بيوت السودان".

وأضاف الباحث الاقتصادي بدولة السودان لـ"الدستور"، أن مشروع الربط الكهربائي الشبكي بين مصر والسودان يتضمن مميزات عدة، منها إن يوفر للسودان كهرباء مستدامة ومستمرة دون انقطاع وبأسعار مناسبة، وهذا مفاده أن يجعل من الربط الكهربائي بين مصر والسودان أكثر مصادر الحصول على الكهرباء "موثوقية" و"اعتمادية."
 

خريطة وخطة المشروع 

وأضاف: كانت أعلنت سفارة جمهورية مصر العربية بالسودان الخميس الماضي، عن وصول  أجهزة الربط الكهربائي بين مصر والسودان إلى ميناء بورتسودان والتي نقلتها وزارة الطاقة والنفط السودانية من بورتسودان إلى المناطق المحددة لتنصيبها في الولاية الشمالية.

وأكد أن وصول معدات الخط الناقل بين مصر والسودان إلى مدينة دنقلا السودانية يعني بداية رفع سعة الربط الكهربائي من 70 ميجاوات إلى 300 ميجاوات ومن ثم إلى 1000 ميجاوات.، موضحًا إن خطوط شبكة الربط الكهربائي الشبكي بين مصر والسودان تمتد من أسوان بمصر إلى حلفا وتبلغ سعتها حاليا 70 ميجاوات. 

حجم العجز في الكهرباء 

وأكد الباحث عبدالوهاب جمعة إن الطلب على الكهرباء بالسودان يبلغ حوالي 3800 ميجاوات بينما إنتاج السودان من الكهرباء حوالي 2800 ميجاوات وهو ما يعني عجز في توليد الكهرباء يصل إلى 1000 ميجاوات، مؤكدًا إن هذا من شأنه زيادة سعة الربط الكهربائي الشبكي بين مصر والسودان من أجل إنهاء معضلة اعتماد السودان على إنتاج الكهرباء من الديزل والتي تكلف كثيرا بجانب اعطالها الكثيرة في ذروة الاستهلاك في فصل الصيف الساخن. 

"كهرباء مصر" شريان الحياة

ولفت "جمعة" إلي أن 50% من إنتاج الكهرباء في السودان يعتمد على الديزل، ويتطلب هذا الإنتاج استخدام كميات كبيرة من الديزل بالتزامن مع عدم قدرة وزارة المالية السودانية على استيراد الديزل من الخارج، لافتًا إلي إن  رفع سعة الربط الكهربائي الشبكي بين مصر والسودان بمثابة "شريان حياة " للاقتصاد السوداني الذي يعاني من "عوز" الطاقة و "عجز" ميزان المدفوعات.

أهمية الربط المصري السوداني

وأوضح الباحث الاقتصادي السوداني عبدالوهاب جمعة أن أهمية الدور الذي يلعبه خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان تبرز أمام توقف أكثر من 3 آلاف مصنع بسبب قطوعات الكهرباء المبرمجة وهو ما يجعلها تعتمد على مولدات خاصة تعمل بالديزل وهو ما يزيد تكلفة الإنتاج، موضحًا إن  هناك مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية تحتاج إلى الري باستعمال الكهرباء تعمل حاليا بالديزل. 

انعكاس زيادة قدرات الربط المصري السوداني

وأكد "جمعة" انعكاس زيادة سعة خطوط الربط الكهربائي بين مصر والسودان سيكون ظاهرا على معظم القطاعات الاقتصادية بجانب القطاع السكني والذي يعد اكبر قطاع مستهلك للكهرباء ولكنه أكثر قطاع يعاني من القطوعات اليومية المبرمجة.